يحومه الأهل والأصدقاء والأحباب، ويرتدي زي يخفي نوعا ما وجهه وملامحه، ناظرًا إلى أبيه شهيد سجن المنصورة ليودعه في اللحظات الأخيرة، لينطلق بعدها إلى مكانه، حيث الإختفاء ممن يطارده من “أبناء الظلام” قوات الأمن المصري.
ووسط البكاء وكلمات الوداع كان الإبن صامتًا ملتزم السكون والنظرات الهادئة، لا ملتفتا ولا منتبها لأحد فقط يركز في إتمام مراسم الوداع.
يبدو مشهد تقبيل إبن شهيد الإهمال الطبي المتعمد ” محمد عوف والي سلطان” شبيها بمشهد جناة والدة “منتصر” في فيلم الهروب الذي أدى دوره الفنان الراحل أحمد ذكي، حيث قام بالمستحيل وتحدى الخطر ليشيع والدته ، وقامت عائلته بحمايته وتهريبه من حصار الشرطة للجنازة.
وهكذا قام هذا الإبن بتوديع والده، رغم أنه يعلم مدى خطورة ذلك، لكنه احتمى بأهله وأحبابه اللذي لم يكن بينهم مرشد أو مندس ليودع أبيه إلى مثواه الأخيرة.
وشيع أهالي قرية “الرياض” بمركز “منية النصر” بمحافظة الدقهلية مساء الجمعة، في جنازة حاشدة شهيد الإهمال الطبي المتعمد “محمد عوف”.
والشهيد “محمد عوف والى سلطان”، مدرس، 43 عام، توفي الجمعة بسجن المنصورة العمومى إثر تعرضه لارتفاع شديد بدرجة الحرارة ورفض إدارة السجن إجراء عملية الزائدة الدودية له.
مشهد الواقعة
مشهد الفيلم المماثل للواقعة..