أعلنت وزارة الاقتصاد التركية، أنها تعمل بسرعة لتقييم الأضرار التي لحقت بالقطاعات التصديرية لروسيا، ومنها قطاع المواد الغذائية، وصادرات المنتجات الزراعية والحلويات والنسيج والجلود.
وذكرت صحيفة “العربي الجديد”، أن وزير الاقتصاد التركي، مصطفى إليتاش، قال -في بيان صدر أمس الأحد- إن المسؤولين في الوزارة سيعقدون اجتماعًا عاجلًا مع أعضاء قيادة مجلس الصادرات التركي لمناقشة الأمر والعمل على إيجاد الحلول لتلافي الخسائر.
وتأتي هذه التحركات عقب الأزمة التي شهدتها العلاقات التركية الروسية، إثر قيام أنقرة بإسقاط مقاتلة روسية اخترقت الأجواء التركية، وما تلاها من حرب اقتصادية شنتها موسكو على أنقرة، بعد توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومًا بفرض هذه العقوبات.
وتعمل الحكومة التركية على مجموعة من الإجراءات والقرارات، للرد على القرارات الروسية، وحتى الآن ستشمل هذه الإجراءات، منع دخول الشاحنات والحاويات القادمة من روسيا باتجاه البوابات الحدودية والموانئ التركية، كما سيشمل ذلك جميع الواردات الروسية التي ستتعرض لتدقيق شديد، بما في ذلك الواردات غير الروسية والقادمة عبر روسيا.
ووردت أنباء عن أن أنقرة تدرس منع رجال الأعمال الروس من دخول تركيا، ما لم يمتلكوا تذكرة طيران للعودة، وحجزًا فندقيًا يتناسب مع موعد العودة، إضافة إلى اتخاذ تدابير فيما يخص الطائرات المدنية، حيث سيتم التضييق على الطائرات الروسية خلال عبورها المطارات التركية، بما يعد ضربة إضافية لهذا القطاع، بعد أن قامت السلطات الأوكرانية بمنع الطيران الروسي من عبور أجوائها، إضافة إلى ذلك، سيتم وضع خطط لمواجهة أي تصعيد أكبر من الجانب الروسي.
وقالت مصادر اقتصادية تركية، إن قطاع السياحة التركية هو الأكثر تأثرًا نتيجة الإجراءات الروسية الأخيرة، بسبب خسارة القطاع ما يقارب أربعة ملايين سائح روسي كان من المتوقع قدومهم إلى السواحل التركية خلال العام المقبل، الأمر الذي أكده باشاران أولوسوي، رئيس اتحاد وكالات السياحة التركية.
وقال أولوسوي إن “التدابير التي تم اتخاذها من قبل روسيا كانت شديدة جدًا، وستؤثر بشكل كبير على قطاع السياحة في مدينة أنطاليا التركية، لذلك نحن بحاجة إلى مساندة من الدولة التركية، حيث إن خسائرنا المتوقعة ستكون نحو 3.5 مليارات دولار على أقل تقدير”، غير أن فكري أوزتورك، رئيس شركات أوزتورك، التي تعتبر من أكبر الشركات العاملة في القطاع السياحي في مدينة أنطاليا، قلل من أهمية هذه العقوبات.
وأكد أن “قطاع السياحة في المدينة في فصل الشتاء يعتمد بشكل أساسي على السائحين الألمان، أما السائحون الروس فيأتون في فصل الصيف، ما يمنحنا المزيد من الوقت لتجنب الخسائر، فإن لم يأت الروس سيأتي غيرهم”.
وشدد مصطفى توركمان أوغلو، رئيس اتحاد مصدري الفواكه والخضروات في منطقة بحر إيجة التركية، على أن تلافي الخسائر التي سيتكبدها القطاع جراء توقف صادراته إلى روسيا، يفرض على المصدرين أن يخفضوا أسعار منتجاتهم، وذلك لفتح أسواق جديدة.
وكانت روسيا قد أصدرت عدة قرارات وصفتها بـ”العقابية” على خلفية قيام تركيا بإسقاط مقاتلة روسية على حدودها مع سوريا قالت إنها اخترقت المجال الجوي التركي، وهو مانفته روسيا واعتبرته طعنة في الظهر.