شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الكرة المصرية بعد 30 يونيو.. فشل شامل يهدد مستقبل الساحرة المستديرة

الكرة المصرية بعد 30 يونيو.. فشل شامل يهدد مستقبل الساحرة المستديرة
منذ أحداث الـ30 من يونيو 2013، عانت الرياضة المصرية فنيا بسبب تقلبات الوضع السياسي والأمني وانتقلت الساحرة المستديرة إلى مرحلة موت سريري

منذ أحداث الـ30 من يونيو 2013، عانت الرياضة المصرية فنيا بسبب تقلبات الوضع السياسي والأمني وانتقلت الساحرة المستديرة إلى مرحلة موت سريري، في ظل حالة من مجموعة من الأزمات هزت عرش الرياضة المصرية وريادتها العربية والعالمية، وشملت تلك الأزمات المنتخب المصري والأندية المصرية، والرياضات الأخرى، كما يوثق التقرير التالي.

وفي سياق التقرير التالي نستعرض كيف دمرت الرياضة في مصر خلال السنتين الأخيرتين، وأبرز تلك الأزمات التي مرت بها:

الأهلي:

منذ  أحداث 30 يونيو 2013 وحتى وقتنا هذا، مر النادي الأهلي بسلسلة من الفشل على المستوى الإداري، فضلاً عن اختيار المدربين أو التعاقد معهم، أو في حصد البطولات وفي دخول جماهيره للمدرجات بطريقة لم نشاهدها منذ العشرات من السنوات.

– أزمة المدربين:

* جاريدو:

في شهر يوليو من العام الماضي تعاقد النادي الأهلي مع المدرب الإسباني خوان كارلوس جاريدو براتب شهري 45 ألف دولار + 15 ألف دولار لمساعديه بما يعادل بالمصري 500 ألف جنيه، ولكن بعد هذه المبالغ الباهظة ظهر الفريق تحت قيادته بمستوى سيئ للغاية وخسر الدوري لصالح الغريم التقليدي نادي الزمالك ليرحل قبل نهاية الموسم ويتولى خلفه الكابتن فتحي مبروك.

* فتحي مبروك:

بعدما تولي الكابتن فتحي مبروك مهام النادي الأهلي في نصف الموسم بعدما رحل الإسباني “جاريدو” قدم مستوى جيدا للغاية؛ وذلك بعد أن ضمن خسارة الدوري، لذلك كان يلعب دون أي ضغوطات في المباريات المتبقية بالدوري، وبعد ذلك قرر مجلس إدارة النادي الأهلي تمديد عقد “مبروك” لمدة موسم ليبدأ مشوارا جديدا مع الفريق وتحقيق إنجازات، ولكن مع أول اختبار حقيقي له خسر بطولة الكأس على يد نادي الزمالك بهدفين مقابل لا شيء وخسر أيضا بطولة كأس الاتحاد الإفريقي “الكونفيدرالية”، وقدم أداء باهتا للغاية في باقي المباريات لتطالب الجماهير برحيله وبالفعل تمت إقالته.

* بيسيرو:

بعدما تولى البرتغالي جوزيه بيسيرو قيادة الفريق خلفا للراحل فتحي مبروك عبرت جماهير النادي الأهلي عن غضبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالتظاهر أمام النادي وذلك من أجل عدم التعاقد مع هذا المدرب لضعف شخصيته حسب قولهم وعدم حصده لأي بطولة منذ دخوله عالم التدريب، ولكن بعد تصميم مجلس الإدارة على التعاقد معه دخل في صراع قوي مع الجماهير حتى وقتنا هذا.

– أزمة الصفقات:

تعاقد النادي الأهلي في صيف 2014 مع 12 لاعبا، ولكن الصدمة في أن يرحل في صيف 2015 تسعة لاعبين وهو فشل كبير للغاية من مجلس الإدارة وتفريط في الملايين من الأموال، فخلال الانتقالات الصيفية الماضية جدد النادي الأهلي للمهاجم محمد ناجي جدو وللمدافع شريف عبد الفضيل لمدة 3 مواسم مقابل 2 مليون ونصف جنيه لكل منهما، فيما كانت الصدمة حينما طالب فتحي مبروك المدير الفني حينها برحيلهما لعدم الاحتياج إليهما.

