وقعت الأطراف الليبية، بعد ظهر اليوم الخميس، الاتفاق السياسي، في مدينة الصخيرات المغربية؛ حيث أعلنت الأطراف الليبية موافقتها على شكل الاتفاق السياسي المعلن من قبل الأمم المتحدة.
وأكد محمد شعيب، ممثل مجلس النواب، في كلمة له، قبل قليل، في مراسم التوقيع النهائي على الاتفاق السياسي بالصخيرات المغربية، أن الحاضرين لحفل التوقيع هم غالبية أعضاء طرفي النزاع في البلاد ويمثلون كل أطياف الشعب الليبي.
من جهته، اعتبر صالح المخزوم، ممثل المؤتمر العام بطرابلس، أن المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد حتمت على كل الأطراف الموافقة على شكل الاتفاق السياسي وإن كانت هناك بعض نقاط خلاف يدور حولها جدل ما، إلا أن مسؤولية الوطن دفعت بالجميع على الموافقة.
وأكد مارتن كوبلر، المبعوث الأممي إلى ليبيا، من جانبه، أن كل النخب شاركت في صياغة الاتفاق السياسي دون استثناء، مضيفًا “من أولوياتنا معالجة الوضع الأمني، وحوار يرضي الجميع، وإنهاء الأزمة في بنغازي”.
وتم توقيع الاتفاق باستضافة المملكة المغربية، وبرعاية الأمم المتحدة وحضور وزراء خارجية دول إيطاليا وقطر وتركيا وإسبانيا وتونس، إضافة لصلاح مزوار، وزير الخارجية المغربي.
وبحسب مصادر لـ”العربية نت”، سيعلن عن حكومة الوفاق الوطني في الحفل ذاته، والتي سيترأسها فايز السراج، بمجلس رئاسي مكون من: علي القطراني، المرشح عن شرق ليبيا وعن قوات الجيش، إضافة لعبدالسلام الحسوني، عن الجنوب الليبي.
وينص الاتفاق، على تشكيل حكومة وفاق وطني تقود مرحلة انتقالية لمدة عامين تنتهي بإجراء انتخابات تشريعية.
وقال صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي -في كلمة-: إن الليبيين قدموا مثالًا على الروح الوطنية خلال جولات التفاوض، مؤكدًا أن الاتفاق السياسي في الصخيرات شمل تضحيات وتنازلات متبادلة، معلنًا أنه سيتم تشكيل حكومة الوفاق الليبي في أسرع وقت ثم منح الأولوية للأمن، ومعربًا عن التزام المغرب بتقديم الدعم السياسي والتقني من أجل تنفيذ كل بنود الاتفاق.
وفي وقت سابق، أشارت مصادر برلمانية من طبرق، إلى وصول أكثر من 80 نائبًا من مجلس النواب إلى مدينة الصخيرات المغربية لحضور مراسم التوقيع النهائي على الاتفاق السياسي.
وقالت المصادر لـ”العربية.نت”: إن المراد بهذا العدد هو إعطاء صورة للرأي العام تعكس تأييد نواب المجلس للاتفاق السياسي، مشيرة إلى أن مساعي رئاسته الممثلة في عقيلة صالح ولقاءاته الأخيرة مع نوري أبوسهمين، رئيس المؤتمر لا تمثل مجلس النواب.
وأضافت المصادر، أن ما يزيد على 30 عضوًا من المؤتمر الوطني، هم أيضًا في الصخيرات الآن.
وأصر النواب من كلا الطرفين على توقيع الاتفاق، اليوم الخميس، لقطع الطريق أمام محاولات قلة تتحكم في قرار المؤتمر ومجلس النواب، وتحاول إقامة مسارات موازية للحوار لتشتيت جهود السلام في البلاد.
يشار إلى أن كوبلر أعلن، مساء أمس الأربعاء، خلال لقائه بالقائد العام للجيش الفريق الركن خليفة حفتر، أن وجود نقاط خلاف لا يعني التوقف، ولكن غالبية كبيرة من كلا الطرفين توافق على المضي في توقيع الاتفاق السياسي.