منذ أحدث 30 يونيو 2013، والدولة الجديدة تشهد العديد من الصراعات بين أجنحتها المختلفة، سواء بين رجال الأعمال ورجال الدولة أو بين العسكريين ورجال الأعمال، أو الإعلاميين أو رجال الشرطة الذين في الخدمة أو خرجوا منها، كما لم يسلم القضاة والإعلاميون من تلك الصراعات التي تبرز أحيانا وتحتفي أحيانا أخرى.
ونستعرض في هذا التقرير بعضا من تلك الصراعات..
صلاح وعمرو.. أحدث حلقات صراع الإعلاميين
لجأ بعض الإعلاميين إلى برامج “التوك شو” لتكون ساحة لتبادل الشتائم والعراك في بعض الأحيان، والاتهامات المتبادلة واتهامات وشتائم بين الإعلاميين في ما بينهم.
أحدث الصراعات كانت، معركة خالد صلاح وعمرو أديب، التي اشتعلت بعد مهاجمة الأخير للأول أمس الثلاثاء.
وقد وقعت مشادة كلامية بين “أديب” و”صلاح” في برنامج القاهرة اليوم الذي يقدمه الأول على فضائية اليوم، بسبب انتقاد “صلاح” لتعامل الأمن في حادث استشهاد قضاة العريش أمس، وهاجم أديب “صلاح”، بسبب انتقاد الأخير الشرطة، وتدخل ضياء رشوان، نقيب الصحفيين السابق، وخرج بفاصل بعد زيادة حدة الهجوم بين الطرفين.
وذكرت صحيفة اليوم السابع التي يرأس تحريرها خالد صلاح، أن هجوم عمرو أديب سببه دين لليوم السابع قدره 750 ألف جنيه منذ 3 سنوات.
وقالت الصحيفة في بيان نشرته بموقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء: “ما فعله أديب يتعدى قواعد الذوق والأدب وحدود الأخلاق في التعامل بين الزملاء في مهنة واحدة”.
وأضافت: “العبارات التي استخدمها أديب مع خالد صلاح ومقاطعته لحديث صلاح أكثر من مرة تكشف أن الأمر ليس لخلاف على قضية وطنية تحمل وجهات نظر ولكن لخلاف شخصي تام، والسبب فى هجوم عمرو أديب على خالد صلاح هو أن مؤسسة اليوم السابع تدين عمرو أديب بمبلغ يقارب 750 ألف جنيه منذ 3 سنوات كاملة، وهي قيمة عقد ماطل عمرو أديب فى تنفيذه طوال هذه السنوات ورفض سداد المديونية المستحقة لـ”اليوم السابع” رغم المطالبات الودية والشفوية من اليوم السابع لعمرو أديب بإعادة المبلغ أكثر من مرة، آخرها قبل أسابيع قليلة”.
يوسف الحسيني يهاجم أحمد موسى
وشن مقدم البرامج يوسف الحسيني، هجوماً حاداً ضد زميله أحمد موسى المقرب من جهاز الأمن الوطني، بعد تكرار الأخير الإساءة للمشاركين في ثورة 25 يناير، ووصفه لهم بالعملاء، وزادت حدتها عقب المداخلة الهاتفية للرئيس المخلوع حسني مبارك، بعد حصوله على البراءة في قضية القرن.
وقال “الحسيني” معلقا على المداخلة الهاتفية لمبارك: “لم أتوقع هذه البجاحة وهذا السفور ممن تحدثوا لحسني مبارك وهنأوه على براءته”.
ورد أحمد موسى، على هجوم يوسف الحسيني: “إنت آخر واحد يتحدث عن الوطنية ومبارك رئيس مصر غصب عنك أنت وأمثالك”.
وأضاف معلقا على هجوم “الحسيني”: “بعض من يهاجمونني لو قلت كلمتين عليهم وكشفتهم أمام الرأي العام لن يظهروا مرة أخرى أمام الإعلام، لأن كثير منهم “متعلم” عليهم والدولة تعرفهم جيدا”، مضيفا أن لديه الكثير من الأعداء سواء من الذين يشعرون بالغيرة منه أو أعداء الوطن من الإخوان المسلمين أو 6 إبريل.
