أعرب الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن دهشته من النهج الذي يتبعه الإعلام المصري من التشهير بالأخطاء والكوارث التي تقع في البلدان الأخرى، في محاولة منهم لـ”التعمية” عما يقع في مصر.
وقال -عبر منشور له على “فيس بوك”-: “يدهشني في القليل الذي أتابع من إعلام العهر المدار من المكاتب العسكرية أو من قبل أصحاب الأموال الموالين الحكم التسلطي الفاسد في مصر التركيز المبالغ فيه على التشهير بالأخطاء والكوارث التي تقع في بلدان أخرى غير مصر، خصوصًا في الولايات المتحدة والدول الغربية، في محاولة يائسة منهم للتعمية على البلايا التي يجلبها الحكم التسلطي الفاسد على أهل مصر، من منظور ادعائهم بأن “العالم كله كده” وحتى أميركا وأوروبا، سادة العالم في نظرهم “فيهم العِبر زيّنا”، وعليه، “لا تعايرونا ولا تعايركم”.
وأضاف “فرجاني”، “هذا التشهير ظهر جليًا في تجاوزات الحكومة الفرنسية عقب هجمات باريس، ثم في مأساة القتل الجماعي في “سان برناردينو” والتي خرج بعدها الرئيس الأميركي مقرًا بالواقعة وعارضًا رأيه، الذي يحتمل الخطأ والصواب تمامًا كرأي أي مواطن أميركي آخر، ومقترحًا تصوره لمواجهة الأخطاء وأوجه القصور.
ووجه “فرجاني” حديثه لوسائل الاعلام المصرية، ليلفت نظرهم إلى عدة أمور؛ أولها: أن المجتمعات المتقدمة فعلًا أو حتى المتخلفة ولكن تقترب من مثال الحكم الديمقراطي السليم توجد بها، أساسًا بسبب قوة مؤسسات المساءلة في الحكم الديمقراطي السليم، آليات مؤسسية راسخة لتصحيح الأخطاء على رأسها اعتراف كبار المسؤولين، بما في ذلك رأس الحكم نفسه بما يحدث من أخطاء والسعي لجبر الأضرار الناجمة عنها ولتصويب الأوضاع الخاطئة التي أنتجتها، على خلاف مصر.
وتابع: النظام في مصر يغمس رءوسه في التغطية على الكوارث وتبريرها بحجج واهية، وينهمك في تزوير إرادة الأمة لتقويض وظيفتي المجلس النيابي في التشريع والرقابة على السلطة التنفيذية بحيث يصبح قوام المجلس مؤيدًا الالتحاق برأس السلطة التنفيذية التي يفترض أن يقوم المجلس بالرقابة عليها ومساءلتها”.
وختم “فرجاني”: “مرجعيتنا في نقد الكوارث التي يجرها الحكم التسلطي الفاسد والفاشل ليس اتخاذ أميركا ودول أوروبا مثلًا أعلى لا ينتقد، إنما أنتم وسادتكم الذين تعتبروها المثال الأعلى وسدرة المنتهى التي يستمد منها الحكم العسكري الراهن مشروعيته، بينما يستبد بالشعب والوطن”، مشيرًا إلى أنه وغيره الكثير لم يعتبر دول أوروبا أو أميركا فوق النقد.