انتقد الكاتب البريطاني “ديلي حسين” موافقة البرلمان البريطاني على قصف مواقع التنظيم في سوريا، متسائلا إذا كان الدافع الأخلاقي ومحاربة الاستبداد هما الدافع هما السبب في اتخاذ هذا القرار كما تدعي الحكومة البريطانية، فلماذا تترك بريطانيا المستبدين الآخرين أمثال السيسي وغيره ولا تقوم بقصفهم؟.
وقال الكاتب في مقالة الذي نشره موقع “ميدل ايست آي” البريطاني بعنوان “10 اسباب لعدم تحقيق الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة أي شيء”، إنه خلال يوم الثلاثاء الماضي بدأت طائرات “تورنادو” البريطانية أول موجة من الغارات الليلية ضد الأهداف في سزيا
ولاحظ المراقبون أن التعليقات على القرار البريطاني كانت عاطفية وخرجت عن مسار المناقشة العقلانية.
وبرر الكاتب عدم جدوى هذه الضربات بعشرة أسباب هي:
- الضربات الجوية البربطانية في سوريا لا تضيف أي شيء إلى القصف الحالي الذي تقوم به روسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وخلال جلسة مجلس العموم أكد أعضائه أن عليهم دعم حلفائهم الولايات المتحدة وفرنسا لكن بريطانيا قامت بشن هذه الغارات لتثبت أنها مازالت “شرطي عالمي”.
- نواب البرلمان البريطاني الذين صوتوا ضد الضربات الجوية سألوا رئيس الوزراء البريطاني “ديفيد كاميرن” عن جيش الأشباح المكون من 70.000 مقاتل موزعون على 81 فصيل والذي سيحارب تنظيم الدولة بالتنسيق مع الضربات الجوية الغربية لكن بعض هذه الفصائل التي تحارب الأسد تعتبر فصائل”إسلامية متطرفة”.
- في حال نجاح هذه الضربات في أهدافها فإن الأسد الذي قتل الأغلبية العظمى من قتلى الثورة السورية البالغ عددهم 250.000 هو المستفيد من هذه الضربات.
- في الرابع من أكتوبر أكد كاميرون على أن القصف الروسي سبب المزيد من التطرف وزيادة الإرهاب لذلك يجب أن نتساءل عن ما إذا كانت القصف البربطاني سيؤدي إلى مزيد من التطرف والإرهاب، وفي 2013 سببت نفس القنابل التي ألقيت فوق العراق فراغ وكان ذلك سببا في ميلاد تنظيم الدولة.
- الولايات المتحدة وبريطانيا كانت مدعوة لقصف تنظيم الدولة من قبل حكومة حيدر البغدادي “المنتخبة”،على النقيض من ذلك لم تتم دعوة بريطانيا من بشار الأسد أو من المتمردين، والقوى الدولية التي أشعلت الصراع لا يمكن اعتبارهم دعاة شرعيون.
- دعنا نفرض جدلا أن جيش الأشباح المكون من 70.000 هزم تنظيم الدولة واستولى على” الرقة” فإنه سيكون من الصعب الإفتراض أن قوات الأسد وروسيا لن تقصف “المتمردن المعتدلين”، وفي حال حدوث ذلك هل بريطانيا مستعدة للدفاع عن قوات المعارضة ضد الأسد والروس.
- هل تحولت ايران وحزب الله والأسد الآن إلى حلفاء غير معلنين لبريطانيا على أساس أهون الشرين لذا يجب من جعل سنوات الخطاب العدوانية للحكومات البربطانية المتعاقبة مجرد تشدق بكلام لا طائل منه.
- وفقا لما ذكره عضو البرلمان “ديفيد ديفيس” فإن تمجيد “ديفيد كاميرون لصواريخ”بريمستون” كعامل حسم في المعركة ضد التنظيم مبني على تقارير استخباراتية قديمة منذ التدخل في ليبيا عام 2011.
- الضربات الجوية البريطانية لن تحقق الأمان في بريطانيا، وستزيد فقط من انضمام أفراد جدد للتنظيم.
- إذا كانت محاربة الإستبداد والقمع هما الباعث الأخلاقي لقصق تنظيم الدولة فإين كانت هذه المبادئ في مواجهة قمع حسني مبارك في السابق والأن أين هذه المبادئ في مواجهة السيسي والممالك الخليجية وبنيامين نتنياهو،وهذا التطبيق الإنتقائي للقيم في شكل تدخل عسكري هو نفاق، والنفاق يشعل المظالم والمظالم تؤدي إلى المشاكل
وفي النهاية القنابل لا تنهي الحروب لقد قادت الولايات المتحدة التحالف وقصفت أفغانستان والعراق لعقد من الزمان والآن طالبان تحافظ على وجود قوي في أفغانستان، ومازال العراق غارق في الفوضى.