شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فورين بوليسي: النور يحاول البقاء على قيد الحياة

فورين بوليسي: النور يحاول البقاء على قيد الحياة
سلطت مجلة فورين بوليسي الأميركية الضوء على الخسارة الكبيرة التي مني بها الحزب في الإنتخابات الحالية محاولة البحث عن الدوافع التي أدت إلى ذلك ، وتوقعت أن يستمر الحزب في سياسة الإنبطاح مع النظام الحالي .

 سلطت مجلة فورين بوليسي الأميركية الضوء على الخسارة الكبيرة التي مني بها الحزب في الإنتخابات الحالية محاولة البحث عن الدوافع التي أدت إلى ذلك، وتوقعت أن يستمر الحزب في سياسة الإنبطاح مع النظام الحالي.

وقالت المجلة إنه منذ عام  يحكم الرئيس المصري بمراسيم دون برلمان أو مجلس تشريعي لمراقبة سلطاته، ومع بدء الجولة الثانية من انتخابات البرلمان الذي طال انتظاره فإن قائمة المرشحين مليئة بالعلمانيين، والقوميين، ورجال الأعمال لكن الدائرة الإسلامية الكبيرة انحسر اختيارها في حزب واحد هو حزب النور، وهذا الحزب شديد المحافظة المؤيد للنظام هو كل ما تبقى من الإسلام السياسي في مصر.

وأضافت المجلة : لقد تحول حزب النور إلى قوة كبرى في أعقاب الثورة التي أطاحت بالديكتاتور حسني مبارك الذي حكم لفترة طويلة في 2011 ،وبعد عقود من التهميش سنحت الفرصة للإسلاميين لتقديم بديل اسلامي للعلمانية  ،واستغل النور هذه الفرصة

وخلال انتخابات 2011 -2012  انتقد الحزب الإخوان المسلمين –الحركة الإسلامية الأقدم والأكثر شهرة في مصر- لكونها ليبرالية جداً ،وانتهت هذه الإنتخابات بحصوله على ما يقرب من 25 بالمائة من المقاعد ،ووضع الحزب نفسه في المركز الثاني بعد الإخوان المسلمين لكن هذا البرلمان الإسلامي استمر حتى يونيو إذ قامت المحكمة الدستورية بحله بسبب انتهاكات انتخابية مزعومة .

  وأشارت المجلة إلى أن ساعات التفوق السياسي للنور انتهت ولم تتكرر في الإنتخابات الحالية فمنذ تولىه مقاليد الحكم البلاد عزز السيسي من سيطرته السياسية على البلاد ،وقام بمحو ما تبقى من إسلام سياسي ، ومصر التي مازالت دولة شديدة المحافظة سيتم تمثيلها ببرلمان جميع أعضائه علمانيين تقريباً .

كانت توقعات النور للإنتخابات منخفضة منذ البداية لكنهم اعتقدوا أنهم سيفوزوا على الأقل في الإسكندرية المعقل الرئيسي لهم لكنهم كانوا مخطئين إذ حصل الحزب على على 10 مقاعد من بين 102 هي إجمالي مقاعد الجولة الأولى

 ونقلت المجلة عن عمرو مكي مساعد رئيس الشئون الخارجية بالحزب القول “ما حدث كان أسوأ التوقعات ” وأضاف ” كنا نتوقع الفوز في الإسكندرية” .

 وبسبب النتائج الكارثية في الجولة الأولى ألقى النور باللائمة على قانون الإنتخابات الغير عادل و وسائل الإعلام المعادية له والمسئولين الفاسدين لكن هذه المبررات لم تكن السبب في خسارته وفقاً لما ذكره أشرف الشريف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية إذ يؤكد على أن خسارة النور بسبب عدم ذهاب السلفيين للإنتخابات لإعتقادهم ان النور باع القضية السلفية والإسلامية .

و ذكرت المجلة أنه منذ الإطاحة بالرئيس المنتمي للإخوان المسلمين في يوليو 2013 سعى النظام المدعوم عسكرياً بقيادة عبدالفتاح السيسي بشكل ممنهج إلى محو الإخوان المسلمين، لكن النور ومنظمته الأم ” الدعوة السلفية “نجحت في البقاء على قيد الحياة بإعلانها الوقوف بجانب الحكومة الجديدة متخليين عن أقرانهم الإسلاميين المحاصرين ،ودائماً ما يصرون على أن هذا القرار كان عملياً  لكن هذا القرار بالنسبة للإخوان وداعميهم بمثابة طعنة سكين في الظهر .

ورأت المجلة أن الحزب خير بين أن يمحى من الوجود وبين أن يقف مع النظام فاختار الوقوف مع النظام  ويصف شادي حميد زميل معهد بروكنجز للأبحاث هذا الموقف بالقول ” لقد راهنوا منذ اليوم الأول للإنقلاب على الحصول على شئ نظير دعم السيسي ”

و أظهرت نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات فشل الحزب ليس فقط في الحصول على دعم الدولة بل فقد أيضاً دعم معظم الحركة الإسلامية بل والأسوأ من ذلك كله أنه فقد ثقة عامة الناس

و في نهاية المطاف حاول النور أن يصادق الدولة العلمانية ،وفي ذات الوقت التعبير عن جمهور الإسلاميين المتنوع ،وفشل في الإثنين واعتبر أشرف الشريف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية أنه من المنطقي أن يفشل النور ذلك لأنه غير مؤهل للقيام بهذه المهمة ويعلق ” الشريف بالقول ” لقد حاول النور أن يلعب دور المعتدل، والإسلامي النفعي الذي سينقذ الإسلاميين من الإندثار لكن ذلك لم يجدي نفعاً مع الليبراليين الذين يرونهم متطرفين ،وخطرين ولا يرغبون في العمل مع الإسلاميين الذين يعتبرونهم منافقين”.

و توقعت ” بوليسي ” أن يحصل الحزب على نتيجة أسوأ من المرحلة الأولى وعلى أقصى تقدير سيحصلون على عشرة مقاعد أخرى  لكن قيادت النور وفقاً لما ذكره شادي حميد يعتبرون بقاء الحزب على قيد الحياة نجاح كبير .

  ويقول ” الشريف ” إنه من وجهة نظر قاة الحزب فإن الحزب طالما بقي على قيد الحياة فإنه سيظل خيار المصريين المتدينين  ،ويدرك قادة الحزب أن المجتمع المصري ليس مجتمع علماني فهو مجتمع محافظ ومتدين لذلك فهذا المجتمع بحاجة إلى ممثلين أيدلوجيين عنه من أصحاب الخطاب الإسلامي ،وفي هذه الحالة فإن النور من الممكن القيام بهذا الدور . لذلك سيلعب النور مباراة طويلة ،و سيحافظ على إذعانه للدولة ،وفي نفس الوقت سيعمل على الوصول لمصالحة مع مختلف الفصائل الإسلامية ،و سيحافظ على موقعه باسم الأخلاق والبديل الإسلامي وعندما تدور الأيام فإن النور سيكون هناك . 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023