قال سعيد الحاج، الباحث في الشأن التركي، إن ما يحدث في مناطق جنوب شرق تركيا (ذات الأغلبية الكردية) حرب شوارع حقيقية، وهي مستمرة منذ 20 يوليو تقريبًا، لكنها تفاعلت وتصاعدت حدتها في الأسابيع القليلة الماضية.
ويرى -عبر منشور له على “فيس بوك”- أن “حزب العمال الكردستاني قد أخذ قراره بنقل الحرب من خارج المدن (الجبال) إلى داخلها كحرب عصابات، من خلال حفر الخنادق وإقامة السواتر الترابية”.
وأضاف “الحاج”، “هناك حالة تصعيد عسكري ملحوظة؛ حيث هناك قتلى في الطرفين بشكل شبه يومي، فيما اتخذ “مجلس المجتمع الديمقراطي” (وهو مظلة تنضوي تحتها العديد من المؤسسات والتيارات الكردية اليسارية والمقربة من الكردستاني في الغالب) قراراً بدعم إقامة “إدارات ذاتية” في المناطق الكردية، وقد دعم حزب الشعوب الديمقراطي هذا التوجه، بل دعا إلى تعميمه في كل تركيا وليس فقط في المناطق ذات الأغلبية الكردية.
وأشار إلى أنه على الرغم من استمرار برنامج الشعوب الديمقراطي السياسي في الدعوة إلى زيادة صلاحيات الحكم المحلي وتفعيل الإدارات الذاتية، لكن ما حصل هو الانتقال من مساحة “الدعوة” إلى مساحة “الإعلان” عن هذه الخطوات، ما يمثل انتهاكًا للدستور التركي المعمول به.
وتابع: “لذلك فبعض شخصيات الحزب (رئيسيه المشتركين دميرطاش ويوكساكداغ على الأقل) أمام خطر التحقيق معهما وربما نزع الحصانة بتهمة انتهاك الدستور، وهذا سيكون تطورًا خطيرًا لأنه سيعيد الحركة السياسية الكردية (اليسارية) إلى حالة الحظر/التضييق السياسي ويدفعهم أكثر نحو المواقف المتشددة، وقد اعتـُبرت مشاركتهم السياسية دائمًا على أنها مؤشر مهم وحافز لنبذ العنف والبقاء في ساحة الكفاح السياسي”.
.png)
