أثارت مبادرة حركة شباب 6 أبريل التي طرحتها للخروج من الأزمة الراهنة العديد من ردود الأفعال، فقد فشلت دعوة “6 أبريل” للحوار بمجرد إعلانها؛ بسبب الخلاف حول رحيل عبد الفتاح السيسي وعودة الرئيس محمد مرسي.
مبادرة 6 أبريل
ودعت حركة شباب 6 أبريل إلى حوار وطني بين من وصفتها بالأطراف المتنازعة في مصر، قبل حلول الذكرى الخامسة لثورة يناير، على أن يكون السيسي ونظامه جزءًا منه، وهو ما رفضته جماعة الإخوان المسلمين بشكل قاطع.
وتضمنت المبادرة إعادة ترسيم العلاقات المدنية العسكرية، واختيار حكومة تكنوقراط تتولى انتشال البلاد من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة ووضع ميثاق شرف إعلامي.
رفض الإخوان
ومن جانبه وصف الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، المبادرة بالغامضة ولم تشرح موقفها المبدئي من الانقلاب العسكري وكل جرائمه في حق شعب مصر، على حد وصفه.
وشدد حشمت في تصريح خاص لشبكة “رصد” علي ضرورة ألا يكون السيسي طرفًا في أي حل سياسي، وأن يكون الحوار على قاعدة رفض الانقلاب العسكري.
وأكد حشمت ضرورة احترام الاستحقاقات الانتخابية للشعب المصري قبل الانقلاب العسكري، والقصاص ممن قتل المصريين منذ ثورة يناير وحتى الآن، مشيرًا إلى أنه يجب ابتعاد القوات المسلحة عن العمل السياسي.
وطالب حشمت العائدين إلى صفوف الثوار بالاعتراف بخطئهم والعودة إلى صفوف الثوار مرة أخرى لإسقاط الانقلاب، وعدم وضع شروط لفعل ذلك.
6 أبريل تهاجم الجماعة
وفي المقابل شنت حركة 6 أبريل هجومًا على جماعة الإخوان المسلمين بعد ردها على المبادرة.
وأكد محمد نبيل، عضو المكتب السياسي للحركة، أن هجوم الإخوان على “6 أبريل” بعد طرح مبادرتها يؤكد أن الجماعة لا تضع مصلحة الوطن نصب عينيها، وتقدم عليها مصلحة التنظيم، مطالبًا جميع الأطراف بالتناول حتى يبدأ الحوار.
وتابع نبيل، في تصريحات صحفية، بأن المبادرة تم توجيهها إلى كل الأطراف، بما فيها النظام الحاكم والإخوان، موضحًا أن السيسي هو جزء من المشكلة، ولا بد من تواجده في الحوار حتى تنتهي الأزمة قبل انفجار الوضع.
وأضاف أن الحركة فضلت أن تخرج المبادرة عامة ومعلنة أمام الجميع بعيدًا عن الحوارات في الغرف المغلقة، مشيرًا إلى أن “6 أبريل” ستتواصل مع جميع القوى السياسية المدنية والإسلامية بعيدًا عن الإخوان والنظام الحاكم؛ لطرح المبادرة عليهم في حالة رفضهما المشاركة.
استبعاد المصالحة في الوقت الحالي
وحول إمكانية التقارب بين جماعة الإخوان المسلمين وحركة 6 أبريل قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الخلاف بين جماعة الإخوان المسلمين وحركة 6 أبريل كبير، رغم موقهم الواحد في معارضة النظام الحالي، مشيرًا إلى أن حركة 6 أبريل ليس لديها أيديولوجية محددة وبها الكثير من شباب التيارات السياسية المختلفة، على عكس جماعة الإخوان المسلمين الذين لديهم أيديولوجية محددة.
وأكد نافعة في تصريح خاص لـ”رصد” أنه لم يستغرب موقف الجماعة من الهجوم على حركة 6 أبريل بعد طرحها للمبادرة، مؤكدًا استبعاده لأي حوار بين الإخوان وبين الأحزاب المدنية حتى المعارضة منها؛ نظرًا للخط الذي تقوم به الجماعة.
وأكد نافعة أن أي مصالحة في الوقت الحابي تطالب أن يتقدم كل طرف بخطوته وليس مبادرات من قوى سياسية.
بيان عجوز من الشباب
وانتقد الصحفي وائل قنديل بيان “6 أبريل”، مؤكدًا أنه لا يمت بصلة إلى تلك الروح الوثّابة والتحدي للمستحيل التي ميزت الحركة منذ تألقها عام 2008، تيارًا شبابيًا ثائرًا على استبداد زمن حسني مبارك وفساده.
وأضاف قنديل، في مقال كتبه يوم السبت في صحيفة “العربي الجديد”، أن البيان تبدو لغته أقرب إلى أدبيات ومقولات “دولة العواجيز”، تلك التي أسست “6 أبريل” مشروعها السياسي الشاب والديناميكي ضد بقائها.
كما شددت مها عزام، رئيسة “المجلس الثوري المصري”، عبر “فيسبوك”، على أن أي دعوات للاصطفاف الوطني يجب أن تحافظ على مبادئ الثورة ومكتسباتها، وألا تنتقص من الشرعية وإرادة الناس.