فى الرد على منشور لوائل غنيم .. حول الماضى والحاضر والمستقبل .. والذى أراه أنا ماض بسيط وماض مستمر وماض تام ..
يقول وائل (لو كان أحمد شفيق كسب انتخابات الرئاسة وبعديها أصدر إعلان دستوري أعلن فيه تغيير لجنة الدستور ومنع الطعن في قراراته أمام القضاء، وبعديها تظاهر ضده الملايين فأجابهم بأنه الرئيس الشرعي ولن يقبل التنحي أو إجراء استفتاء على بقائه. هل كنت هتؤيد شرعيته وترفض الثورة ضده؟)
وأقول أنا …أصدر عدلى منصور 28 قرارا بقانون فى اكثر المراحل السياسية خطرا فى تاريخ مصر .. وأود هنا أن أنعش ذاكرة وائل بأن عدلى منصور أصدر اعلانا دستوريا في يوم 9 يوليو 2013 تضمن 33 مادة كإطار زمني للمرحلة الانتقالية عقب عزل الرئيس محمد مرسي ..
ثم جاء السيسي بعد انقلابه العسكرى و بعد التنكيل بمعارضيه وعلى جثث اكثر من ثلاثة آلاف شهيد بإذن الله ..ولم يصدر اعلانا دستوريا واحدا بل حوالى 300 قانون يمثل كل منهم اعلانا دستوريا بذاته بدون برلمان ولا يحزنون … خرج ضده آلاف فى جميع محافظات مصر .. قتل أمام الكاميرات منهم الألاف .. اعتقل وما زال أكثر من سبعين الف شخص .. وما يقارب 3200 طفل .. اغتصبت فتيات وشباب .. لا يقول الرجل انا رئيسكم الشرعى ولن اتنحى .. بل كاد ان يقول انا ربكم الأعلى وقد تفضلت عليكم بالنزول إلى مستنقعكم لأمنحكم البركة .. فأين كنت أنت فى هذا الوقت ؟؟!!! وأين تسجيل موقفك ؟؟ وأين محاولاتك للوصول إلى الرئاسة كما فعلت أيام حكم مرسي ؟؟ بحثنا عن وائل غنيم وقتها فوجدناه قد ذاب ذوبان الملح .. أين معارضة تيارك الذى تعبر عنه .. تيار الشباب المناضل ضد الظلم .. تيارك يا وائل وضع يده فى يده النظام السابق الذى ثرت وما زلت تثور ضده وفى يد النظام الحالى الابن البار على ارض ميدان التحرير الذى سالت عليه دماء رفاقنا ورفاقكم ..
وأستغرب المقارنة ذاتها .. أنت تذكرنى باليساريين المذعورين من نظام الحكم .. تجدهم صامتين عن الظلم فى بلادهم وحين يحدث بفلسطين اى اعتداء تجدهم اسود مغوارة .. يفرغون طاقة القهر فى قلوبهم ضد اسرائيل حيث انهم اجبن من ان يواجهوا البغى فى بلادهم ..
أى شفيق تتحدث عنه ؟!
يقول وائل (لو مظاهرات بورسعيد حصلت في عهد السيسي (كرئيس للجمهورية) ومات بسببها 60 شخصا وبعديها السيسي أكد على دعمه لقوات الداخلية وأثنى على أداءها، وأعلن حظر التجول في بورسعيد. هل كنت هتشوفه مسؤول مسؤولية سياسية عن جريمة القتل؟ وهل كنت هتوصفه بالسفاح والقاتل؟)
يذكرنا وائل بأحداث بورسعيد على طريقة لا تقربوا الصلاة .. يتحدث عن رئيس بعد ثورة لم تهدأ حدث فى عهده مظاهرات قتل فيها ستون شخصا .. وياللعجب كيف يتجرأ هذا الرئيس على فرض حظر تجول فى المنطقة ؟! نسى وائل أن يضيف الغطاء الثورى الذى منحه رفاقه وبرادعيهم فى جبهة الانقاذ للمخربين فى هذه الفترة بطول البلاد وعرضها .. نسى وائل أن يحدثنا عن ثوار تياره الذين احتلوا ميدان الثورة طوال سنة حكم مرسي وتركهم الرجل بحلم منه واعتقد اننا نعلم الآن ان الجيش والشرطة كانوا على استعداد ان يشير لهم فقط فيبيدهم وبذلك يكونوا قد ضربوا عصفورين بحجر واحد .. نسى وائل ان يذكرنا بقرار الرئيس وقتها بأن يجرد الشرطة من سلاحها فى احداث بورسعيد مع ثنائه عليهم ..
وأسألك أنت يا وائل .. ما رأيك بنائب أول لرئيس تدار فى عهده مذبحة من أبشع ما حدث فى تاريخ البلاد .. أتصفه بأنه سفاح وقاتل ومسئول عن قتل اكثر من ثلاثة الاف أم لا .. عن برادعيكم أتحدث !
يقول وائل ( لو محمد مرسي كان قرر يقفل البرامج الساخرة المعارضة له ومنع استضافة بعض الضيوف على قنوات التلفزيون، ثم أمر بالقبض على رجل أعمال يمتلك أكبر جريدة مصرية خاصة ونشر صوره مكبلا بتهمة وجود سلاح بدون ترخيص. هل كنت هتؤيده ولا كنت هتتهمه بالديكتاتورية وقمع حرية التعبير؟)
وأسألك هنا يا وائل .. ألم تلحظ اطلاقا .. غلق حوالى خمس قنوات تليفزيونية والقبض على اعلامييها وتصويرهم وهم يركبون سيارة الشرطة ؟؟ ألم تشاهد رجل اعمال كخيرت الشاطر مثلا او حسن مالك وهم مقيدون مسلسلون ؟؟؟
ترى ما حكمك على من فعل بهم ذلك ؟؟ أتراه ظالما أم لا ؟؟!
أريدك أنت أن تجيب عن سؤالك قبل أن توجهه للأطراف المتناحرة من وجهة نظرك ..
هل مشكلتنا في الديكتاتورية؟
أم أن مشكلتنا هي أن الديكتاتور ليس ممثلا عن التيار الذي ننتمي له؟
وأزيدك من الشعر بيتا …
هل المشكلة فى الحقيقة أم فى ما يريده هوى نفسك ؟!
يتحدث وائل فى تواز مع بيان 6 ابريل .. الذى يضع البيض كله فى سلة واحدة .. فكلهم فاسدون طامعون .. ونحن حمائم السلام ودورنا أن نشيع جوا من التفاهم بينهما .. وأن ننسى الماضى .. ونلعب من جديد .. وتظل المساومة قائمة .. فإما أن نحكم وإما سيبقى الوضع على ما هو عليه .