هدأت الحرب الدائرة بين توفيق عكاشة، عضو مجلس النواب، والأجهزة الأمنية، إثر تقديم عكاشة اعتذارًا عما بدر منه في الأيام الماضية، وهي الحرب التي شهدت متابعة من عدة قنوات فضائية وإعلاميين هاجموا عكاشة لتهجمه على تلك الأجهزة، فيما اعتبر باحث أميركي ما حدث عبارة عن صراع بين أجهزة الدولة.

اعتذار عكاشة

واعتذر النائب البرلماني توفيق عكاشة عن الإساءات التي بدرت منه مؤخرًا في حق الإعلاميين واتهام بعضهم بالتعامل مع الأجهزة الأمنية، كما هاجم مؤسسات الدولة.

وقال عكاشة أثناء لقائه ببرنامج “مصر اليوم” المذاع عبر شاشة “الفراعين”: “إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد، وعايز أقول لزملائي الإعلاميين كلهم بلا استثناء، أناشدكم أن تكونوا أكثر عمقًا وأكثر هدفًا، ويكون حكمكم على الأشياء باسترجاع تاريخها، وأن تتوقفوا أمام كل شيء باحثين دارسين؛ لأنكم تحملون أمانة، والتي هي مهنة وصفها كل الفلاسفة بأنها ورثة الأنبياء والرسل، مهنة الإعلام هي مهنة ترث نشر الحق والصدق والأمانة”.

 وأردف عكاشة: “أنا بعتذر لكل الناس اللي أنا هاجمتها تاني، لكن ليس معنى هذا الاعتذار أن هناك عدم وجود أخطاء؛ لأ هناك أخطاء، وأناشدكم مراجعتها والتوقف أمامها”.

هجوم عمرو أديب

وجاء اعتذار عكاشة بعد هجوم الإعلامي عمرو أديب عليه؛ حيث شنَّ “أيب” هجومًا حادًّا على زميله توفيق عكاشة، عضو مجلس النواب المصري، بسبب هجومه على الأجهزة السيادية في الدولة، قائلاً: “محدش اتدلع من أجهزة سيادية قد توفيق عكاشة”.

 وأضاف أديب، خلال برنامجه “القاهرة اليوم” المذاع على قناة “اليوم”، أن رئيس البرلمان عندما يترشح لهذا المنصب يكون رجلاً وطنيًّا، ولا يأخذ تمويلاً من جهات أجنبية، مضيفًا أنه “يقول أنا معايا دكتوراه، دكتوراه إيه، وأنت مبتعرفش تتكلم كلمتين إنجليزي على بعض”.

 وقال أديب: “كفاية بقى الهبل والعته اللي احنا عايشين فيه ده، الواحد دماغه باظت”، متابعًا: “ده انت يوم ما اتسجنت في قضية نفقة قعدت يومين بس في السجن.. أي عيل في 6 أبريل برقبتك”.

ابن الأجهزة المدلل

وواصل أديب هجومه بقوله إن “توفيق عكاشة ابن الأجهزة المدلل، رغم سبه لوزير الداخلية ورئيس الدولة ورئيس المخابرات، ولكن في كل مرة يتم التسامح معاه”، فيما علق على مهاجمته للواء عباس كامل مدير مكتب رئيس الجمهورية: “أنا تعبت وكفاية هبل وعته، وتوفيق عكاشة لما الأجهزة تبقى حلوة معاه يبقى حلو معاها، ولما الأجهزة تبقى منيلة وما بيسمعوش الكلام وما بيعملوش اللي عاوزه يبقى وحش”.

وأكد الإعلامي عمرو أديب في برنامج “القاهرة اليوم” المذاع على فضائية “اليوم”، أن أجهزة الدولة “دلعت” توفيق عكاشة كثيرا، متابعًا: “وانتو متخيلين إن أنا أقدر أعمل اللي عمله توفيق عكاشة؟ أو أتكلم ربع اللي اتكلمه عكاشة؟”.

وشكك عمرو أديب بكل صراحة في حصول عكاشة على الدكتوراه، وظل يلقبه طوال الفقرة بالأستاذ عكاشة.

حرب بين أجنحة الدولة

ومن جانبه وصف أكاديمي أميركي تطورات المشهد المصري وحالة التوتر السائدة قبيل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، بوجود حالة “حرب بين أجنحة الدولة”، حسب زعمه.

واستدل الباحث الأميركي إريك تراجر بآراء الإعلامي والبرلماني توفيق عكاشة، الذي كشف عن الحرب الدائرة بين أجنحة الدولة، وذلك في الحوار الذي أجراه الإعلامي يوسف الحسيني معه على فضائية “أون تي في”؛ حيث قال “تراجر” إن عكاشة تحدث بالمقابلة عن دور الأجهزة الأمنية في السياسة، بما يمثل دليلاً جديدًا على وجود حرب بين أجنحة الدولة”، على حد وصفه.

وكتب “تراجر” على حسابه الشخصية على موقع التغريدات القصيرة “تويتر”: “عضو البرلمان المنتخب حديثا توفيق عكاشة قال إن أجهزة أمنية تدعم ائتلاف “دعم مصر”، ودعت أكثر من 140 عضوًا به لعقد اجتماعات معها”.

قلق من 25 يناير

وكان “تراجر” قد كتب في تغريدة سابقة له: “مؤسسات الدولة المصرية تشعر بتوتر واضح من دعوات التظاهر يوم 25 يناير.. التصدعات بين المؤسسات يتسع نطاقها.. فترة شهر عسل السيسي انتهت”.

وقال عكاشة خلال مقابلته مع برنامج “السادة المحترمون” موجهًا حديثه لمقدم البرامج يوسف الحسيني: “إن أجهزة الأمن الوطني والمخابرات العامة تدير الحياة السياسية في مصر”، مضيفًا: “فيهم ناس أصحابك وأنا مش عايز أحرجك، ينفذوا تعليمات اللواء عباس كامل مدير مكتب عبدالفتاح السيسي”.

وأضاف عكاشة في لقائه مع الحسيني: “اللواء عباس كامل فاهم أن لديه خبرة سياسية لا تتوفر في العالم العربي كله، فبيدي تعليمات مباشرة، وأستطيع أن أقدم أدلة على ذلك”، متابعًا بقوله: “أنا وأنت.. وكلنا كنا أصدقاء الأمن والمخابرات.. لكنهم خدوني لحم ورموني عضم”.