اشتعلت الأزمة بين حزب المصريين الأحرار وائتلاف دعم مصر البرلماني؛ حيث تسببت محاولات دعم مصر المستمرة لجذب أعضاء الحزب للدخول في الائتلاف إلى موجة جديدة من الانقسامات داخل حزب المصريين الأحرار الحاصل على المركز الأول في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بحصوله على 65 مقعدًا.
مخاوف داخل المصريين الأحرار من الانشقاقات
وتسبب توقيع بعض نواب الحزب على وثيقة تحالف “دعم الدولة المصرية”، الذي أعلنت عنه قائمة “في حب مصر”، بالمخالفة لقرار الحزب برفض الانضمام لهذا التحالف إلى أزمة كبيرة داخل الحزب.
وتسيطر حالة من التخوف على قيادات الحزب من انضمام نواب آخرين من الهيئة البرلمانية له إلى التحالف الذي يسعى لتكوين تكتل خاص به داخل المجلس.
فصل النائبة والتحقيق مع خمسة
وقرر المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار خلال اجتماعه اليوم، فصل النائبة مي محمود من عضوية المكتب السياسي للحزب، وذلك بعد توقيعها على وثيقة دعم مصر.
كما أكد الحزب إحالة النائبة للجنة الانضباط للتحقيق معها فيما أقدمت عليه وما صدر عنها من تصريحات وصفها بأنها تهدف إلى شق صفوف الحزب.
كما دعا الحزب خمسة من نوابه حضروا اجتماع تحالف دعم مصر مصر أمس بأحد فنادق القاهرة دون التوقيع على الوثيقة لجلسة استيضاح لموقفهم بحضور رئيس الحزب ورئيس الكتلة البرلمانية.
هجوم المصريين الأحرار على دعم مصر
وهاجم علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار قيادات ائتلاف دعم مصر، حيث اتهمهم بمحاولة ضرب استقرار الكتلة البرلمانية للحزب.
واتهم “عابد” -في تصريح خاص لـ”رصد”- النائب أسامة هيكل القيادي بائتلاف دعم مصر بالوقوف وراء أخبار انشقاقات الحزب، مشيرًا إلى أنه هو من نشر أخبار أنباء انشقاق نواب الشرقية والصعيد.
وأعلن “عابد” عن قرار المكتب السياسي بفصل النائبة مي محمود بعد توقيعها على وثيقة انضمام لائتلاف “دعم مصر”، مؤكدًا أن جميع نواب الحزب أعلنوا ترحيبهم بفصلها من المكتب السياسي.
ونفي الأنباء التي ترددت عن اشقاق 20 نائبًا عن المصريين الأحرار، وأوضح أن هناك 5 نواب فقط ممن حضروا اجتماع “دعم مصر” لكنهم لم يوقعوا على الوثيقة.
وأكد علي أن الحزب قرر أن النواب الخمسة الذين حضروا سيمثلون لجلسة تحقيق أخرى أمامه والقائم بأعمال رئيس الحزب عصام خليل؛ بهدف توضيح موقفهم.
الائتلاف ضد الدستور
ووصف شهاب وجيه المتحدث باسم حزب “المصريين الأحرار”، ائتلاف دعم مصر بالكارثي، قائلاً: “إن هذا الائتلاف جريمة؛ حيث إن الدستور يمنع قيام كيان أو ائتلاف سياسي داخل البرلمان ويقوم بدور الأحزاب ويتم معاقبة مؤسسيه بعقوبات قد تصل للسجن المؤبد”.
وأكد “وجيه” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن ائتلاف دعم مصر يضر بالحياة السياسية المصرية وأنه يعطي انطباعًا بأنه “الكيان الحاكم”، مطالبًا البرلمانيين المصريين بالتصدي لهذا الكيان، مشددًا على أنه “لن يستمر طويلا”.
حزب وطني جديد
وقال المهندس حازم عبدالعظيم، الناشط السياسي وعضو الحملة الانتخابية لعبدالفتاح السيسي سابقًا: إن ائتلاف “دعم مصر” هو بمثابة حزب وطني رسمي.
وأضاف “عبدالعظيم” -في تصريح صحفي- أن “دعم مصر” هدفه ضمان الاستحواذ على نسبة الثلثين من أعضاء البرلمان لدعم السيسي، مشيرًا إلى أن كل هذه التربيطات تتم بعلم الأخير وتقودها اﻷجهزة اﻷمنية.
وعن الأزمة الحالية بين “دعم مصر” وبعض الأحزاب السياسية، أشار “عبدالعظيم” إلى أنها ليست سوى “خناقة جوه البيت الواحد”، مضيفًا: “سبب هذه اﻷزمة هو اعتراض كل مجموعة على نصيبها وتطلعها لنصيب أكبر، في الوقت الذي لا تلتفت لهم قيادات “في حب مصر” والتي تسير وفق ما أملته عليها اﻷجهزة اﻷمنية”.
ساويرس يرفض الانضمام لهذة اللعبة
وقال “عبدالعظي” عن الصراع الحالي بين المهندس نجيب ساويرس واللواء سامح سيف اليزل، إن “ساويرس” اقتصادي كبير، ولم يشترك في “هذه اللعبة” التي يقودها ” اليزل”، مما عرضه للكثير من الضغوطات؛ لثنيه عن محاولة الحصول على ثلث البرلمان “المُعطل”، مشيرًا إلى أن حزب” المصريين اﻷحرار” ليس صنيعة أمنية مثل حزب “مستقبل وطن” على حد تعبيره.
وأضاف الناشط السياسي أن “ساويرس” حاليًّا يحاول ألا يكون مثل “عرائس الماريونت” التي تحركها أجهزة المخابرات، متمنيًا أن يظل هكذا ولا يخضع للضغوط الأمنية التي سيتعرض لها.
وبشأن اﻷعضاء المعينيين بالبرلمان، توقع عبدالعظيم، أن تكون أغلب الشخصيات المعينة تنتمي لمعسكر المعارضة، وذلك حتى تكتمل مشاهد المسلسل الذي تخرجه اﻷجهزة اﻷمنية، على حد تعبيره.