تامر أمين يهاجم “الإبراشي”
وأعرب تامر أمين، عن رفضه لاخيتار الإبراشي سفيرا للنوايا الحسنة، وقال خلال برنامجه السابق “من الآخر” على فضائية “روتانا مصرية” مساء الإثنين: “لما منظمة تابعة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تختار وائل الإبراشي سفيرًا للنوايا الحسنة يبقى لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.
كان “أمين” أنهى مقدمة برنامجه بعرض مجموعة من الأخبار التي وصفها بأنها تخالف المنطق ولن يعلق عليها سوى بقوله: “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”، وذكر منها أنباء ترشح أحمد عز للبرلمان ومقتل شخص بأسيوط بسبب عضة كلب، وأنهاها بخبر اختيار الإبراشي سفيرًا للأمم المتحدة.
مدحت شلبي وريهام
انتقد الكابتن مدحت شلبي، مقدم برنامج “مساء الأنوار”، الإعلامية ريهام سعيد بسبب حلقة “فتيات الجن” التي قدمتها في برنامجها “صبايا الخير”، واصفاً إياها بـ”الحقارة الإعلامية”.
وقال: “أقسم بالله ولا أزايد على أحد أنا لما شفت البنات وهما بيتلووا على الأرض والملايين بيتفرجوا عليهم اتوجعت عليهم كما لو كانوا بناتي”، مضيفاً: “الأنثى لها حرمة ومايصحش إنها تتشاف في أوضاع وإذا اتشافت في أي أوضاع في ظروف خاصة ماتحطش أمام الملايين”.
ووجه شلبي رسالة لوالد الفتيات قائلاً: “أنا زعلان منك يا أب أن أنت عرضت بناتك بهذا الشكل على الملايين وسمحت للشباب من جيرانك تمتلأ بهم جنبات بيتك البسيط ويفضلوا يمسكوا في بناتك ليه كده”.
وعن اتهام الإعلاميين ريهام سعيد بـ”فبركة” حلقة “فتيات المس الشيطاني” من خلال ظهور طفل كان قد ظهر معها من قبل على أنه تائه من أسرته، قالت ريهام سعيد، إن “إعلاميا كبيرا” عرض على أهل الطفل، مبلغ 10 آلاف جنيه للظهور معه في برنامجه وادعاء كذبها، ووجهت لذلك الإعلامي كلمة قائلة: “أنت أصلك واطي”.
صراع تحالف 30 يونيو
ونشبت خلال الأيام الماضية صراعات بين قائمة “في حب مصر” والتحالف الجمهوري، بعد البلاغ الذي قالت المستشارة تهاني الجبالي فيه، الإثنين الماضي إنها ستتقدم به للنائب العام، ضد كل من اللواء سامح سيف اليزل والصحفي أسامة هيكل القياديين بالقائمة.
وترجع الأزمة إلى ما قبل بدء العملية الانتخابية برمتها، وإن كان قد وصلت إلى ذروتها قبل تقديم البلاغ، حين تم تسريب أو بالأدق إعادة نشر وثيقة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قيل إنها توكيل رسمي من سوزان مبارك قرينة الرئيس المخلوع حسني مبارك للمستشارة تهاني الجبالي مؤسس قائمة التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية، كتوكيل عام في القضايا كمحامية منذ عام 2001 قبل تعيينها كقاضية في المحكمة الدستورية العليا، في تلميح إلى أن سوزان هي من عينت “الجبالي” في الدستورية العليا.
ومن جانبها نفت “الجبالي” صحة هذه الوثيقة، وتبرأت كالعادة مما يتردد عن علاقتها بزوجة المخلوع مبارك، مؤكدة أن موضوع تداول وثيقة -وصفتها بالمزورة- كان من أيام الإخوان وقبل 3 سنوات من الآن، بهدف تشويه صورتها.
” شروط تهاني للانضمام للقائمة”
كانت معركة نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا مع قائمة “في حب مصر”، قد بدأت منذ تشكيل القائمة نفسها، حيث أكد الكاتب الصحفي مصطفى بكري في تصريحات إعلامية أنه زار المستشارة، وعرض عليها الانضمام للقائمة، وقتما كان اللواء سامح سيف اليزل يقوم بتشكيلها، بوصفه المقرر العام.
ولكن “الجبالي” قرأت الأسماء التي كانت معها في نفس الكشف، ثم قامت بشطب 33 اسما من إجمالي 40 شخصية، واشترطت استبعاد هذه الأسماء لكي تقبل بالانضمام إليها، وهو ما رفضه القائمون على “حب مصر”.
