حذر عدد من خبراء الموارد المائية في تصريحات لـ”رصد” من استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة، مؤكدين أن مصر حذرت من إستخدامها للشرب منذ 6 سنوات، حيث تتجه الهيئة العربية للتصنيع لاستخدام هذه المياه المعالجة في زراعة المحاصيل الزراعية، وذلك بعدما وقعت الهيئة برئاسة الفريق سامي عزالدين، بروتوكول تعاون بين الهيئة والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، فى المجالات البحثية ومشروعات معالجة مياه الصرف الصحي.
وفي هذا الصدد، قال المهندس يوسف خطاب استشاري الري بمعهد البحوث الزراعية، إن مياه الصرف الصحي تحتوي على مكونات النتروجين الذائب الذى يتأكسد الى نترات ويسبب أمراض للإنسان حيث يصل أيون النترات والنتريت مع مياه الرى أو الصرف أو تختزنه بعض النباتات فى أنسجتها بنسبة عالية، وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للانسان فتسبب فقر دم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة عند الكبار.
وأكد خطاب في تصريح لـ”رصد”، أنه من الأولى أن نعتمد على تحلية مياه البحار والمحيطات وذلك ما تنفذه دول الخليج ويعد من أفضل الوسائل البديلة للمياه العذبة، مشيرا إلى أن التغير المناخي يتطلب على مصر البحث عن بدائل أقل تكلفة وأكثر أمنا وصحة للمواطنين.
من جانبه، أوضح مصطفى عبيد، مدرس بكلية الزراعة جامعة عين شمس، أن “مياه الصرف الصحي المعالجة تستخدم فقط في ري الأشجار والحدائق العامة، واستخدامها في ري الخضروات والفواكه قد يتسبب في مخاطر صحية وخيمة، موضحا أن اليابان تنوي استخدام سائل بكتيري في معالجة مياه الصرف الصحي كمرحلة أولى من المعالجة لكنه لن ينتج عنها مياه صالحة لري المحاصيل الزراعية”.
وأشار عبيد في تصريح لـ”رصد” إلى أن تركيزات المواد الضارة في هذه المجاري المائية والترع تفوق قدرات المعالجة، وعمليات التنقية مهما كانت معدلاتها، قائلا:”مصر ستصبح حقل تجارب لليابان لتطبيق أبحاثها”.
بدوره، أكد الدكتور أحمد الجوهري، رئيس الجامعة اليابانية المصرية، أن ري المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحي المعالجة، ليست فكرة وليدة اليوم لكنها منذ سنوات تم تطبيقها في الخارج، وهناك بالفعل مخطة في برج العرب لكنها تستخدم في ري الاشجار فقط، والمرحلة القادمة نستهدف ري المحاصيل الزراعية.