– أزمات المجلس:

لم يلاحظ منذ سنوات عديدة حالة تخبط في مجلس إدارة النادي الأهلي بهذا الشكل الذي يشاهد في المجلس المتواجد في الوقت الحالي برئاسة المهندس محمود طاهر.

ففي واقعة مؤثرة للغاية تعاقد مجلس الأهلي مع إحدى الشركات من أجل إخراج القطط المتواجدة في فرع الجزيرة بسبب مضايقتهم للأعضاء المشتركين بالنادي، ولكن كان أمرا مؤسفا حينما تم قتل هذه القطط بالتسمم وليس تخدريهم كما قيل.

ومنذ رئاسة الراحل صالح سليم رحمة الله عليه ومن بعده الكابتن حسن حمدي كان من الصعب أن تحدث مشكلة داخل النادي الأهلي وتنشرها وسائل الإعلام، ولكن في مجلس محمود طاهر باتت مشاكل النادي الداخلية تصل لوسائل الإعلام سريعا. 

في حفل النادي الأهلي بسفح الأهرامات منذ أيام قليلة بسبب التعاقد مع شركة صلة والاحتفال بفريق الكرة الأكثر تتويجا للبطولات في العالم، لم يحضر العديد من أعضاء مجلس الإدارة بسبب خلافات مع المهندس محمود طاهر رئيس القلعة الحمراء، واللافت أن تلك الوقائع لم يشهدها النادي من قبل.

وتمتد آثار سلسلة الفشل في الكرة المصرية إلى غريم الأهلي التقليدي، حيث شهد النادي الأبيض أزمة مالية لاتزال قائمة بسبب عدم حصول اللاعبين على رواتبهم، و تأخر صرف رواتب موظفي النادي الشهر الماضي.

ويضاف إلى ذلك أزمات إدارية، جزء منها بسبب الأزمة المالية في صفوف أعضاء الجهاز الفني لفريق الكرة، ظهر بسببها مشكلة هروب البرتغالي جيسوالدو فيريرا، بسبب عدم حصوله على راتبه لثلاث أشهر، والتي سبقها أيضًا أزمة هروب باتشيكو، المدير الفني الأسبق لنادي الزمالك، في أول العام الجاري.

ويندرج تحت تلك الأزمة الإدارية، أيضًا ضعف الشركة الراعية، والذي ظهر في مباراة السوبر المصري بين الزمالك والأهلي في الإمارات، وتأخر وصول التأشيرات وتذاكر الطيران الخاصة بسفر البعثة  لولا تدخل الجهود الفردية وإنهاء الأزمة.

يضاف إلى ذلك الفشل في إقامة معسكر خارجي للفريق، بسبب الشركة الراعية أيضًا، إذ برر مرتضى منصور، رئيس النادي قرار إلغاء المعسكر بسبب عدم التزام الشركة المسؤولة عن المعسكر بالمواعيد.

شاهد: مرتضى منصور يلغي معسكر الزمالك بالإمارات 

وعلى صعيد آخر، شن رئيس الزمالك حربًا على رابطة مشجعي الزمالك بالخصوص وروابط الأولتراس الخاصة بالأندية بالعموم، وكانت له صولات وجولات من أجل منع دخول الجماهير إلى المدرجات أثناء المباريات والتدريبات، لينجح في النهاية في الحصول على حكم لصالحه باعتبار روابط الأولتراس “جماعات إرهابية” بعد الدعوى المقدمة منه إلى المحكمة.

وعندما يذكر منع حضور الجمهور إلى الملعب، لابد من ذكر مجزرة “الدفاع الجوي” التي راح ضحيتها أكثر من 20 مشجعًا من نادي الزمالك أثناء احتشادهم أمام بوابة دخول ستاد الدفاع الجوي للدخول وتشجيع فريقهم الزمالك أمام إنبي في الدوري المصري، لكن رصاصات قوات الأمن أنهت على حياتهم قبل أن ينهي الحكم المباراة.

ولا تزال مباريات كرة القدم في مصر خالية من الجماهير المتعطشة لدعم ومؤازرة فريقها سواء أمام فريق مصري منافس، أو فريق أجنبي على أرض الملاعب المصرية.

