سادت حالة من الغضب بين عدد من كبار الصحفيين والإعلاميين المصريين بعد ما اعتبروه تقليلاً من شأنهم من قبل عبدالفتاح السيسي لصالح شباب الإعلاميين بعد لقاءاته المتكررة والمنفردة معهم، والتي كان آخرها لقاؤه معهم في الفيوم والذي تسبب في ظهور الأزمة للسطح بعد اقتصار اللقاء الإعلامي للسيسي على الشباب وحدهم دون كبار الإعلاميين ومخضرميها.
أبرز شباب الإعلاميين الذين التقاهم السيسي
وقالت مصادر إعلامية إن عددًا كبيرًا من كبار الإعلاميين أبدى غضبهم من طريقة تعامل السيسي مع شباب الإعلاميين في ظل إقصائه لكبار الإعلاميين وهذا ما ظهر واضحًا خلال لقاء السيسي لشباب الإعلاميين خلال زيارته للفيوم، في الوقت نفسه لم يجتمع مع كبار الإعلاميين الذين اصطحبهم في الزيارة.
ومن أبرز الشباب الذين التقاهم السيسي الإعلامي محمد الدسوقي رشدي، والإعلامية إيمان الحصري، والإعلامي رامي رضوان، والإعلامي محمود الفقي، وأحمد الطاهري ومحمد فتحي، وأحمد خيري وأسماء مصطفى وعمرو خليل.
استبدال الوجوة الإعلامية القديمة
وفي وقت نفسه اصطحب السيسي عددًا من كبار الإعلاميين ولم يلتقهم مثل ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، ومحمد عبد الهادي علام، رئيس تحرير الأهرام، وفهمي عنبة، رئيس تحرير الجمهورية، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق.
وأكد عدد من الإعلاميين أن هناك قرارًا من النظام الحالي بتغيير الوجوة القديمة بشباب الإعلاميين؛ حيث لم يكن هذا القاء الأول بين السيسي وشباب الإعلاميين، فقد سبقته سلسلة من اللقاءات من بينها لقاؤه مع شباب الإعلاميين في قصر الاتحادية الذي استمر قرابة 6 ساعات.
رسالة للشباب وتجديد الدماء
وقال الدكتور محمد الباز، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة البوابة نيوز، إنه من حق الإدارة المصرية الجديدة، أن تنتقي المجموعة التي تقربها منها، مشيرًا إلى أنه ليس مشغولاً بخطة تجهيز نخبة إعلامية جديدة، ولكن عينه -بشكل أساسي- على النتيجة المتوقعة من هذه الخطة.
وأوضح الباز في مقالة له أنه تابع مبكرًا جدًا محاولة عملية الإحلال التي يقوم بها النظام للنخبة الإعلامية، مبينًا أنه كان هناك قرار واضح بإبعاد الوجوه القديمة عن حمى الرئيس، واستبدال وجوه شابة بكر لم تتلوث بعد، لا تجارب سابقة لها، ولا حسابات ولا مصالح، شباب يراهن بهم السيسي على توصيل رسالة واضحة أنه ينحاز للشباب ويرحب بهم.
وأضاف أنه تم إعداد المجموعة التى أصبحت تعرف بشباب الإعلاميين من خلال جلسات ولقاءات خاصة فى أماكن بعينها، وتم إفساح الطريق لهم ليجلسوا مع الرئيس، ويرافقوه في جولاته الخارجية، ويوجدوا بشكل واضح في زياراته الداخلية، وكان بعضهم مثالًا للشباب الناضج الطموح الذي يدرك قيمة الفرصة التى أتيحت له، لكن التجربة في مجملها لم تكن موفقة.
