أكد المفكر الإسلامي، الدكتور محمد الشنقيطي، أن “التقرير البريطاني الذي صدر بحق جماعة الإخوان المسلمين صيغ بلغة غامضة وملتوية وهي لغة متعمدة تحمل شيئًا من غموض الشخصية الإنجليزية وفي اللغة الدبلوماسية يسمونه الغموض البناء؛ فهو لا يدين الإخوان بشكل كامل ولا يبرئها بشكل كامل”.
وأضاف -خلال حوار له مع الإعلامية بقناة “الجزيرة” حياة اليماني في برنامج “اسأل”، أمس- “الحكومة البريطانية أرادت ألا تغضب الدول العربية التي تتصدى للثورات المضادة وفي الوقت نفسه لا تريد أن تكون في حرب على الإخوان لأنه أمر عبثي وضار بالمصالح البريطانية”، معتبرًا أن التقرير لا يقدم ولا يؤخر ويضع الإخوان تحت الرقابة وهو نوع من الابتزاز المتعمد للإخوان، بحسب تعبيره، موضحًا أن المقصود هو توصيل رسالة للإخوان مفادها إذا لم تلزموا روح السياسة البريطانية في مصر فهناك سيف التشهير بكم واعتباركم حركة متطرفة.
واعتبر “الشنقيطي” أن “الخلاف الداخلي بين قيادات جماعات الإخوان المسلمين هو نتيجة التصلب الداخلي وعدم وجود آليات واضحة للصعود للقيادة والنزول منها”، لافتًا إلى أن “حركة الإخوان من البداية لم تكن تتسم بالمرونة الداخلية، وهو عنصر مهم للنجاح في أية مؤسسة، وزاد من المشكلة ما تتعرض له الحركة وقياداتها من الاعتقال، والجماعة تدفع ضريبة مضاعفة نتيجة التصلب الداخلي، خاصة بعد الثورة والثورة المضادة؛ لأن عليها أن تقوم بالإصلاح في هذه الظروف الصعبة”.
وأكد أن “القيادة في الجماعة وصلت لمرحلة الشيخوخة وتحدث بذلك أفراد من الجماعة وباحثون من خارج الجماعة، والتصلب الداخلي أدى لسيادة الجيل الرائد وعدم فتح الباب لصعود الشباب للمواقع القيادية ويرجع ذلك لطبيعة اللوائح القديمة للإخوان وهي لوائح تركز على عنصر السبق الزمني أكثر من عنصر الكفاءة القيادية، وهذا لا يناسب الروح المؤسسية المعاصرة والتجربة الإسلامية الأولي”.