كما أصبح التراشق بالتلميحات بين المنصات الرسمية للأندية المصرية المتنافسة سمة واضحة بينها خلال السنتين الأخيرتين، وهو ما أسهم بدوره في استمرار مسلسل التشويه للمنافس الآخر والرد من الطرف الآخر، ومحاولة تهييج الجماهير، في ظل مناخ أصبح الاستقطاب فيه السمة الرئيسية في كثير من المشاهد، مثل “حرب الانتقالات” التي كان بطلها دائمًا اللاعبون المسلط عليهم الضوء من ناديي الأهلي والزمالك قبل انتقالهم لأحد الفريقين، ليؤكد طرف من جهة انضمام ذلك اللاعب له، بينما ينفي الطرف الآخر تلك التصريحات مؤكدًا انضمام اللاعب له.

وعندما يذكر الاستقطاب بين جمهوري الناديين الكبيرين في مصر (الأهلي والزمالك) يأتي إلى الأذهان تلك الفترة الكبيرة التي شهدت أزمة الاستقطاب الحاد بين رئيسي مجلسي إدارة الأهلي والزمالك في أكثر من مناسبة، وأكثر من تصريح أظهر ذلك، حتى وصلت تلك الأزمة إلى طلب تدخل رئيس مجلس الوزراء حينها إبراهيم محلب من أجل الصلح بينهما.

فشل المنتخب الوطني:

سجل المنتخب الوطني لكرة القدم رقمًا قياسيًا في الفشل بكل فئاته العمرية خلال عام 2015 فقط، والتي كان آخرها ضياع حلم الأوليمبياد من منتخب مصر الأوليمبي بعد خسارته من مالي بهدف نظيف، في الإنفوجرافيك التالي نستعرض فشل المنتخب المصري بكل فئاته العمرية خلال عام 2015:

ولم يستمر الفشل المتفشي في الرياضة المصرية في كرة القدم فقط، بل تعدى إلى الرياضات الأخرى، حيث انعكس الوضع الأمني والسياسي في مصر على الرياضة، لتعلن 11 دولة انسحابها من بطولة الإسكواش التي كان من المقرر انعقادها في القاهرة لدواع أمنية، مما جعل منظمي البطولة يقررون تأجيلها إلى أجل غير مسمى.

بدوره، يقول شريف الشيتاني -صحفي بجريدة الفجر- في تصريح خاص لـ”رصد” معلقا على الأزمة التي تمر بها الرياضة المصرية، قائلًا: “السياسة ليست السبب الأبرز في انهيار الكرة المصرية في الفترة الحالية، وذلك لأنه في الأساس بعد ثورة 25 يناير لم تهتم الأنظمة السياسية بالرياضة، بل وأعطتها أولوية ثانوية”.

وأضاف الشيتاني: “السبب الرئيسي في فشل منظومة الكرة المصرية في الوقت الحالي هو توقف الدوري لعدة مرات، وهذا بسبب إتحاد الكرة الذي يهتم معظم أعضاؤه بالظهور في الإعلام، والترشح لانتخابات مجلس الشعب، ويفتقدون إلى التفاهم في ما بينهم”.

وقال أحمد فهمي -صحفي بجريدة الدستور- في تصريح خاص لـ”رصد”: “بكل تأكيد السبب الرئيسي في فشل الكرة المصرية في الوقت الحالي هو اتحاد الكرة بسبب عدم التخطيط الصحيح، والإدارة السليمة في جميع الحالات”.

وتابع أن أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة “غير قادرين على قيادة الكرة المصرية للطريق الصحيح، وفشلهم في إدارة الكثير من الأزمات والتي أبرزها عدم قدرتهم على اختيار مباريات ثقيلة للمنتخب المصري الأول لكرة القدم، مثلما حدث في مباراة السنغال بعدما أضاعت على منتخبنا فرصة التقدم في التصنيف بعد مجيء المنتخب الأوليمبي وليس الأول”.

وأضاف “من أسباب الفشل في الكرة المصرية حاليًا المجاملات والمصالح الشخصية وحتى المجاملات في اختيار الأجهزة الفنية للمنتخبات مثلما حدث مع الكابتن ربيع ياسين واختيار حسام البدري مدربا للمنتخب الأوليمبي بدلا منه”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023