اهتم الكاتب احمد عبدالرحيم ،المتخصص في علم الإداراك بتسليط الضوء على اتهامات صحيفة الأهرام المصرية الحكومية للولايات المتحدة بتدبير هجمات باريس ،وما تعنيه هذه الإتهامات .

 وقال الكاتب في مقال له بصحيفة “جيروسالم بوست” الإسرائيلية : قبل يومين استمرت أكبر الصحف الحكومية في شيطنة الولايات المتحدة عن طريق كارتون يصور تنظيم الدولة كرجل مكتوب عليه صنع في الولايات المتحدةالأميركية  ، ويقوم بالتهام شخص آخر  في الوقت الذي يقوم شخص آخر يجسد العالم الدولي بالإشارة إليه ويقول ” الإرهاب الإسلامي” .

وأشار الكاتب أن مجال اختصاصه هو معرفة كيف يفكر الناس وكيف تؤثر اللغة والصورة على ذلك موضحاً أن معظم الأفكار تأتي من اللاوعي بنسبة 98 بالمائة تقريباً

وأضاف: أحد الحقائق الأساسية في علم التفكير هي أننا نفكر في إطارات ،وتتواجد هذه الإطارات في نقاط الاشتباك العصبي من أدمغتنا ، وهي موجودة فعليا في شكل الدوائر العصبية، و عندما لا تتناسب الفكرة مع هذه الإطارات فإن الإطارات تبقى كما هي ،ويتم تجاهل الحقائق .

 الإطار الذي تضمنته كاريكاتير الأهرام هي الولايات المتحدة الشريرة صانعة تنظيم الدولة والقاضي الغير عادل( المجتمع الدولي) ، ونحن كبشر لدينا الخلايا العصبية المرتبطة بالمشاعر .

 ولذلك على سبيل المثال عند سماعك كلمة “شرير”تشعر بالغضب ،وعند سماعك كلمة ” غير عادل ” تشعر بالمرارة ويتم بث هذه المشاعر في صورة (الشرير لا بد أن يحارب ويتم محوه )  .

 وأشار الكاتب إلى اتهام “بوتين” للولايات المتحدة بنفس الإتهامات خلال أحدى التجمعات السنوية للمحللين والسياسيين الروس قائلاً ” إنه لمن الصعب أنم تلعب مبارات مزدوجة – أن تعلن الحرب ضد الإرهاب لكن في نفس الوقت تحاول أن تستغل بعض منهم لتحركهم كقطع الشطرنج على لوحة شطرنج الشرق الأوسط  ليصب ذلك في صالحك”

حاول الكاتب تحليل خطاب بوتين بالقول :”استخدم بوتين لعبة الشطرنج كإطار  فكري كما أن لوحة الشطرنج نفسها هي استعارة تعبر عن الحرب .

 و اعرب الكاتب عن قلقه من أن استمرار تصوير الولايات المتحدة كراعي للإرهاب سوف يطلق يد الإرهابيين لاستهداف الأميركيين

 وأبدى الكاتب تفهمه من استخدام الأهرام لنظرية المؤامرة المترسخة في العقل العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص لتبرير الإنهيار الإقتصادي في مصر ،وتصوير السيسي بأنه بطل قومي الذي – من وجهة نظر الأهرام- سيتحدى أميركا كما فعل جمال عبدالناصر بعد ثورة 1952. 

وختم الكاتب: في الحقيقة فإن الأهرام لم تشيطن الولايات المتحدة بل شيطنت الغرب بأكمله ففي كاريكاتور آخر صورت العالم العربي كرجل لديه إصابات بالغة في وجهه وتمتد إليه قبضة يد الإتحاد الأوروبي قائلة “أين أستطيع أن أضربك ليس هناك مكان بحالة جيدة كي أضربك فيه”