استنكر حقوقيون وقانونيون وصحفيون الحكم الصادر ضد الباحث إسلام بحيري بالحبس لمدة عام، بتهمة ازدراء الأديان؛ حيث قضت محكمة جنح مستأنف مصر القديمة بجنوب القاهرة، أمس الإثنين، بقبول الاستئناف المقدم من الباحث إسلام بحيري على حبسه 5 سنوات لاتهامه بازدراء الأديان وتخفيف الحكم لعام.
واستنكر الفقيه القانوني نور فرحات حبس إسلام البحيري؛ لأنه اجتهد حتى لو تجاوز في الاجتهاد، في الوقت الذي دعت فيه الدولة لتجديد الخطاب الديني، قائلاً في منشور له بحسابه على موقع “فيس بوك”: “تسجنون إسلام البحيري لأنه اجتهد حتى ولو تجاوز في الاجتهاد، ومن قبل حكمتم بردة المرحوم نصر أبو زيد، وحكمت أعلى محكمة في مصر بتفريقه عن زوجته”.
وأضاف “فرحات”: “ومن قبل وقف شيخ يقال عنه إنه من رواد العقلانية ليشهد أمام المحكمة بأن فرج فودة مرتد يستحق القتل، ومن قبل طردتم الشيخ علي عبد الرازق من الأزهر وجردتموه من درجته العلمية لكتابه عن الإسلام وأصول الحكم”، متابعًا: “ومن قبل فصلتم طه حسين من الجامعة، وتعيدون كل فترة مأساة أحمد بن حنبل في محنة قدم القرآن، ثم تتحدثون اليوم عن تجديد الخطاب الديني؟”.
وأكد استنكاره لحبس “بحيري” قائلاً: “نحن نعيش في مجتمع يسيطر عليه فكريًّا الدواعش، حتى ولو أنكر بعضنا ذلك.. تجديد المؤسسات وتحديث التعليم وفصل الدين عن الدولة هو الطريق الوحيد.. نحن نعيش في عصور تجاوزتها أوروبا عندما غادرت مرحلة محاكم التفتيش”.
وطالب المحامي طارق العدوي بضرورة إعادة النظر في نصوص التجريم على الأفكار في كل التشريعات العقابية المصرية، مضيفًا عبر منشور له على “فيس بوك”: “إسلام البحيري قال رأيًا في البخاري، صحيح أو خطأ .. لكنه يظل مجرد رأي”.
وتابع قائلاَ: دعوا الزهور تتفتح ولا تحاكموا الناس على أفكارهم حتى وإن كانت خاطئة أو بها شطط”.
وعلق الصحفي أحمد حسني وديع أيضًا عبر حسابه في “فيس بوك” قائلاً: “الاستبداد والظلم سيحصدنا واحدًا بعد الآخر، بدأ بالأعداء والمختلفين والآن يحصد رفاق المعسكر”، مؤكدًا اختلافه مع “بحيري” في جوهر تفكيره؛ حيث يرى أنه كان يحمل دينا وفكرا على غير الحقيقة، لكن “حبسه دليل واضح على أننا أمام نظام عسكري إسلامي”.
وتساءل الكاتب وليد الشيخ عبر “فيس بوك”: “طالما التهمة “ازدراء الأديان”، هل هيحبسوا كل الدعاة وخطباء الجمعة.. اللي “بيزدروا” الدين المسيحي عمال على بطال؟!“.
وقال الناشط الحقوقي شادي غزالي حرب: إن مصطلح الثورة الدينية موجَّه للخارج فقط لتجميل النظام، وإن العصف بالحريات بكل أنواعها هو عقيدته الحقيقية”.
وتساءل -عبر حسابه في موقع تويتر-: “بعد سجن إسلام البحيري هل فهم مثقفو السلطة أن الحكم العسكري لم ولن يكون المنقذ من التطرف الديني؟!!!”
وأوضح الناشط الحقوقي جمال عيد التناقض بين أقوال النظام الحالي وأفعاله، قائلاً: “1- السيسي يدعو إلى ثورة دينية لتصحيح المفاهيم الإسلامية 2- اقتحام وغلق مسرح روابط وتاون هاوس للثقافة، 3- حبس إسلام بحيري بسبب اجتهادات دينية”.