أثارت تصريحات ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، حول جماعة الإخوان المسلمين وعلاقتها بالإرهاب، استنكار السياسين الذين اعتبروها تصريحات سياسية جاءت تحت ضغوط من كل من السعودية والإمارات اللتين تعتبران الجماعة من ضمن القوى المضادة لهما في المنطقة.
اتهامات دون أدلة ولا يعترف بها القضاء
وأكدت نيفين ملك، عضو المجلس الثوري، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، صرح سابقًا أنه لا يمكن اعتبار جماعة الإخوان المسلمين إرهابية، خاصة أن لهم تاريخًا في العمل العام في بريطانيا يشهد لهم.
وأضافت “ملك” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أنها كدارسة قانون فإنها ترى أن الاتهام يجب أن يكون منصوصًا عليه بأدلة بما يتفق مع القوانين، ولكن الاتهام دون أدلة فهو اتهام سياسي وليس له علاقة بدولة القانون، بحسب ما قالت.
وأوضحت أنه إذا كانت هناك أدلة تدين جماعة الإخوان المسلمين، فلماذا لا يتعرضون للمحاكمة، وأن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم وتقديمهم للمحاكمات.
وأكدت “ملك” أن اتهامات ديفيد كاميرون لا تخرج عن كونها اتهامات سياسية في إطار سياسي، مشيرة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين موجودة في كل دول العالم، قائلة: “على سبيل المثال في سوريا هناك جماعات محسوبة على الإخوان لا يتم التعامل معها كمتطرفة ويتعامل معها النظام العالمي في التفاوض”.
ضغوط السعودية والإمارات
وقال حسن أبو هنية، المتخصص في تحليل الجماعات الإسلامية، إن هناك حالة من الجدل بدأت حول جماعة الإخوان المسلمين بدأت منذ تصنيفها كجماعة إرهابية في مصر بعد أحداث الثالث من يوليو.
وأضاف “أبو هنية” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن دول أوروبا وتحديدًا بريطانيا كانت من أكثر الدول الحاضنة لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن هناك ضغوطًا على بريطانيا مارستها السعودية والإمارات لوضع الجماعة تحت تصنيف الإرهاب.
وأوضح الباحث أنه إذا كان هناك بالفعل جماعات تتبنى العنف خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه لا يمكن أن نحكم على الجماعة أنها إرهابية؛ لأن الهيكل الإداري لجماعة الإخوان المسلمين يتبنى الفكر السلمي منذ نشأتها عام 1928، بحسب تصريحه.
وشدد الباحث على أنه كما خرج من جماعة الإخوان المسلمين تنظيمات وصفت بالإرهابية، مثل تنظيم “القاعدة” وعلى رأسه أسامة بن لادن، والعديد من التنظيمات الأخرى، إلا أنه خرج منها حزبا “العدالة والتنمية” المغربي والتركي، مؤكدًا أن تصنيف الإخوان كجماعة لها علاقة بالعنف لن يفيد أحدًا.
أبو خليل يهاجم قيادات الإخوان بلندن
وفي المقابل، هاجم الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، قيادات الإخوان في لندن؛ حيث اتهمهم بأنهم سبب هذا الفشل، قائلًا: “للأسف هذا نتيجة لفشل قيادات الإخوان في لندن.. وتصريحات خرقاء من بعضهم تتحدث عن حمل جزء من أفراد الجماعة للسلاح وانتهاجهم العنف”.
وأضاف -في تصريح خاص لـ”رصد”- “نطلق الرصاص على أقدامنا ونتعجب ممن يستغل ذلك.. هذا فشل آخر.. وهو نتيجة لسوء إدارة وصراعات لا طائل منها”.
تصريحات رئيس وزراء بريطانيا
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم نتائج المراجعة البريطانية لملف جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث قال إنها خلصت إلى أن الانتماء إلى الجماعة أو الارتباط أو التأثر بها مؤشر محتمل للتطرف.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني، أن قطاعات في جماعة الإخوان المسلمين ثبتت علاقتها الوثيقة بالتطرف المشوب بالعنف.
وأكد “كاميرون” أن بريطانيا ستكثف المراقبة على الآراء والأنشطة التي يروج لها أعضاء الإخوان وشركاؤهم وأنصارهم في الخارج.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، إن التقرير وجد أن لفروع الجماعة صلة بما وصفه بالتطرف العنيف، مضيفًا أن قرار حظر الجماعة من عدمه في بريطانيا ما زال قيد المراجعة، مشددًا على أن الحكومة ستقوم بالتدقيق والفحص في أفكار الجماعة وأعضائها في بريطانيا.
وكان رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، قد قال الشهر الماضي، إن التقرير سينشر قبل حلول أعياد الميلاد، لكنه أشار إلى أن الحركة لن تحظر في بريطانيا بوصفها مجموعة إرهابية.
وأمر رئيس الوزراء البريطاني، في إبريل 2014، بإجراء تحقيق في نشاطات الحركة وما إذا كانت تشكل تهديدًا للأمن الوطني البريطاني.
وتعرضت الحكومة البريطانية لضغوط من قبل حلفاء مثل السعودية؛ تطالبها بحظر نشاط الإخوان المسلمين في بريطانيا، لكنها لم تجد دليلًا يقود إلى فرض هذا الحظر، بحسب “بي بي سي”.