قال الإعلامي السعودي، إدريس الدريس، إن الإعلام المصري كان يسيطر على الذائقة العربية منذ أكثر من 50 عامًا، ولكنه كان لا بد أن ينقرض؛ لأنه إعلام لا يعتمد المنطق والمعلومة، ولا يمتهن أسلوب الحوار العقلاني.
وأضاف “الدريس”، في مقال له نشر بموقع “الوطن أون لاين”، “لقد تركت مرحلة عبدالناصر الإعلامية التي كانت تعتمد الردح والتضليل بصمتها محفورة على مسيرة الإعلام المصري على نحو جعل المسيرة تفرخ رهطًا من مدعي الإعلام الطارئين الذين أصبحوا أبواقًا للمشروع الصفوي، بعد أن قاموا بتأجير حناجرهم وأقلامهم في سوق الهجوم الفارسي ضد كل توجه قومي وعربي صرف”.
وتابع الدريس: “أحد هؤلاء يخرج ممتطيًا حمالة بنطلونه على كتفيه ليسرف في استهداف العروبة بكل أطيافها وطوائفها ويمعن في الشتم، فهو لا ينفك -كما يشاء الولي الفقيه- يشتم المملكة والخليج والبترول ويطلق الاتهامات التي لا تسندها الحقيقة ليتهم هذه الدول المتطورة بأنها تقف خلف التطرف، وأنها تدعم الإرهاب وأنها تسند داعش والقاعدة! ثم يجعل “الوهابية” سبب كل مصيبة وآفة، لكنه لا يقول لنا لماذا لم نكن نسمع عن وهابية مزعومة أيام سطوة “القطبية”، ولم نكن نعرف ما هي القاعدة أيام سطوة “التكفير والهجرة” التي أسست لمبدأ الخروج وهجرة المجتمع الراهن وتكفيرهم وهم الذين تنامى مدهم وتجذر فكرهم تحت الأرض حتى تفجر أثناء حادثة المنصة على يد خالد الإسلامبولي وعبود الزمر وحسين عباس الذين تولوا اغتيال الرئيس أنور السادات؟”.
وأردف: “إننا لا نشتم مصر ولا نسيء لأهلها في إعلامنا، ولو تمادى أحدنا وأراد ذلك لما سمحت له الدولة هنا؛ لأن للإعلام عندنا أخلاقيات ولعلاقات الدول الشقيقة حدود لا يمكن تجاوزها وخصوصيات لا يجوز المساس بها.
ولهذا لم يكن بإمكان أحدنا أن يقول أوقفوا ديناصورات التكفير والهجرة. فكيف يسمح القيمون على الإعلام المصري لهذه الأبواق أن تنهش في بلادنا وأهلها ليل نهار؟ وكيف يرضون بهذا الانحياز المكشوف الذي يستهدف اللحمة القومية بحجة التحذير من “الوهابية” واعتبارها أصلا لـ”داعش” و”القاعدة”؟”.
وجاء في المقال: “إذا كان هؤلاء الموتورون في الإعلام المصري قد لاحظوا أن داعش تستهدف الجوامع في نجران والدمام والأحساء فإننا نذكرهم أيضا بأن إيران تحرك مخالبها وتطلق الرصاص العشوائي على رجال الأمن في العوامية، وفعلت أفاعيلها في الخبر وكدست الأسلحة والمتفجرات في البحرين وفي الكويت وفي القطيف، وهي تمد يدها الطائفية وأذرعها المتطرفة لتعيث قتلا وتفجيراً في سورية ولبنان واليمن والعراق، فهل أعمى الدفع الإيراني عيونهم؟”.
واستطرد: “لا شك أن لدولارات “تصدير الثورة” وقعها بشكل يغير النفوس ويقلب الحقائق ويجعل الشتم والسباب يتصاعد على قدر توجيه “ولي الدفع” فيما “الحسابة بتحسب”، وليعلم المهاجمون أن إيران التي اشترت أقلامهم بأرخص الأثمان هي التي أطلقت اسم قاتل السادات على أحد شوارعها، ولعلهم يعلمون أن ثعلب القاعدة أيمن الظواهري ليس وهابيًا ولكنه من مخرجات جماعة الجهاد الإسلامي المصري التي كانت النواة لتنظيم القاعدة، والحال كذلك مع المصري سيف العدل وهي كنية العقيد السابق في الجيش المصري محمد إبراهيم مكاوي، وكذلك مصطفى حامد صهر سيف العدل الذي كان بحسب ملفات الاستخبارات يقوم بدور حلقة الوصل بين الجماعة والحكومة الإيرانية، وقد تولى تدبير ملاجئ لكبار قادة القاعدة وعوائلهم في إيران عقب سقوط طالبان، ولعلكم تتذكرون تطرف عمر عبدالرحمن الذي كان سلوكه ونهجه عورة في حق الإسلام، فأين كانت الوهابية أو السعودية أو الخليج أو النفط من كل هذه القوائم الإرهابية المصرية التي كانت نواة لكل تشدد لاحق؟!!”.
وختم: ” لكننا لا نزال نؤمل في الخيرين الطيبين الأنقياء الاتقياء من إخواننا في مصر العروبة أن يؤثروا إيجابا في إعلامهم، فكثير على مصر التي كانت لها الريادة في العالم العربي أن تقف جامدة تتوكأ على أتباع مدرسة: اكذب.. اكذب حتى يصدقك الناس، لقد تحرك الإعلام العربي من حولهم وطور أنساقه وابتدع أساليبه الحديثة فيما بقي الإعلام المصري رهينة “الهيكل” العقيم القديم الذي يرسخ في قيود اليسار والناصرية، ولهذا فإن على الإعلام المصري أن “ينظر حوله” ويخرج من تلك “الحفرة” التي وقع فيها، ثم عليه أن يضع ميثاقا أخلاقيا ومنهجا صارما يلجم فيه هذه الأفواه المسعورة..نرجوكم يا عقلاء الإعلام المصري: لقد شارف حلمنا على النفاد، وحتى لا يزايد أحدهم علي في حب مصر والمصريين فإنني أحيله إلى عدد من مقالاتي في حب مصر، التي نشرت هنا في “الوطن”، وكان آخرها مقالي: “عضوا على مصر بالنواجذ فإنها حائط المتكى”.