يتوقع خبراء سودانيون، أنه في حال عدم الوصول لاتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي بين مصر وإثيوبيا والسودان، ستتحول الأزمة إلى بداية حرب جديدة في المنطقة حول المياه.
وأكدوا -حسب صحيفة “المصري اليوم”- أن تأجيل مفاوضات سد النهضة، لعقد اجتماع سداسي جديد ما هو إلا ترحيل للقضايا العالقة بين الدول الثلاث، والتي ستظل تفرض نفسها على مستقبل العلاقات المائية بين هذه الدول، انتظارًا لحل نهائي، مشيرين إلى أن علاقات مصر وإثيوبيا ستكون على المحك، ما لم يتدخل قادة الدول لحل الخلافات.
كانت الخلافات الرئيسية بين القاهرة وأديس أبابا، خلال جولة الخرطوم، قد تركزت على مصطلحين هما الإبطاء والإرجاء؛ بهدف الحد من تسارع العمل في المشروع ومراعاة حالة الغضب في الشارع المصري مع كسب رضا الشعب الإثيوبي.
وأضاف الخبراء، أن القاهرة ربما تسعى لتصعيد الأزمة دوليًا عبر مجلس الأمن الدولي؛ استنادًا إلى الفصل السابع الذي يؤكد أن المشروعات المائية في الأنهار المشتركة التي لم يتم التوافق حولها تؤدي إلى تهديد السلم والأمن الدوليين وعندها يتم التدخل دوليًا من خلال مبادرة لحل الخلافات برعاية الأمم المتحدة تمهيدًا لإقرار اتفاقية دولية تحكم العلاقات المائية بين دول حوض النيل الشرقي.
وأفادوا أن الدور السوداني يعتمد على تنفيذ اتفاق المبادئ الذي وقعه قادة الدول الثلاث على هامش اجتماعهم الثلاثي بالعاصمة السودانية الخرطوم في 23 مارس الماضي، والذي لم يمنع الجانب الإثيوبي من وقف الإنشاءات في سد النهضة ما يعطي إثيوبيا ميزة كبرى وهي كسب الوقت، بالإضافة إلى توقف الدراسات الفنية، فيما تقلل أديس أبابا من الدعاوى المصرية بالتأكيد على أن الأمر لا يحتاج إلى هذه الضجة، وأن المسألة فنية.
وكشفت مصادر مصرية رفيعة المستوى شاركت في الاجتماع السداسي، أن القاهرة طالبت في جلسات اليوم الثاني لمفاوضات سد النهضة بحضور وزراء الخارجية والري بالدول الثلاث بإرجاء استكمال بناء سد النهضة، أو إبطاء معدلات الإنشاء، ونقل الوفد جميع الشواغل وعناصر القلق للجانب الإثيوبي ورغبة مصر في التوافق حول آلية جديدة لتنفيذ الدراسات الخاصة بالسد طبقًا لاتقاق المبادئ الذي تم توقيعه بالخرطوم في مارس الماضي، في إطار الاحترام والالتزام بما ورد في الإعلان.
وقال مستشار وزير الري السوداني الأسبق، المهندس حيدر يوسف: “إن الاجتماع السداسي فشل وستفشل كل الاجتماعات المقبلة، وإن بلغت 20 اجتماعًا؛ لأن الحكومة الإثيوبية تسعى لبناء سد النهضة بأي طريقة”، لافتًا إلى أن غرض إثيوبيا من سد النهضة غير معلوم، موضحًا “أن هناك أهدافًا اقتصادية أعلن عنها عدد من المسؤولين تتمثل في تحويل المياه إلى سلعة كالبترول، يتم بيعها لمصر والسودان”، بحسب قوله.
سد النهضة هو سد إثيوبي قيد البناء، يقع على نهر النيل بولاية بنيشنقول-قماز بالقرب من الحدود الإثيوبية-السودانية، على مسافة تتراوح بين 20 و40 كيلو مترًا، وعند اكتمال إنشائه، المرتقب سنة 2017، سوف يصبح أكبر سد كهرومائي في القارة الإفريقية، والعاشر عالميًا في قائمة أكبر السدود إنتاجًا للكهرباء