أكد أستاذ العلوم الإنسانية والخبير بالشأن الإيراني، محجوب زويري، أن إيران كانت تراهن على أن السعودية لن تقوم بـ”ثلاثة أمور”، ولكن فاجأتها السعودية بالقيام بـ”أربعة أمور” بأسرع مما توقعت.
وقال “زويري” -في منشور له بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”-: أن الأمور الأربعة هي: “التدخل في اليمن، والتقارب مع تركيا، وتنفيذ حكم الإعدام برجل الدين الشيعي، وأخيرًا قطع العلاقات بين البلدين”.
وأوضح أن سبب الرهان الإيراني يرتبط بتصور لديها حول تردد السياسية الخارجية والداخلية السعودية، وما حدث هو أنه منذ عام مضى أصبحت الرياض في موقف المستفز لطهران، على حد قوله.
وتابع “زويري” منشوره قائلًا: “مثل هذا الأمر قد يدفع طهران إلى إعادة النظر في تصورها لسلوك السياسة السعودية؛ ففي الماضي كانت إيران تحقق أهدافها بالمضي في خططها دون الأخذ بعين الاعتبار بعض الملفات كاللبناني أو العراقي أو غيرهما، هذا الأسلوب يبدو قد تحول إلى الرياض”.
وأكمل “زويري” تحليله قائلًا: “يبدو أن الحكومة الإيرانية في موقف محرج؛ فبعد الحرب الكلامية بخصوص النمر والتي بدأت قبل إعدامه، ستواجه انتقادات داخلية، لا سيما من التيار المحافظ المنتقد لسياسة حسن روحاني المتعلقة بالبرنامج النووي، هذه الانتقادات متأثرة بالانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس خبراء القيادة القادمة في النصف الأول من العام 2016”.
وعن تداعيات الأزمة وما ستؤول إليه، قال الزويري: “التوتر ربما سيدفع إيران إلى تنسيق أكثر مع روسيا لمزيد من التعقيد في المشهد السوري، وربما يذهب الأمر إلى إطالة أمد الصراع في اليمن ودفع إيران المشهد السياسي اليمني ليتحول إلى استنزاف للسعودية لا سيما مع الانخفاض الحاد في أسعار النفط الذي ينعكس سلبيًا على إيران أيضًا”.
واختتم منشوره قائلًا: “لكن الفارق بين الرياض وطهران، بالنسبة إلى تراجع أسعار النفط، هو أن طهران تعتبر نفسها مدربة على مواجهة الظروف الصعبة مثل العقوبات، لكن الرياض ليست كذلك”.
.jpeg)
كانت وزارة الداخلية السعودية، قد أعلنت، أول أمس السبت، إعدام 47 شخصًا، اتهمتهم السلطات السعودية بالانتماء لـ”تنظيمات إرهابية”، بينهم نمر باقر النمر، الزعيم الشيعي السعودي المعارض.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية: إن “السعودية “ستدفع ثمنًا باهظًا” على إثر تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ النمر”، ثم استدعت القائم بالأعمال السعودي في طهران وقدمت له احتجاجًا على إعدام النمر.
وشهدت المنطقة المحيطة بمقر السفارة السعودية تجمهرات من الغاضبين من إعدام “النمر”، مرددين هتافات تنادي بإسقاط آل سعود، وتداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، فيديو يوضح تأزم الوضع هناك وقيام البعض بإشعال النيران في مقر السفارة السعودية.
واندلعت الاحتجاجات عقب إعدام النمر في شوارع البحرين واليمن وباكستان والعراق.
