توقع الكاتب “متش بوتر”، استمرار انخفاض الكفاءة القتالية والاقتصادية لتنظيم الدولة خلال عام 2016، لكنه استبعد القضاء عليه بسبب عدم اشتراك العرب السنة في قتال التنظيم.
وقال الكاتب –في مقال نُشر بصحيفة “ستار” الكندية-: من المتوقع أن تستمر الحرب ضد تنظيم الدولة خلال عام 2016 لكن بسلسلة من الهزائم الكبرى؛ إذ يبدو أن التنظيم لديه القليل في جعبته، وينتابه ضعف كبير وغير مألوف، ويتلقى العديد من الضربات من مختلف الاتجاهات.
وأضاف “بوتر”، في العراق نجحت القوات العراقية في تحرير الرمادي عاصمة محافظة الأنبار من قبضة التنظيم في عمليات مهدت الضربات الجوية الأميركية لها، وعلى الجانب السوري نشأت جبهة عريضة ومتسارعة ضد التنظيم مع قيام المقاتلين الأكراد بالسيطرة على مساحة تقدر بـ 640 كيلو مترًا مربعًا من أرض الخلافة في معارك استمرت 4 أيام، مهددين بذلك خط إمدادات التنظيم، وفي الفضاء الإلكتروني قوبلت دعوة “أبو بكر البغدادي” المسلمين للالتحاق بتنظيم الدولة بسخرية بالغة من قبل المسلمين.
واعتبر الكاتب، أن التطور الأكثر أهمية من هذا كله هو صدور “تقرير النفط العراقي” الذي يوضح كيف مُنع التنظيم من عائدات النفط الخام.
وتابع “بوتر”: سبب ثراء “الدولة” في بدايته هو استخراج التنظيم للنفط وتهريبه بما يقدر بـ40 مليون دولار شهريًا، لكن بعد ذلك حصلت الولايات المتحدة على 7 “تيرابايت” من البيانات خلال عملية للقوات الخاصة في مايو الماضي، وظهر للعيان أثر النفط على وجود التنظيم، ووفقًا لتقرير النفط العراقي فإن التنظيم في بدايته كان يدير استخراج النفط بنظام حديث يعود إلى القرن الواحد والعشرين محققًا الأرباح من مبيعات السوق السوداء، ومن الضرائب التي تفرض على سلسلة التوزيع، أما الآن فيقوم التنظيم باستخراج وتكرير النفط بطريقة بدائية تعود إلى القرن السابع عشر عن طريق حفر في الأرض يقومون بتسخين النفط بداخلها.
وأردف: استهداف شاحنات النفط أضاف مزيدًا من الضغط، بالإضافة إلى تدهور أسعار النفط، كما أن أوضح دليل على جفاف ماليات التنظيم، هي التكلفة المرتفعة للوقود في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، فعلى سبيل المثال تكلفة السولار في الفلوجة ضعف تكلفته في المناطق المحيطة ببغداد، كما أنه يصعب توفيره لدرجة أن بعض السكان يقومون بإشعال الأبواب الخشبية لطهو الطعام.
وأشار الكاتب إلى أن استعادة الرمادي تهيئ لاختبار جديد لقدرات الحكومة العراقية الشيعية والتي تنتهج سياسات طائفية، وهو الاختبار الذي فشلت فيه مرات عدة.
وعلى الصعيد السوري، فالانتصار الجديد ضد تنظيم الدولة ما زال مجهودًا كرديًا، ومن المستبعد أن ينجح الأكراد في حصار الرقة العاصمة الفعلية للتنظيم دون قوة قتالية تتضمن مشاركة أكبر من العرب السنة في سوريا.