أكد عزام التميمي، مدير مركز الفكر الإسلامي بلندن، أن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، حول ما وصفه بتطرف جماعة الإخوان المسلمين، جاءت بعد أن خضع للسعوديين والإماراتيين الذين هددوه مرارًا وتكرارًا بإلغاء صفقات تجارية كبرى مع بلاده وخاصة في مجال النفط والتسليح.
وقال “التميمي” -عبر منشور له على حسابه في موقع “فيس بوك”-: “كاميرون تحدث على طريقة القص واللصق؛ حيث اجتزأ فقرات من تقرير السير جون جينكينز حول الإخوان المسلمين، واعتبرها الخلاصات”، مشيرًا إلى أن كاميرون لم يعلن حظر الإخوان ولكنه قرر أن من ينتسب إلى الجماعة يمكن أن يكون متطرفًا، وهدد بتشديد الرقابة على المؤسسات والأفراد التابعين لها، وحظر منح تأشيرات الزيارة لمن ينتسبون إلى الجماعة.
وأفاد أن ما قاله كاميرون في تصريحه هذا اليوم، يتناقض مع كل ما كانت تفعله الحكومة البريطانية حتى يوم الانقلاب في مصر من تقارب ولقاءات وتشاورات مع الإخوان ومؤسساتهم ومنظماتهم وأشخاصهم.
وأضاف “بل يتناقض مع دعوة رسمية كان قد وجهها كاميرون للرئيس محمد مرسي الذي كان من المفروض أن يتناول طعام الإفطار في رمضان على مائدة رئيس الوزراء في الحادي عشر من يوليو 2013، وحال الانقلاب دون ذلك”.
وأكد “التميمي” أن ما صرح به كاميرون اليوم “يثبت أنه رجل بلا مروءة ولا خلق، وأنه نموذج للنفاق والميكافيلية”، بحسب وصفه، مضيفًا أنه “ومن يتشدقون بالديمقراطية والحرية في بلاده يؤيدون السلطة الانقلابية في مصر ويجاملون من دعمها بالمال لتقتل وتنتهك الأعراض وتقضي على حلم المصريين في الديمقراطية والحرية، وهم اليوم يقفون شهود زور دعمًا للأنظمة المستبدة الفاسدة في العالم العربي، تلك الأنظمة التي تآمرت على الربيع وتسببت في الدمار الشامل والفوضى العارمة التي تجتاح المنطقة العربية بأسرها من ليبيا إلى اليمن”.
وطالب “التميمي” إخوان العالم بأن “يتحدوا، ويدعوا عنهم الاختلاف والشقاق، ويترفعوا عن الترهات والتفاهات، ويقفوا صفًا واحدًا في مواجهة نظام بلا ضمير، نظام بلا أخلاق، نظام بلا كرامة”.
وشدد قائلًا: “ليست مصر وحدها التي هي في أمس الحاجة إليكم، بل البشرية جمعاء، تلك البشرية التي يتلاعب بمصائرها أصحاب الأهواء من حكام فاسدين في العالم العربي حيث الاستبداد وفي العالم الغربي حيث النفاق”.