أشار الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط، فراس أبو هلال، إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن إيمانه ورضاه بالدولة العلمانية الحديثة كما هي، مع محاولة إضفاء بعض “الأخلاقية” على ممارسة الحكم لأنه لم يرغب في خداع شعبه.
جاء ذلك في منشور للكاتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تحت عنوان “الإسلاميون وأصحاب الأيدولوجيات ومعضلة الدولة الحديثة”؛ حيث أكد أنّه بعد الحرب العالمية الثانية أصبح العالم مرتبطًا بمنظومة واحدة تتحكم بها الدول الكبرى وتسيطر عليها سياسيًا من خلال مجلس الأمن.
وأوضح أنه في ظل هذه المنظومة يصبح من الصعب على أي دولة صغيرة أن تتحرك خارج السرب، وأن تتخلى عن العقلانية أو البراجماتية أو حتى الاستسلام في بعض الأحيان، وهو ما يتعارض مع الشعارات التي تطرحها جماعات إسلامية أو مثالية مثل بعض التيارات اليسارية.
مضيفًا: “الأطراف الوحيدة التي تستطيع التحرك خارج المنظومة هي اللاعبون الفوضويون؛ أي الذين يلعبون خارج مؤسسات الحكم والسلطة، لأنهم غير مضطرين للتنازل، كما تتنازل الدول، سواء كان هذا التنازل بهدف الحصول على مكاسب شخصية، أو لتسيير حياة المواطنين الواقعين تحت حكم هذه الدول”.
وأشار إلى أن “تنظيم الدولة” الذي ينظر له على أنه لاعب غير عاقل أو غير عقلاني، اضطر أيضًا أن يتصرف ببراجماتية عندما أصبح له كيان يشبه الدولة، وهناك أمثلة كثيرة على هذه البراغماتية؛ أهمها بيع النفط لنظام الأسد، والتنسيق مع تركيا لحماية ونقل قبر سليمان شاه.
ووضع الكاتب حلاًّ من جزئين لمحاولة الخروج من هذه المنظومة، في ظل سعي بعض الحركات الإسلامية واليسارية، لاتخاذ مواقف تناقض شعاراتهم تمامًا، عندما مارسوا الحكم في تونس ومصر وحتى في غزة.
أولًا: أن ينتهي سعي التيارات الإسلامية والمثالية إلى الحكم أو المشاركة في الحكم، لتجنب تبعات التنازل عن الأخلاق والشعارات عند ممارسة الحكم، والاكتفاء بممارسة العمل الاجتماعي والتنويري والسياسي غير الساعي للحكم، على طريقة “الحركات الاجتماعية” أو جماعات الضغط في الغرب.
ثانيًا: دخول العملية السياسية مع إدراك تبعات ذلك، وإعلان الرغبة بتحمل هذه الأعباء علنًا أمام أنصار التيارات وجمهورها؛ بحيث لا تمارس خديعة هذا الجمهور.
وختم المقالة قائلاً: “أي محاولة لادعاء حل ثالث هي برأيي عملية خداع للجماهير لا أكثر ولا أقل!”.