تُعد أزمة المرور بسوهاج ومدنها واحدة من أعقد الأزمات التي تعاني منها المحافظة، حيث عجزت جميع الحكومات السابقة والحالية والمحافظين عن النهوض بالبنية التحتية للمحافظة وإيجاد مخرج وحل جذري لهذه الأزمة التي تتكرر بشكل يومي والتي تتسبب بإحداث فوضى عارمة وتكدس شديد للشوارع الرئيسية والفرعية بالمدينة وضواحيها، فخريطة وتخطيط ومساحات الطرق والشوارع بالمدينة قديمة وضيقة جدا ولا تتناسب مع زيادة التعداد السكاني أو زيادة عدد المركبات بمختلف أحجامها.
وما يزيد الأزمة هو استمرار إغلاق عدد من الشوارع الرئيسية للمدينة أمام المنشآت والأقسام الشرطية والعسكرية والمنشآت الحكومية الحيوية الأخرى خاصة في شوارع مجمع المحاكم وأمام قِسم ثاني سوهاج والنصر والمحطّة ومنطقة الزهراء وميدان العارف وشارع قِسم أول سوهاج بجوار مدرسة الإعدادية القديمة وحارات حي القيسارية.
قامت الأجهزة الأمنية بغلق هذه الشوارع ووضع الحواجز الحديدية والأسمنتية وترك حارة واحدة للمرور في بعض الشوارع، ولم تستطع الشوارع الجانبية تحمل الضغط المروري الشديد نظراً لضيقها وكثرة تقاطعاتِها وكثرة إشغالات الباعة الجائلين والتُجّار بها.
وزاد من تفاقم الأزمة أيضا إغلاق طريق كورنيش النيل الغربي واقتصر على مرور بعض المركبات لاتجاه واحد فقط، نظرا لأعمال الصيانة والتوسعة التي بدأت منذ يوليو الماضي واتساع نطاق أعمال الحفر بشكل كبير بطريق المدينة الطبية التي تضم مستشفى اليوم الواحد ووحدة الجهاز الهضمي ومعهد الأورام ومستشفى سرطان الأطفال مرورا بالمستشفى العسكري، وأسهمت بتعطيل حركة وسير المواطنين القاطنين بالمدينة الطبية وأصحاب العلاج الذين يذهبون للمستشفيات يوميا.
وما زالت مزلقانات السكك الحديدية عائقا وسببا رئيسا من أسباب أزمة المرور في ظل غياب أجهزة المحافظة وفشل القائمين عليها وعلى رأسهم المحافظ الذي اتهمه الأهالي باهتمامه بالشو الإعلامي والتصريحات الرنانة فقط.
وأوضح عمرو ممدوح، صيدلي: “المحافظ دائما ما يهتم بالشو الإعلامي”، مشيرا إلى اهتمامه باصطحاب المصورين وموظفي العلاقات العامة العاملين بديوان المحافظة أينما ذهب، وهو للأسف لا يهتم بالحلول الجذرية للمشكلات العويصة بالمحافظة، فقط يتعامل بالحلول المؤقتة والمسكنة.
وأضاف محمد عبد الخالق، مهندس مدني: “سوهاج من أكثر المحافظات التي تعاني من سوء وتدهور حالة الطرق والشوارع في أغلب مناطقها، بسبب ضيق عرضها ومساحتها مع وجود سيارات النقل الثقيل والأوتوبيسات التابعة للمصالح الحكومية، ومما وزاد العملية تعقيدا وجود الباعة الجائلين ووقوف المركبات ووضع صناديق القمامة بعرض الشوارع، بالإضافة إلى آثار التكسير والحفر في الشوارع الناجم عن توصيل الغاز الطبيعي وعدم إصلاحها، وألمح إلى احتمالية تعديل وإصلاح كل هذه الأوضاع عند اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية القادمة أو محاولة استغلال بعض أعضاء مجلس الشعب لتلك الأوضاع وإتمام تنفيذها على وجه السرعة من أجل تحسين صورتهم”.
