تعرف محافظة المنيا بكثرة الأضرحة والأولياء بداية من تسميتها منيا الفولي، نسبة إلى سيدي أحمد الفولي وهو أحد أكبر المساجد بالمحافظة، وتقام فيه جميع الاحتفالات الدينية في مختلف المناسبات.
وتوجد بالمنيا أعداد كبيرة من الصوفيين والذين ينتشرون في جميع أنحاء المحافظة إلى جانب وجود عدد كبير من مقامات أولياء الله الصالحين بالمحافظة، لذا فإن المحافظة تشهد عددا كبيرا من الاحتفالات بموالد هؤلاء الأولياء في مقدمتهم مولد سيدي أحمد الفولي والشيخ الحبشي والشيخ أبوطاقية الريدي إمام الأربعين وسيدي الحافي وغيرهم.
ولا يخلو مركز أو قرية على الأغلب من ضريح يتبرك به أهل القرية وتعتبر “قرية البهنسا” من أكثر القرى التي يتواجد بها الأضرحة، ففي يوم الجمعة من كل أسبوع، تتحول القرية إلى مزار، وقبلة للفقراء من القرى المجاورة، والمحافظات القريبة، حيث يأتون للتبرك والدعاء.
وضريح “السبع بنات” يقال عنه إنه يعود لسبع راهبات، كن يقمن بتقديم المساعدة الطبية للجرحى، من مصابي جيش الفتح الإسلامي، وحين علم جيش الرومان بالواقعة، قام بذبحهن، لتصبح قبورهن مزارا للتبرك.
وهناك “مقام سيدي التكروري” والذي ينسجون حوله القصص الخيالية وأنه الوالي المغربي الأصل، إذ أحيانا ما يظهر خياله على جدران قبة المقام من الداخل، حين يعلو صوت مريدي المقام، بابتهالات الذكر والدعاء، وقد يظهر خيال التكروري على هيئتين، إما أن يكون ممتطيا حصانه، شاهرا سيفه، وإما مترجلا، على حسب قولهم.
أما “الجامع القديم” فهو من أهم مزارات قرية البهنسا ويوجد به مقام سيدي على الجمام والذي يقع حوله عشرات من الأضرحة، التي تعود لشهداء معارك الفتح الإسلامي، وكما تذكر الوثائق التاريخية، أن القرية مدفون بها ألف من شهداء الفتوحات الإسلامية، منهم 70 صحابيا ممن حضروا غزوة بدر.
ويأتي المصلون للمسجد للتبرك به كما يتنافس أهالي القرية على دفن موتاهم بالقرب منه.
ولم تختلف كثيرًا “شجرة السيده مريم” من حيث إنها شجرة قديمة، علقت عليها لافتة كتب عليها شجرة مريم ويؤكد الأهالي أن تلك الشجرة تعود لزمن رحلة العائلة المقدسة، حيث استظلت السيدة العذراء بظلها، هي والطفل يسوع، وتتبرك نساء القرى القريبة بتلك الشجرة، وينتشر بينهن أن بركتها تساعد في حل أزمة تأخر الإنجاب لديهن.
ومن معتقدات أهالي القرية أن النوم بالمناطق المحيطة بالأضرحة، يساعد في شفاء المرضى وتفريج الكرب.
ولم تعد تقتصر الأضرحة فقط على الكبار ولكن أصبح للأطفال رغبة في دخولها والاقتناع بمعتقدات أسرهم للتبرك بها.
وتعد الأضرحة في المنيا منذ قديم الأزل المقصد الأساسي لأهالي القرى في الأعياد خصوصا عيد الأضحى ويقومون بتوزيع المأكولات والفطائر على غيرهم من الزائرين.