أكدت صحيفة “التايم” البريطانية، حالة الإحباط التي تسود المصريين في الوقت الذي تجرى فيه الانتخابات البرلمانية؛ حيث قارنت بينها وبين انتخابات 2012.
وقالت الصحيفة، إن الأحزاب المعارضة الرئيسية تقاطع هذه الانتخابات بحجة أنها لا تستطيع أن تشارك بنزاهة في ظل أجواء القمع التي أفضت إلى سجن الآلاف، مع حظر حركة الإخوان المسلمين التي اعتادت أن تكون أكبر قوة سياسية في البلاد.
وتشهد هذه الانتخابات إقبالًا ضعيفًا جدًا، في ظل شكوك حول استحواذ البرلمان القادم على أي سلطة في ظل النظام السياسي الجديد تحت حكم عبدالفتاح السيسي الذي قاد إطاحة الجيش بمرسي في 2013، وترأس الحملة القمعية التي تلت ذلك.
وقارنت الصحيفة بين الإقبال في انتخابات 2012 التي بلغت نسبة التصويت فيها 52 بالمائة وبين الانتخابات الحالية التي بلغت نسبة التصويت بها 26.56 بالمائة.
وأشارت الصحيفة إلى أن البرلمان القادم سيأتي في وقت تمر فيه الحكومة بأزمة كبيرة؛ فهي في معركة مستمرة ضد مسلحي تنظيم الدولة في سيناء الذي ادعى أنه قام بتفجير الطائرة الروسية، وتواجه الحكومة ارتفاع معدلات التضخم، وهبوط قيمة العملة، وبوادر الاستياء الشعبي.
ونقلت الصحيفة، عن سعيد ياسر الشيمي، الأستاذ بجامعة بوسطن، القول: “لا أحد يخوض هذه الانتخابات يمثل المعارضة حتى لو من بعيد، فليس من المدهش أن أغلبية المصريين لا يرغبون في المشاركة في هذه المهزلة”.
وذكرت “تايم” أن حزب “النور” هو الحزب الإسلامي الوحيد الذي يشارك في الانتخابات، وعلى الرغم من أن “النور” شق صف الإسلاميين في 2013 بدعمه إطاحة الجيش بمرسي، إلا أنه يعاني منذ ذلك الحين، ويجد نفسه هدفًا للنقد اللاذع من قبل السياسيين المعارضين للإسلاميين.
ويؤكد سمير شحاتة، الخبير في الشأن المصري بجامعة “أوكالهاما”، أن وظيفة البرلمان المقبل لن تكون التشريع أو محاسبة الحكومة، ولن يمثل البرلمان أي تحدٍ للحكومة.
وترى الصحيفة، أن إحساس اللامبالاة الحالي يختلف تمامًا عن المنافسة الانتخابية في 2012؛ حيث ذهب المصريون إلى هذه الانتخابات بحماس شديد؛ وذلك بعد عام من الإطاحة بالديكتاتور الذي حكم لمدة ثلاثة عقود، وكان هناك طيف واسع من المرشحين والأحزاب التي شاركت في الانتخابات التي نتج عنها سيطرة الإسلاميين، كما أن الانتخابات الرئاسية شهدت منافسة شرسة بين المرشحين الإسلاميين والتابعين للدولة واليساريين.
وختمت الصحيفة: أن الأحزاب المشاركة في الانتخابات الحالية ستحصل على أصوات الناخبين الذين يرون السيسي عامل استقرار للبلاد، لكن هذه الانتخابات لم تخلق الحالة الوطنية التي سادت في انتخابات 2014 و2013، وخلال الجولة الأولى من الانتخابات الحالية انتشرت بشكل كبير صور للجان الفارغة على مواقع التواصل الاجتماعي ضمن هاشتاج “محدش راح”.