في الأول من سبتمبر 2015 أعلن الملياردير المصري نجيب ساويرس أنه بصدد التفاوض لشراء جزيرتين في اليونان ضمن خطته الرامية لمساعدة آلاف اللاجئين من سوريا ومناطق أخرى تشهد نزاعات.
ونقلت مجلة فوربس الأميركية عن ساويرس قوله وقتها: “لقد استيقظ ضميري بعد صورة الطفل السوري إيلان كردي، حيث وضع الله تلك الصورة أمامنا لسبب ما، وكان من الممكن أن يبتلعه المحيط”.
وعرض ساويرس، الذي يعد واحدا من أغنى رجال الأعمال المصريين، في بداية سبتمبر على “تويتر” شراء جزيرة في اليونان أو إيطاليا لإعلان استقلالها واستقبال اللاجئين وتوفير وظائف لهم في ما سماه “بلدهم الجديد”.
شراء الجزيرة
ونشر ساويرس على “تويتر” بيانًا بالإنجليزية، موضحًا فيه أنه سيطلق على الجزيرة تسمية “جزيرة آلان”، نسبةً إلى الطفل الكردي الذي عُثر على جثته على شاطئ تركي أوائل الشهر الجاري.
وأفاد البيان أن ساويرس “حدد حاليًا جزيرتين يونانيتين، وتواصل مع المالكين، معبرا عن اهتمامه بالتفاوض معهم بشرط حصولهم على موافقة الحكومة لاستضافة العدد الأكبر من اللاجئين المسموح به وفقًا للقوانين اليونانية”، على حد قوله حينه.
وأوضح ساويرس أنه سيلتقي ممثلين عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة لمناقشة مجالات التعاون الممكنة، وقال البيان إن “ساويرس يؤمن بأن أفضل وسيلة لدمج التبرعات من الناس هو عبر تأسيس شركة مساهمة برأس مال 100 مليون دولار أميركي”.
جزيرة الفنكوش
بحسب فوربس، لم يجر ساويرس أي اتصالات بالحكومتين اليونانية أو الإيطالية، لكن رسالتيه اللتين اعتزم إرسالهما ستكون أول إشارة رسمية في طريق تنفيذ الاقتراح.
وعاد ساويرس وأكد في مؤتمر صحفي في ليون شرق فرنسا، بمناسبة افتتاح مقر جديد لشبكة “يورونيوز” الإخبارية، “لقد وجدت 23 جزيرة، جميعها قاحلة وأصحابها مستعدون لبيعها، لقد راسلت رئيسي الوزراء اليوناني والإيطالي، ولكن أيا منهما لم يرد علي”.
وطرح الصحفي محمد يوسف عزازي عدة أسئلة لنجيب ساويرس حول فكرة الجزيرة، في مقال نُشر 10-09-2015، قائلًا: “إذا كان ساويرس يسعى بجدية وليس مجرد كلام يتوارى خلفه كلام آخر لحل مشاكل اللاجئين بهذه الفكرة، فهل يخبرنا كيف يكون شكل الحياة وحال الناس فيها على هذه الجزيرة، ومن يحكمهم ويتولى شؤون حياتهم، ومن يدير مشروعات البنية التحتية فيها من طرق وكهرباء وتعليم وصحة، ومن يتحدث باسمهم للمجتمع الدولي حال حدوث مشاكل أو نزاعات، ومن يملك حق امتياز ثروات الجزيرة إذا كان بها ثروات، ومن يحدد شكل هذا الوطن البديل؟ هذه أسئلة تحتاج إجابات، ولا أظن أن ساويرس يمتلك إجاباتها بشكل حصري!”.