شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

4 فوارق كاشفة بين تعامل مصر وقطر مع الأمطار

4 فوارق كاشفة بين تعامل مصر وقطر مع الأمطار
شهدت مصر وقطر، هطول أمطار وسيول كبيرة، أحدثت حالة من الشلل المروري فى البلدين، على وقع غرق الشوارع بمياه السيول، وهو الواقع الذي حاول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من خلاله المقارنة بين تعامل الدولتين ووسائل الإعلام مع الأزمة

شهدت مصر وقطر، هطول أمطار وسيول كبيرة، أحدثت حالة من الشلل المروري في البلدين، على وقع غرق الشوارع بمياه السيول، وهو الواقع الذي حاول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من خلاله المقارنة بين تعامل الدولتين ووسائل الإعلام مع الحدث والقرارات التي ترتبط بتلك الأزمة.

محاسبة المتسببين في الغرق

في الدوحة، وجَّه رئيس الوزراء وزير الداخلية، الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثانٍ، بالتحقيق مع جهات وشركات منفذة لمشروعات إنشائية كبرى، بعد أن كشفت عيوبها أمطار غزيرة شهدتها البلاد أدَّت إلى تعطيل وإعاقة حركة السير، وأضرَّت ببعض المنشآت الحيوية.

وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا”، “بتوجيهات رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، تقرَّر إحالة جميع الجهات المعنية والشركات المنفذة للمشروعات التي كشفت عيوبها الأمطار والأحوال الجوية التي تتعرض لها البلاد حاليًّا إلى التحقيق ومن ثمَّ إلى النيابة العامة”.

وأفاد مكتب الاتصال الحكومي، أنَّه تقرَّر إحالة خمس شركات حتى الآن إلى التحقيق، وسوف تتم محاسبة الجهات المسؤولة عن التقصير أو الإهمال سواءً أكانت حكومية أو خاصة، فيما لم تفصح الوكالة أو مكتب الاتصال الحكومي عن أسماء الجهات والشركات التي تقرر إحالتها للتحقيق.

بينما بدا المشهد مغايرًا في مصر؛ حيث أسفر غرق محافظة الإسكندرية عن إقالة المحافظ هاني المسيري، وهو المدني الوحيد في دولاب عمل المحافظة، في حين لم يتم التحقيق فعليًا مع رؤساء الأحياء الذين ينتمي معظمهم للجيش، هو ما استدعى تكرار المأساة من جديد وبعد أيام قلائل دون أن يجد النظام كبش فداء جديدًا للإطاحة به.

واتهم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في وقتها، رؤساء الأحياء بالتسبب في الأزمة دون التحقيق معهم، وأكد سياسيون وخبراء على ضرورة إقالة المتسببين في هذه الواقعة، ولكن لم يتم تنفيذ طلباتهم.

وقال أشرف عبدالمنعم، موظف في إدارة المرور بشرق الإسكندرية، إن ناطحات السحاب التي غزت الإسكندرية من مشرقها إلى مغربها أتت على كاهل البنية الأساسية للمدينة، فلم تعد شبكة الصرف الصحي تستطيع أن تخدم أضعاف أضعاف حجمها.

وكشف عبدالمنعم، أن الطرق والاتصالات وشبكة المياه لم تعد تستطيع الوفاء بقدراتها، بعدما خارت قواها بين الارتفاعات المرعبة تلك، مضيفًا “أتمنى أن يحساب  كل مسؤول لا يستطيع الوفاء بالتزامات محلياته، ويقدم للتحقيق وللمحاكمة ويدخل السجن مش يدخل يسرق ويطلع يكمل حياته في بورتو مارينا وشرم الشيخ”.

أعداد الضحايا

شهدت مصر، خلال نحو أسبوعين، سقوط 36 قتيلًا في 5 محافظات، وانهيار 41 عقارًا، وغرق آلاف الأفدنة الزراعية، وتهدمًا بديرٍ أثري شهير، وفقد آلاف من الثروة الحيوانية والداجنة من جراء سقوط الأمطار الغزيرة، بصورة غير مسبوقة، بينما لم تشهد دولة قطر سقوط أي ضحايا أو إصابات.

