أكد عدد من السياسيين في تصريحات لـ”رصد” أن تصريحات عبدالفتاح السيسي الذي أدلى بها خلال اليومين الماضيين، أشبه بشكل كبير لتصريحات الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأنها استنساخ لمحاولة السيسي تكرار تهديد مبارك الشهير “أنا أو الفوضى”.
وكان السيسي قد أكد في كلمته أمس الثلاثاء رفضه فكرة قيام ثورة ثالثة، مشددا على أنه جاء بقرار الشعب وسيرحل بقرارهم، محذرا من تداعيات اندلاع ثورة جديدة.
وهاجم السيسي الحريات والمظاهرات قائلا: “إن جميع تلك الحريات ينبغي أن تقف عند حدود حريات الآخرين، تحترم الجميع ولا تخرج عن المنظومة المحكمة التي خلق الله الكون في إطارها، فما نعتبره قيدا على حرياتنا إنما يصون حقوقنا في مواجهة الآخرين، فعجبا لمن يبررون إرهابهم وأعمالهم الوحشية باسم الدين، ويتخذون منه ستارا لها”.
كما فاجأ السيسي المثقفين والأدباء أول أمس، بتحميل المخلوع حسني مبارك، وزر ما وصلت له البلاد، وليس أهل الشر كما اعتاد أن يفعل، أو حروب الجيل الرابع، أو حتى سلم الديمقراطية محمد مرسي و”الإخوان”.
وتعليقا على تصريحات “السيسي” قال الدكتور نادر فرجاني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن تصريحات السيسي هي تعبير عن رفضه مبدأ التظاهر والمطالبة بالحقوق، إذ يعتبرها الرئيس ونظامه خروجا عن الحكمة والعقلانية وطريقا إلى الخراب، كما هدد مبارك مسبقا بعبارة “أنا أو الفوضى”.
وأضاف فرجاني في تصريح لـ”رصد”: “هكذا كان يعتبر مبارك المظاهرات بأنها فوضى خلاقة وأن بقاء النظام أنسب طرق للاستقرار ضاربين هما الاثنان بقواعد الحكم الرشيد”.
ووافقه في الرأي الدكتور جمال حشمت، القياد بجماعة الإخوان المسلمين، والذي قال: “السيسي ألقى العبء على كل من سبقه سواء إخوان أو نظام مبارك ويرى أنه ضحية فساد السنوات السابقة، لكنه في الحقيقة يحاول التهرب من الواقع الذي صنعه بيده وعدم قدرته على ضبط الأمور إلى مسارها السليم”.
وفي تصريح لـ”رصد” قال حسني: “مبارك ألقى العبء على حكومته حينما قال: “لم أكن أعلم أن الحكومة فاسدة”، واعتبر نفسه هو الآخر ضحية غيره، وها نحن نرى الكلمات تتكرر لكن بشخصية متخلفة لكنها في صورة السيسي الذي أعلنها صراحة أنه لن يتردد في التنحي في حالة عدم رغبة الشعب فيه مما يؤكد أنه يدرك أن هناك شريحة كبيرة غير متحركة سياسيا لا ترغب فيه”.
ونقل حاضرون للقاء السيسي، مع بعض الأدباء قوله: “منه لله مبارك خرب البلد وكل المجالات، ترك لنا فيها مشاكل كثيرة”. وأضاف حسب ما نشر في مواقع إخبارية نقلاً عن حضور “الرئيس الأسبق حسني مبارك خرب مصر على مدى 30 سنة، والنتيجة أننا نحتاج 30 سنة أخرى لإصلاح ما خربه مبارك”.
ودعت حركة شباب 6 إبريل، عبدالفتاح السيسي لإجراء استفتاء شعبي على بقائه في الحكم، معتمدين على كلمته التي أعلنها أمس والذي أعلن فيها تركه منصبه في حالة وجود إرادة شعبية لذلك.
وقالت الحركة في منشور لها عبر “فيس بوك”: “طيب بما إن عدد مستخدمي السوشيال ميديا في مصر أضعاف عدد البله المغيبين اللي انتخبوك، فممكن نعمل استفتاء مبدئي، بس المهم تطلع أد كلمتك مرة واحدة في حياتك قبل نهايتك السعيدة”.
وتابعت: “بس حتى لو قررت تمشي عشان شايف المركب بتغرق خلاص وعايز تنط وتلحق نفسك، ماتفتكرش إنك هتخرج منها آمن.. لسه لسه كل أم ضناها اتقتل على إيدك أنت وعصابتك هتاخد حقها منك، ولسه كل أب ابنه اعتقل واتحرم منه هياخد حقه منك، ولسه كل واحد أخوه أو صاحبه اتصفى قدام عينه هياخد حقه منك، المهم إنك سواء مشيت بإرادتك أو غصب عنك كده كده نهايتك هتبقى سعيدة جدا.. ارحل أيها السفاح”.
وكان السيسي قد وجه عدة رسائل للشعب المصري والحكومة ونواب مجلس الشعب وعلماء الدين، قائلاً: “لو عايزيني أمشي همشي، من غير ما تنزلوا، بشرط أن تكونوا كلكوا عايزين كده، مش تيجي مجموعة توجه نفس الدعوات في مناسبة الأعياد التي نحتفل بها، أنا طائع في ترك السلطة، لأن السلطة بإرادة الله”.
وجاء ذلك خلال احتفال وزارة الأوقاف، بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أقيم صباح اليوم الثلاثاء، بحضور رئيس الوزراء، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني، وأعضاء مجلس الوزراء، وشهد الحفل تكريم عدد من علماء الدين وبعض كوادر وزارة الأوقاف.