تضم فلولا ورجال أعمال وتستخدم المال السياسي
وكشفت المستشارة تهاني، عن سر رفضها الانضمام إلى القائمة، حيث قالت في تصريحات إعلامية إن تلك القائمة ممولة من رجال أعمال محسوبين على نظام مبارك، وتضم شخصيات من الفلول ومستخدمي المال السياسي.
ورغم أن اللواء “سيف اليزل” رفض الرد على هذه الاتهامات، واكتفى بقوله بأن المستشارة تهاني صديقة عزيزة وأخت فاضلة، ولكن “الجبالي” استمرت في كيل الاتهامات لقائمة “في حب مصر”، حيث خرج الفريق حسام خير الله القيادي بالتحالف الجمهوري، ليتهم قائمة “اليزل” بأنها مدعومة من الدولة، وأن أحد المؤتمرات الانتخابية التي كان التحالف بصدد الإعداد لها قد تم إحباطه بسبب تدخلات أمنية لصالح قائمة اليزل.
بلاغ للنائب العام بتهمة التحالف مع الإخوان
وخلال اليوم الثاني من التصويت بالمرحلة الثانية، حولت المستشارة تهاني الصراع إلى منعطف شديد الخطورة، حيث اتهمت خلال مؤتمر صحفي لها اليوم، قائمة “في حب مصر” بعقد صفقات مع جماعة الإخوان، لافتة إلى أنها ستتقدم ببلاغات للنائب العام بذلك، بينما أكدت قائمة “في حب مصر” أنها سترد بالقانون.
وقالت “الجبالي” خلال كلمتها بالمؤتمر، إن اللواء سامح سيف اليزل، المقرر العام لقائمة في حب مصر، اجتمع مع قيادات إخوانية في الخارج وتحالف مع تنظيم الإخوان للحصول على أصواتهم، واصفة ذلك بالاختراق للأمن القومي المصري، لافتة إلى أنها ستتقدم بهذه الوقائع في بلاغ إلى النائب العام.
وأوضحت أن قيادات قائمة في حب مصر اجتمعت مع ممول الإخوان في الكويت وهذا يعتبر اختراقًا للأمن القومي المصري، مشيرة إلى أن المشهد الانتخابي ظرف مؤقت ولا يتجاوز أبدًا ليصل لفكرة الخيانة العظمى كما يحدث على حد وصفها.
وتابعت: “هناك صفقة وتواطؤ بين في حب مصر والإخوان والولايات المتحدة الأمريكية، لإعادة جماعة الإخوان للحياة السياسية”.
وقال “خير الله”، إن وصول رجال الأعمال للبرلمان سيعيد مصر اقتصاديا 20 عاما للخلف، مهاجما قائمة “في حب مصر” بقوله: “إن اسمها الصحيح هو “في حب الكرسي”، مؤكدا أنه بعد دخول أعضائها البرلمان سيسعون لتنفيذ أجندة خاصة.
وأضاف “خير الله”، خلال المؤتمر الجماهيري للقائمة بحلوان، الجمعة قبل الماضية، أن فساد رأس المال أثر بصورة سلبية على المصريين، مدللا بذلك على أزمة الحديد التي تسبب فيها رجل الأعمال والقيادي بالحزب الوطني المنحل أحمد عز، خلال فترة حكم المخلوع حسني مبارك، وتسببت في ارتفاع أسعار الإسكان، مضيفا: “لو سيطر رأس المال على البرلمان هتحصل كارثة في مصر”.
من جهته هاجم أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق والمرشح عن قائمة “في حب مصر”، الفريق حسام خير الله منسق قائمة التحالف الجمهوري، قائلا: “منح نفسه رتبة الفريق بينما رتبته الأخيرة قبل التقاعد كانت لواء”، مضيفا: “اللي هيكذب في الصغيرة هيكذب في الكبيرة”.
وعلق اللواء سامح سيف اليزل المقرر العام لقائمة “في حب مصر”، على هجوم الفريق حسام خير الله القيادي بالتحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية عليه، قائلا: “الدعاية الانتخابية لها سقف حتى في حالات الخلاف بين المتنافسين، لأن الرجولة والأخلاق تستوجبان ذلك”.