وتعرض دير الأنبا بيشوي الأثري البارز بوادي النطرون -أشهر المزارات المسيحية- لانهيارات لأسواره الداخلية، وغرق أماكن العبادة داخله بالمياه، وزاره محافظ البحيرة محمد سلطان والبابا تواضرس بابا الكنيسة المصرية، كما تسببت الأمطار الغزيرة في نفوق 275 رأس ماشية، و7 آلاف كتكوت، بمزرعتين بوادي النطرون، وتلف 40 طن أسمدة، في مركز أبو المطامير.

سحب المياه من الشوارع

تسبب تأخر الحكومة المصرية في سحب المياه من الشوارع، في تدمير عشرات المنازل وانقطاع الكهرباء لفترة طويلة، وغلق ترعتي النوبارية والمحمودية، لتتوقف تغذية محافظة الإسكندرية بمياه الشرب؛ وذلك بعد ارتفاع منسوب الترعتين بفعل الأمطار الغزيرة.

وفي دولة قطر، أكد مديرو إدارات الخدمات في البلديات، نجاح جهود سحب تجمعات مياه الأمطار بمختلف مناطق الدولة، مؤكدين أن نسب مياه الأمطار كانت عالية جدًا، خاصة بالعاصمة الدوحة ومدينة الريان.

وأضافوا أنه تم استنفار جميع فرق طوارئ الأمطار ووجهت كل السيارات والآليات وماكينات الشفط لسحب تجمعات المياه، خاصة من الشوارع والميادين الرئيسية، وأمام المدارس والمنشآت الحيوية، وذلك لتسهيل الحركة المرورية.

وأشاروا إلى أن مكاتب خدمة العملاء استقبلت العشرات من اتصالات وبلاغات الجمهور على الأرقام المخصصة لطوارئ الأمطار، والتي جاء معظمها من الدوحة والريان، وذلك على مدار الساعة، منوهين إلى أنه تم التنسيق بين جميع الجهات المعنية في البلديات والجهات الأخرى خارج وزارة البلدية والتخطيط العمراني، وعلى رأسها هيئة الأشغال العامة “أشغال” ومؤسسة “كهرماء” والإدارة العامة للمرور.

التعامل الإعلامي

الإعلامي زين العابدين توفيق، المذيع بقناة “الجزيرة”، كتب عددًا من الملاحظات على الأمطار في قطر؛ حيث أوضح أن أول من كتب عن أن المطر كشف حجم الفساد هو عبدالله العذبة، رئيس تحرير “العرب” القطرية، بعدما صور القطريون ما حدث ووضعوه على السوشيال ميديا.

وأوضح توفيق -في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- أن الدولة لم تتهم أحدًا بالخيانة وفضح البلد، ولم تغلق السوشيال ميديا ولم تعتقل أيًا ممن صرح بسخطه من حجم الفساد.

وأشار الإعلامي المصري إلى أن الدولة أحالت كل من هو مسؤول عن هذه المرافق، والشركات التي شيدتها للتحقيق.

وشدد على أنه “على الرغم من كثرة الأمطار التي هطلت، لم يستغرق الأمر سوى ساعات قليلة، وعادت الحياة لشبه طبيعتها في أغلب المناطق بسبب التدخل السريع من كل أجهزة الدولة، ودي مش جميلة، ده واجبها لمواطنيها وكل مقيم على أراضيها”.

وأكد توفيق أن قناة “الجزيرة” نشرت الخبر، على عكس ادعاءات الإعلام المصري، مضيفًا “أنا كتبت عنه أمس، قبل ما ينشر أي حاجة في أي وسيلة إعلام ولسه عايش”.

واختتم زين العابدين تدوينته، قائلًا: “مش صعب أبدًا أن يكون عندنا دول محترمة وحكومات محترمة، مش بتخاف من ضلها ولا تحسب كل صيحة عليها، طالما فيها اعتراف بالأخطاء ومحاولات جادة لمواجهتها”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023