قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي إ ما وصلت إليه العلاقات المصرية السودانية، لابد ألا يشعرنا بالصدمة فحسب، ولكنه يشعرنا بالحزن والخزي أيضا.
وقال هويدي في مقال له نشرته صحيفة عربي 21:”حين تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي في السودان عبارة “مصر ليست أخت بلادي”، وحين يذهب البعض هناك إلى حد إطلاق حملة “لا تسافر إلى مصر”، وحين يعلق آخرون من أصحاب المحال التجارية في الخرطوم لافتات كتب عليها عبارة “ممنوع دخول المصريين”، فإن ذلك لا يصدمنا فحسب، وإنما يشعرنا أيضًا بالحزن والخزي”.
وأضاف هويدي إن من دواعي الحزن أن العلاقات بين البلدين تدهورت لهذه الدرجة، والخزي لأن النظام ترك الأمور تتدهور حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، دون أن يثار الموضوع في منابر الإعلام والسياسة المصرية، على حد قوله.
وأشار هويدي إلى أن تعليقات السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي رغم أنها لا تعبر عن رأي رسمي، فلا ينبغي تجاهلها، ، لأنها مهما صغر شأنها تعبر عن حالة من الاستياء والغضب موجودة لدى بعض شرائح السودانيين، خصوصًا الأجيال الجديدة الأكثر إقبالًا على وسائل التواصل الحديثة.
وتابع هويدي سرد المشكلة في مقاله : ” ظاهر الأمر أن هناك شكوى من سوء معاملة السودانيين في مصر، ولأن تفاصيل ذلك الملف ليست مذكورة في وسائل الإعلام المصرية التي أتابعها على الأقل، قد اعتمدت على “الإنترنت” في تتبع خلفيات الموضوع، وكانت حصيلة البحث أن هناك أخبار عن إطلاق الرصاص على خمسة سودانيين حاولوا عبور الحدود المصرية إلى إسرائيل، وثمة أخبار عن مقتل 15 آخرين قاموا بنفس المحاولة بينهم عدد من السودانيين أيضا، وأخبار أخرى عن إلقاء القبض على بعض السودانيين في القاهرة، وتفتيش بيوتهم، أحدهم ألقي القبض عليه أمام محل للصرافة ومصادرة 500 دولار كانت معه، والذين ألقي القبض عليهم تعرضوا للتعذيب في أماكن الاحتجاز، وعلى الفيسبوك صورة لواحد منهم ظهرت آثار التعذيب على ظهره”.
وتابع : ” الشاهد أنه في حين أن قضية العلاقات المتوترة مع القاهرة مثارة بصوت عال في الإعلام والبرلمان السودانيين، فإنها لم تطرح على الرأي العام المصري، وهو ما أثار استياء بعض السودانيين الذين اعتبروا ذلك نوعًا من الاستخفاف واللامبالاة من القاهرة”.
واختتم مقاله قائلًا : “هذه التباينات في المواقف طبيعية ومفهومة وواردة في علاقة أي دولتين، حتى إذا لم تكونا شقيقتين. لكن ما ليس مفهوما أن يتم التعتيم على الخلافات حتى تترك لكي تستفحل وتستعصي، بحيث تؤثر سلبا على وشائج ومصالح الشعبين، في حين أنه بأي منظور تاريخي أو جغرافي أو إستراتيجي، فإن خلافات بين مصر والسودان لا ينبغي لها أن تتحول إلى أزمة بأي حال. وحين يحدث ذلك فإنه سيعد فشلا لأولي الأمر في البلدين يستحقون لسببه اللوم والعتاب من الشعبين اللذين نشأنا وتربينا على أنهما “إيد واحدة””.
وكانت السلطات المصرية قد قتلت الأسبوع الماضي حوالي عشرين سودانيًا، قالت عنهم أنهم حاولوا عبور الحدود المصرية إلى “إسرائيل”، كما تم القبض على أحد السودانيين الذي قدم لعلاج ابنه بالقاهرة، وتعرض للتعذيب وسرقة أمواله بأحد أقسام الشرطة.