أصبح من الصعب المعيشة في قرى جنوب رفح والشيخ زويد؛ بسبب عمليات الجيش المصري الأخيرة؛ فمنذ انطلاق الحملة العسكرية المسماة “حق الشهيد” بدأ أهالي هذه المناطق في الرحيل عنها من جديد؛ فالجيش يقول إنه يقاتل مسلحين تكفيريين، فيما يرد تنظيم الدولة بعدد من البيانات عبر حسابات ناشريه على “تويتر”، ويقول إنه قتل جنودا وضباطا في اشتباكات مسلحة، ولكن ما بين هذا وذاك فقد المواطن حقه في الحياة الآمنة وأبسط الخدمات الإنسانية.
وأكد الجيش المصري، عبر المتحدث الرسمي له، أن القوات تمكنت من قتل نحو 200 مسلح تقريبا في قرابة الأسبوع فقط، فيما نشر تنظيم الدولة بسيناء صورا جديدة لاستهداف الجيش عددا من المدارس والمباني التعليمية، بالقرى الجنوبية لرفح والشيخ زويد.
وفي تصرحات خاصة لـ”رصد” أكد عدد من أهالي القرى الجنوبية أن الآليات العسكرية تخرج بشكل شبه يومي من معسكرات الجيش في رفح والشيخ زويد، وأحيانا لا تعود وتقضي ليلتها داخل القرى.
ويقول أحد شهود العيان -الذي رفض الإفصاح عن اسمه- وهو من جنوب الشيخ زويد: إن الطيران الحربي يشن غارات مكثفة منذ يوم السبت الماضي على القرى الجنوبية للمدينة، ويقوم بقصف عدد من المنازل التي تم قصفها مسبقا، ويشن غارات أخرى على مناطق زراعية ومناطق صحراوية مفتوحة، ولكن بدون خسائر في الأرواح، ويؤكد الشاهد أن الحملات العسكرية البرية هي من تقوم بإطلاق النيران وقتل أي شخص يتحرك في طريقها؛ حيث قتلت حتى الآن 4 أشخاص في القرى، فمن أين أتى المتحدث العسكري بهذا العدد الكبير؟ فلم يقتل إلا هذا العدد فقط وهم مدنيون وليسوا مسلحين.
وكانت عائلة كاملة في رفح قتلت بقصف للطيران الحربي على منزل يعود للمواطن “جمعة أبو مليح” من سكان حي طويل الأمير غرب مدينة رفح؛ حيث قتل هو وزوجته وابناه وطلفته؛ حيث قام الطيران الحربي بقصف صاروخين على المنزل؛ مما أدى إلى مقتلهم جميعا.
وفي سياق منفصل أكدت مصادر خاصة أن مسلحين تابعين لتنظيم الدولة بسيناء يقومون بمهاجمة الحملات العسكرية بشكل يومي بالقرى الجنوبية لرفح والشيخ زويد.
ويقول “محمد. س” أحد أهالي جنوب رفح إن الحملة تعرضت منذ أيام لإطلاق النيران أثناء قدومها إلى مناطق جنوب المدينة، وشاهدنا مسلحين يطلقون النيران بواسطة مدافع رشاشة ثقيلة محملة على عربات دفع رباعي، ويؤكد “محمد” أن معظم شوارع جنوب رفح ملغمة بالعبوات الناسفة، في ظل انتشار كثيف للمسلحين في هذه المناطق.
وكان تنظيم الدولة بسيناء أقدم على قتل ظابط و4 مجندين، في كمين نصبه بالقرب من منطقة “دوار سليم” شمال مدينة رفح، وقام باستهداف سيارة إسعاف كانت تنقل جرحى من الجيش؛ حيث قام باستهدافها بواسطة عبوة ناسفة بالقرب من قرية أبو طويلة بالشيخ زويد، فيما قام الجيش بتجريف كل المزارع الموجودة بمنطقة دوار سليم.
فيما قام التنظيم أيضًا باستهداف خط الغاز الواصل إلى دولة الأردن، وذلك ما بين قرية الميدان وملاحة سبيكة غرب مدينة العريش، وقال التنظيم في بيانه إنه لن يسمح بوصول الغاز إلى الأردن، إلا أن يأذن بذلك “أمير المؤمنين” حسب ما جاء بالبيان، ويقصد بأمير المؤمنين “البغدادي” زعيم التنظيم بالعراق والشام.
وقام التنظيم بنشر إصدار مرئي منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان “حرب العقول 2” ويظهر فيه قتل من قال عنهم إنهم عملاء للجيش، ومن بينهم أحد المصوريين والذي كان يرافق حملات الجيش على مناطق شرق سيناء.