حمل رئيس حزب “النور”، يونس مخيون، عبدالفتاح السيسي، وأجهزته الأمنية، مسؤولية ما وصفه بـ”مهزلة الانتخابات البرلمانية، ومسرحيتها الهزلية”، متهمًا جهاز “الأمن الوطني” بالتضييق على مرشحيه في الانتخابات، والعمل على منع انتخابهم.
وقال مخيون -في حوار أجرته صحيفة “النبأ” الورقية-: “فكرنا في الانسحاب من العملية الانتخابية برمتها، التي تعتبر مهزلة، بعدما رصدناه من مسرحية هزلية، لكن الهيئة العليا للحزب اتخذت قرارًا بالأغلبية بالاستمرار، حفاظًا على أمن الوطن، واستقراره”، بحسب وصفه.
وتابع: “كان يمكن تحقيق هدف إيجاد شخصيات تدعم السيسي داخل البرلمان، باعتبار أنه بلا حزب، لكن بشكل أفضل مما يجري الآن، وأخشى أن تؤدي الأزمة الاقتصادية، والكبت الاقتصادي، إلى انفجار يقود للفوضى، وأرى أن مصر في خطر؛ لأن أدوات الحكم التي يستخدمها الرئيس الآن، هي ذات الأدوات القديمة التي تنتمي للدولة العميقة”، وفق قوله.
وفي حواره مع “النبأ”، حمل مخيون السيسي المسؤولية، وقال إن القيادة السياسية هي المسؤولة عن النظام الانتخابي المعيب الذي جرت في ظله عملية الاقتراع.
وأضاف “لأن رئيس الجمهورية هو الذي يصدر القوانين في هذه الفترة؛ فإنه المسؤول عما يجري، وعن صدور هذا القانون المعيب، خاصة أنه لم يتم الأخذ برأي القوى السياسية، بالاعتماد على نظام القائمة النسبية، وأنه تم اعتماد نظام القائمة المغلقة المطلقة، وهو نظام ظالم يهدر 49% من أصوات الناخبين”، حسبما قال.
وتابع: “فوجئنا بوجود قائمة تحظى بدعم الدولة، والأجهزة الأمنية، وهي قائمة “في حب مصر”، وغالبًا لن يحدث هذا دون علم الرئيس، وهي قائمة تم اختيار أعضائها على أساس المال، ومعظمهم من رموز نظام مبارك”، بحسب قوله.
وحول وجود مخالفات رصدها الحزب في الانتخابات، قال: “بالطبع كان هناك تدخل من أصحاب المال السياسي بشكل لم يسبق له مثيل، وتحت سمع وبصر الجميع، ودون أي تحرك من الدولة لمنعه؛ برغم ما حررناه من المحاضر في هذا الشأن”، حسبما قال.
وقال: “كان هناك تربص شديد من الأجهزة الأمنية لعناصر الحزب، وتم تطبيق القانون بحذافيره عليهم، برغم غض الطرف عما تفعله الأطراف الأخرى، كما رصدنا توجيهات صدرت من جهاز الأمن الوطني للعمد والمشايخ بضرورة توجيه الناخبين للتصويت لأي مرشحين بخلاف مرشحي “النور”، ومصر هي الخاسرة مما يجري، ونحمل الرئيس السيسي مسؤولية ما يجري”، على حد قوله.
وعن أسباب عدم تحقيق الحزب للنتائج المرجوة في الانتخابات، قال: “ليس صحيحًا أننا لم نحقق نتائج جيدة، ففي ظل هذه الأجواء الظالمة، حققنا ثلث المقاعد وحدنا، فيما حققت القوائم الأخرى التي تضم 52 حزبًا الثلثين، لذا فنحن حققنا المرتبة الأولى بتفوق”، وفق وصفه.
وحول رصد مظاهر عن دعم السلطة لقائمة “في حب مصر”، قال: “إذا نظرت لمن رتب قائمة “في حب مصر”، وهو اللواء سامح سيف اليزل، ستعلم أنها مدعومة من الدولة، فهو رجل مخابرات، ويكاد يكون متحدثًا باسم النظام في وسائل الإعلام، وكذلك هناك تداخل أمني في اختيار أعضاء القائمة، وهذا رصدنا حدوثه، وكذلك توجيهات “الأمن الوطني” التي تحدثنا عنها، والتضييق الذي نعانيه، في مقابل فتح المجال لهم، ودعمهم بالدعاية في كل وسائل الإعلام، وكل هذا جاء لتكسير عظام حزب “النور”، باعتبارنا المنافس الوحيد لهم، وهذه كلها شواهد تؤكد أنها قائمة الدولة”، بحسب قوله.
يذكر أن حزب “النور” شارك في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، وفاز له فيها عشرة مرشحين فقط، كما شارك في المرحلة الثانية التي اختتمت مساء أمس الإثنين، ويتوقع مراقبون ألا يفوز له أكثر من عشرة مرشحين آخرين، مقارنة بفوز 112 مرشحًا له في انتخابات 2011-2012؛ حيث حل وصيفًا لحزب “الحرية والعدالة”.