رأى البرفيسور “ناثان براون” مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة “جورج واشنطن” في مقال له نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” على أن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية مثيرة للسخرية وأن البرلمان القادم قد يمثل صداعًا في رأس السيسي.
وقال الكاتب إنه انطلاقًا من عدد المرات التي ذهب المصريون فيها إلى الانتخابات فإن المصريين سيكون لديهم نظام ديمقراطي مثير للحماسة أما انطلاقا من تعليقات المحللين فإن المصريين قد عادوا إلى الماضي الاستبدادي حيث يمثل البرلمان مظهرًا خادعًا للمشاركة في نظام استبداي عميق.
ووصف الكاتب النتائج النهائية للانتخابات بأنها مثيرة للسخرية؛ إذ تم حظر الأحزاب المعارضة الحقيقة أو تم التلاعب بها أوتهميشها، أما هؤلاء الذين لديهم تمويل ودعم كبيران من ممثلي الدولة مثل “الأجهزة الأمنية” فإنهم سيشكلون أغلبية المجلس.
لكن النتيجة بحسب الكاتب لا تمثل العودة فقط إلى الماضي؛ إذ إن هناك أسبابًا تدعو للاعتقاد أن الحياة البرلمانية ستكون وعرة أكثر من الماضي؛ منها:
أولاً: البرلمان لديه بعض الصلاحيات الحقيقية وفقًا لدستور 2014 لذا فإنه يتوجب عليه أن يراجع كل القوانين التي أصدرها عبدالفتاح السيسي منذ أن تولى السلطة.
ثانيًا: البرلمان الجديد سيكون غير منظم بشكل كبير؛ إذ إن جميع الرؤساء المصريين السابقين حكموا البلاد بدعم حزب سياسي والسيسي ليس لديه حزب سياسي، وبالرغم من أن معظم النواب أعلنوا ولاءهم له إلا أن لن يكون من السهل التنسيق فيما بينهم.
ثالثًا وأخيرًا: بعض الأفراد والمجموعات الصغيرة لديهم روح المشاكسة، ويتكون البرلمان من مجموعة من الأعضاء الأغنياء (المروضة والموالية للرئيس) والمتنافرة أيدلوجيًا، وكبار الشخصيات المحلية، وبعض الشخصيات الوطنية المعروفة بالكلام الفضفاض وليس بالحكمة ورجاحة الفكر.
ورأى الكاتب أن هذه الأسباب ستجعل من البرلمان صداعًا في رأس السيسي، ومع ذلك فإن العديد من الخطوات اتخذت من أجل منع وجود معارضة حقيقة في البرلمان، وبالفعل يبدو النظام الانتخابي صمم لإنتاج برلمان موال بالكامل.