كشفت تقارير إعلامية غربية ومحلية، عن مساعٍ سعودية لعقد مصالحة بين النظام المصري والتركي، وعقد لقاء بين عبدالفتاح السيسي والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في إبريل المقبل.
شكري في السعودية لبحث الأمر
أوفد السيسي، وزير خارجيته سامح شكري لمهمة عاجلة في المملكة ترتبط بهذا الشأن، لكن الأمر ﻻ يزال محاطًا بالسرية.. شكري التقى كلًا من ولي العهد وولي ولي العهد السعوديين، فيما اتصل الملك سلمان بن عبدالعزيز بالسيسي هاتفيًا، الأمر الذي رأى فيه البعض مفاوضات واضحة بشأن تمهيد المصالحة بين أنقرة والقاهرة.
الإعلام المصري يروج
يؤكد الإعلامي أحمد موسى، أحد أذرع النظام الإعلامية، أن هناك اتصالات من العاهل السعودي وولي العهد مع عبدالفتاح السيسي لزيارة تركيا في شهر إبريل لحضور القمة الإسلامية.
وأضاف موسى، خلال برنامجه “على مسؤوليتي” على فضائية “صدى البلد”، مساء أمس الإثنين، أنه لم يتحدد حتى الآن سفر السيسي لحضور القمة، موضحًا أنه حال حدوث ذلك فسيكون وفقًا لشروط مصر وطلباتها.
تقارير غربية تؤكد الاتصالات
وأكدت صحيفة “القدس العربي”، على لسان مصادر تركية خاصة، وجود حراك دبلوماسي من أجل تحسين العلاقات بين تركيا من جهة، والإمارات ومصر من جهة أخرى.
وأجمع محللون سياسيون أتراك، على أن التحديات الكبيرة التي تواجه دول المنطقة وتصاعد حدة الاصطفاف ربما تدفع بالفعل جميع الأطراف إلى تحييد الخلافات، متوقعين حدوث تحسن ولو طفيف على العلاقات التركية مع مصر والإمارات بضغط سعودي، خلال الفترة المقبلة.
مصدر تركي مطلع -رفض الكشف عن اسمه- قال لـ”القدس العربي”: “يوجد مساعٍ جادة تبذل في الفترة الأخيرة لتحسين العلاقات بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، وأتوقع أن يفتح البلدان صفحة جديدة في العلاقات بينهما، خلال الفترة القريبة المقبلة”.
ونشرت “روسيا اليوم”، تقريرًا تحت عنوان “هل يُجبر أردوغان على استقبال السيسي في إسطنبول منتصف إبريل القادم؟”، مشيرة إلى أن عبدالفتاح السيسي أكد الأهمية الخاصة التي توليها مصر، بصفتها رئيسًا للقمة الإسلامية، لتطوير العمل الإسلامي المشترك وللتضامن والتعاون لما فيه خير الشعوب الإسلامية.
وتابع التقرير، أن السيسي كان استقبل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، الذي عرض ما تعتزم الأمانة العامة القيام به من مبادرات وبرامج في المرحلة القادمة والتحضيرات الجارية للقمة الإسلامية التي ستنعقد في إسطنبول في منتصف شهر أبريل المقبل؛ حيث أشاد مدني بالدور المحوري الذي تقوم به مصر عبر دبلوماسيتها الفاعلة في دعم العمل الإسلامي المشترك.
مساعٍ سابقة
وكان إياد مدني، التقى، نهاية الأسبوع الماضي في جدة، الرئيس أردوغان، قبيل توجهه لأداء العمرة في مكة المكرمة، ولم تكن تلك المرة الأولى التي تسعى فيها المملكة السعودية للمصالحة المصرية التركية؛ فقد سبق وزار السيسي السعودية في مارس الماضي، وبعد بدء زيارته بيومين، جاء أردوغان للمملكة في زيارة رسمية، وقبلهما كان هناك الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني.
الإخوان المسلمون
وقال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، جمال حشمت، إن شروط تركيا للتقارب معلنة، وإن الاعتراف بالانقلاب وقائده غير وارد، وإن مصر ليس لها دور في التحالف الإسلامي إلا للأسف توريد أنفار كوقود للمعارك الكبري؛ لأن مصر بعد الانقلاب فقدت كثيرًا من أوراق الضغط والقوة وصارت يدها هي السفلى وتتعامل كعصابة قائمة على الابتزاز والبلطجة.
وأوضح حشمت -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن الظروف الراهنة لن تجبر تركيا على التقارب مع مصر، وأن بعض التنسيق لا يعني تحسن العلاقات.
تخفيف حدة التوتر
من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي التركي، محمد زاهد غول، هذه الأنباء، موضحًا أن هناك جهودًا لتحسين العلاقات مع الإمارات، وجهودًا أخرى لتخفيف حدة التوتر مع مصر، وقال: “لا أتوقع أكثر من ذلك في المدى المنظور”.