توقع محللون أن تواجه أسعار النفط العالمية مزيدا من الهبوط خلال تداولات الأسبوع مع الموافقة على رفع الحظر عن تصدير النفط الأمريكي والتوقعات القوية باستكمال الدولار مسيرة الصعود، وذلك بالتزامن مع موافقة الكونجرس الأمريكي في اجتماعه يوم الجمعة 18 ديسمبر على رفع الحظر المفروض منذ أكثر من 40 عاما على تصدير النفط المحلي خارج البلاد.
وشهدت أسعار النفط تراجعا في تعاملات الجمعة، لتواصل أداءها السلبي وبوتيرة أعلى مما سبق، حيث تراجع النفط الأمريكي 2.5% إلى نحو 34.29 دولار للبرميل، وانخفض خام برنت 0.49% إلى 36.88 دولار للبرميل.
وقال المحلل الاقتصادي، فخري الفقي لـ”رصد” إنه من المتوقع أن يسهم قرار الكونجرس الأخير في زيادة تخمة المعروض بالأسواق العالمية وبالتالي اتجاه الأسعار لمزيد من الهبوط، موضحا أن مثل هذه الأخبار تمثل عاملا مزيدا من الضغوط على نفسيات المتعاملين بأسواق النفط.
وأشار إلى إن قرار الكونجرس الأخير وارتفاع منصات الحفر وصعود الدولار مع رفع الفائدة، عوامل ستمارس مزيدا من الضغط على الأسعار مما سيؤدي إلى زيادة القلق بأسواق المال ومزيد من الخسائر بدول الخليج، منوها بأن استمرار هبوط أسعار النفط واقترابها من مستوى الـ30 دولارا سيؤدي إلى إفلاس بعض شركات النفط الأمريكية في 2016 بسبب ديونها المتراكمة.
ومن المحتمل أن تتعرض الأسعار لمزيد من الضغط خلال الستة أشهر القادمة بسبب استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي مع قرار الفيدرالي الآخير، مرجحا أن تصل الأسعار في تلك الفترة إلى ما بين 30 إلى 20 دولارا.
وتعد أمريكا هي ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد السعودية وروسيا. وكان الكونجرس قد منع تصدير النفط عام 1975 خوفا من حدوث عجز في الاستهلاك المحلي.
ووافق الكونجرس الأمريكي يوم الجمعة على رفع الحظر عن تصدير النفط المحلي، وذلك ضمن قانون الموازنة لعام 2016.
وارتفع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة من 5 ملايين إلى 8.7 مليون برميل يوميا بين أعوام 2008 و2014، وذلك بفضل التكنولوجيا الجديدة في الحفر، والتي سمحت بالتنقيب في التربة الصخرية.
وقرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأربعاء الماضي رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة، منهيا بذلك 7 سنوات من معدلات تقترب من الصفر.
وقالت “أوبك” في تقريرها الأخير إن أسعار النفط ستبقى تحت 100 دولار للبرميل لفترة طويلة، كما توقعت أن يصل سعر النفط إلى 70 دولارا للبرميل في عام 2020، وسيرتفع إلى 95 دولارا للبرميل في عام 2040.