زيارة الفيوم وغضب الإعلاميين القدامي
وأعرب الباز عن غضبه عما حدث في زيارة السيسي بالفيوم، موضحًا أنه “كان معه مجموعة من قدامى الصحفيين، وكانت اللياقة تقتضي أن يتحدث السيسي مع مجموعة الإعلاميين جميعا، لكن ما حدث فعلًا أنه تم استدعاء شباب الإعلاميين ليجلسوا معه فى جلسة خاصة ومغلقة استمرت تقريبًا ٢٠ دقيقة، خرجوا بعدها ليتحولوا إلى مصدر للصحف، فلديهم ما قاله السيسي، وكان مطلوبًا من الإعلاميين الآخرين -الذين هم أكبر سنًا وخبرة- أن يحصلوا من الشباب على تصريحات السيسي”.
وقال الباز في مقاله: “حالة استياء ضخمة سيطرت على الموقف، وأبدى البعض غضبهم مما حدث، لأنه بالفعل لا يليق ولا يصح، وتحدث البعض بصراحة، وتحفظ البعض على ما حدث، وكتم البعض غيظه، وأعلن البعض أنه لن ينشر ما قاله شباب الإعلاميين، فى رد واضح وصريح على سوء المعاملة وسوء التقدير أيضًا”.
الاجتماع الرابع بين السيسي وشباب الإعلاميين
وقال الكاتب الصحفي أحمد الطاهري: إن هذا اللقاء كان اللقاء الرابع أو بمعنى أدق الاجتماع الرابع بين السيسي ومجموعة من “شباب الإعلاميين” فى الفيوم، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع الفريق صدقي صبحي حضر الاجتماع.
وأضاف الطاهري في مقال له: “خرج البعض ليحمل الأمر رسائل على هواه ويصدرها للناس على أنها حقيقة بأن السيسي يقصد من اللقاء كذا وكذا، وأن الرسالة المقصود منها قطاع آخر من الإعلاميين تم استبعادهم وأشياء من هذا القبيل”.
وأوضح أن “فكرة التصنيف الفئوى داخل الجماعة الإعلامية أو الصحفية كانت أمرا مُزعجا فى حد ذاتها، البعض يرى أنها تؤجج الصراع بين الإجيال الإعلامية المختلفة لا سيما أن الإعلام لا يعرف شباب أو قدامى، ولكن فى السيرك الإعلامى المنفلت الذى تعيشه مصر باعتراف الإعلاميين أنفسهم”، مضيفًا: “أعتقد أن التمييز المهنى أمر له أهميته.. نحن نعمل فى نفس المهنة لكن الرسالة مختلفة وهذا واقع.. نحن نعمل في نفس المجال ولكن الأسلوب متباين في التناول للمادة الإعلامية المطروحة”.
واعتبر الطاهري أن العلاقة مع مؤسسة الرئاسة بالنسبة لمجموعة شباب الإعلاميين بدأت فى ديسمبر 2014 بلقاء عام مع السيسي استمر لنحو ست ساعات طرح خلاله كل الأمور التي تشغل مصر.
وتابع الطاهري مقاله قائلاً: “وبعد هذا اللقاء.. اجتمع الرئيس معنا مرة أخرى فى الصين، ووجدناه مُتابعا لكل الأوراق التي قُدمت، ويتساءل عن حجم الإنجاز الذي تم، ثم لقاء آخر في أبوظبي جاء فى نفس السياق، وصولًا إلى لقاء الفيوم، والذى وجه خلاله السيسي رسائل من بينها أنه ليس له شلة أو مُقربين، وكذلك أن البرلمان فى النهاية يُعبر عن اختيار المصريين وأنه جاء بانتخابات نزيهة وقفت فيها الدولة على الحياد بشكل تام، وأن المشهد الإعلامى المصري ليس له مثيل في العالم كله سواء في الدول المُتقدمة أو الدول التي تتشابه مع مصر في ظروفها، وجدد مطلبه بضرورة بناء وعي حقيقي للمصريين، وتحدث عن أهمية المشروعات الكبرى التي تتم خلال الفترة الحالية، وأن الاهتمام بالمشروعات الكبرى يتم بالتوازي مع تنمية القرى الفقيرة والمشروعات الخدمية الأخرى التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر”.