شهدت مدينة الأقصر هدوءا حذرا عقب انتهاء مراسم العزاء في المواطن الذي لقي حتفه في قسم الشرطة الأسبوع الماضي، الأمر الذي تلاه انتشار جرافيتي “هي فوضى” “ومفيش حاتم بيتحاكم” في شوارع الأقصر، تنديدا بوفاة المواطن طلعت شبيب الذي لقي مصرعه داخل قسم شرطة الأقصر بعد ساعة من ضبطه.
وجاء بالجرافيتي عدة عبارات منها “مفيش حاتم بيتحاكم”، وهو شعار يرمز إلى الفيلم الشهير “هي فوضى” الذي جسد بطولته الفنان الراحل خالد صالح، في دور حاتم أمين الشرطة الذي يقوم بالعديد من التجاوزات والخروج عن القانون دون محاسبة، حيث تنبأ الفيلم بثورة على رجال الشرطة بسبب تعذيبهم المواطنين وحبسهم للبعض دون إذن نيابة أو سبب معروف.
وقام مجموعة من أصدقاء المتوفى بتدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك باسم “طلعت شبيب”، تدعو لتظاهرة يوم الجمعة القادم بجميع ميادين مصر، للتعبير عن الغضب الشعبي مما سموه “انتهاكات الشرطة”.
وأفادت مصادر صحفية بأنه بعد انتهاء مراسم العزاء في منطقة العوامية على الأطراف الجنوبية للمدينة دون مزيد من احتجاجات الأهالي فإنه يستبعد التوجه نحو الأخذ بالثأر بعدما وعدت السلطات بمحاسبة المسؤولين عن وفاة طلعت شبيب الرشيدي (46 عاما) في قسم الشرطة وتقديم الجناة إلى المحاكمة.
وقدم محافظ الأقصر محمد سيد بدر واجب العزاء بمنطقة العوامية، متعهدا بأنه “لن يفلت أحد من المقصرين أو المتسببين في الحادث من العقاب أيا كانت وظيفته أو رتبته”، بالإضافة إلى قيام مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد العوامية، اللواء عادل عبد العظيم بتأدية واجب العزاء باسم الوزارة.
وأجرت شبكة “رصد” حوارا مع بعض المواطنين في الأقصر حول الحادث، حيث تقول إحد جارات المجني عليه، وتدعى صباح الجعيدي إدارية بمدرسة العوامية بنات: “طلعت كان راجل محترم يعرف حق جيرانه، وكنا نلاقيه في أي وقت خادم لأبناء بلدته”.
وقال يوسف الرشيدي ابن عم المجني عليه وزوج شقيقته: “طلعت كان نعم الرجل، ولا نريد الآن إلا حقه، وقاتله لا بد أن يُقدّم للمحاكمة، وثبت من معاينتنا للجثة أن بها إصابات متعددة”، متسائلا: “هل يعقل أن يذهب للقسم ويخرج منه بعد نصف ساعة جثة هامدة؟”.
وقال بيان رسمي لوزارة الداخلية اليوم إنه لا تهاون مع أي تجاوزات فردية تقع من بعض رجال الشرطة، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن طبيعة العمل الوطني الذي يقوم به رجال الشرطة، متابعا: “العقيدة الراسخة في وجدانهم هي التضحية بالغالي والنفيس دفاعا عن أمن الوطن والمواطنين، والالتزام باحترام نصوص وروح القانون في كل المهام الموكلة لهم، والمحافظة على الكرامة الإنسانية واحترام القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وفقاً للدستور والقانون”.
وأشار البيان الصادر عن وزارة الداخلية إلى أنها لن تسمح لبعض التصرفات والأفعال الفردية بأن تنال من التاريخ العريض للشرطة المصرية في العمل الوطني، وتضحيات رجالها في مواجهة الإرهاب والذين قدموا وما زالوا في سبيل القضاء عليه الآلاف من المصابين والمئات من الشهداء جادوا بدمائهم الذكية حتى يأمن الجميع.