قال الكاتب الصحفي جمال الجمل: إن مصر لا تحتمل فكرة الانتخابات الرئاسية المبكرة في هذا التوقيت وحتى الصيف المقبل على الأقل.
وكتب “الجمل” في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك” مقالة تحت عنوان: “السيسي وأبو الفتوح وحصان الانتخابات المبكرة”، طرح خلاله تساؤلا قال فيه: “متى يتحول الصراع مع السيسي من صراع تصحيح وتقويم إلى صراع إطاحة؟”.
وأضاف: “الآن صارت لدي خصومة مباشرة مع “النظام العباسي”، فقد كنت عقلانيا عندما سن هذا النظام قانون التظاهر، واستمرت عقلانيتي مع تصاعد حبس الثوار جنبا إلى جنب مع المتورطين في العنف وضرب استقرار الوطن، وتمسحت بالعقلانية وأنا أنتقد تدني الأداء، وضعف الفكر، وغياب التخطيط”.
وتساءل الجمل: “فهل يمكن أن أتحرر من هذه العقلانية اليوم، بعد أن وصلت مخالب النظام إلى رقبتي، وبدأت ممارسات الحصار الاقتصادي وحرب التجويع (بصراحة لم تبدأ بعد خطة التركيع)؟”.
وتابع: “للأسف لا.. فأنا من النوع الذي يجربها على نفسه قبل أن يقبل بها على الآخرين.. أنا من النوع الذي يحل لغز المتاهة من نهايتها، ويتأكد من باب الخروج قبل الدخول، لذلك فإنني لازلت أعتبر ان 25 يناير ثورة ولدت مبتسرة، ولما تعرضت للخطر كانت 30 يونيو عملية إنقاذ، وأنا أعرف أن الثورة ستتعرض لانتكاسات كثيرة، وتحتاج إلى جهود مضنية تبدأ من السهر عليها والالتزام بـ”روشتة العلاج” ومنحها الدواء في موعدده، وقد يصل الأمر إلى جراحة جديدة”.
وأردف: “لكن هذا لايعني أن يناير كانت خطأ يستوجب الاعتذار كما يطلب منا “العباسيون”، ولا يونيو جريمة كما تصر “الجماعة”.. الثورتان والسياسات والصراعات التي تلت كل منهما مجرد خطوات في طريق طويل لتحقيق حياة كريمة على أساس من الحرية والكرامة والعدل، وهذا أمر لا يجوز فيه الندم، ولن يأتي اليوم الذي نتراجع فيه عن هذه المطالب تحت أي ضرورة”.
واستطرد “الجمل” قائلا في منشوره: “هذا يعني أن 30 يونيو هي ثورة الشعب، وليست ثورة الجيش، كما كانت ثورة يناير قبلها، ولن نتراجع عن الثورة ولن نتنازل عنها للخاطفين”، مضيفا: “السيسي التحق بالثورة، ورحبنا به قائدا على الأسس التي رفعناها في الشوارع والميادين، وأي محاولة للالتفاف على هذه الأسس، او إعادة صياغتها بمعزل عن الشعب تُحسب على صاحبها وليست ملزمة للملايين التي خرجت في الشوارع ليس في 30 يونيو فقط، ولكن على مدى شهور طويلة انتهت بيوم التفويض العظيم في 26 يوليو”.
وأردف قائلا: “هذه المقدمة الطويلة، تمهد للسؤال الذي سألته لنفسي بعد أن استمعت لدعوة “الإخواني التائه” عبد المنعم أبو الفتوح لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة: هل آن الأوان فعلا لانتخابات رئاسية مبكرة؟ وهل الدعوة جادة أصلاً؟ وهل هي “قول واحد” صريح، حاسم، بات، قاطع، باتع لا يحتمل المساومة ولا يخفي مناورة أو صفقة؟”.
واستطرد: “رأيت أن الأمر يستحق التفكير، لأن ابو الفتوح كان يشكو منذ فترة من حصار إعلامي تفرضه عليه دولة العباسيين، لكنه مثلا مثلا، كان يستطيع أن يطلق دعوته من منابر كثيرة متاحة له تقف على الخط الفاصل بين الإخوان وبين الإعلام العباسي، فلماذا انتظر إلى هذا الوقت؟ ولماذا اختار هذه الفترة الأكثر حرجا بالنسبة للنظام مع الخارج أكثر منها مع الداخل؟”.
وطرح الجمل عدة تساؤلات في مقالته قائلا: “لماذا لا يتجاسر الإخوان الحاليين أو السابقين على النظام إلا إذا كان في لحظة ضعف مع الخارج؟ لماذا لم نسمع دعوة ابو الفتوح بعد محطات كثيرة تصادم فيها النظام مع قوى الثورة في الداخل، مثل الحكم ببراءة مبارك مثلا، او زيادة نفوذ وجوه النظام القديم، أو الاعتداء المتكرر على الحريات؟ وهل يمكن ان تكون دعوة ابو الفتوح مدخلا لصفقة مصالحة مع السلطة تنتهي بإجراءات شكلية تبرر قبول الجماعة وتنويعة “أنصار شرعية مرسي” بخطة للاندماج السياسي؟”.
وعن رأيه ووجهة نظره قال: “لا أحب التكهنات في مثل هذه الأمور، فالوقت كفيل بالإجابة عليها، لكنني سأناقش الدعوة من عدة مداخل:
1- من حيث الفكرة، لا غبار عليها، فهي مبدأ ديموقراطي في حال إخلال الرئيس المنتخب بالدستور أو التعهدات الرئيسية مع مبادئ الثورة، أو ارتكاب جرائم كبرى تنقض شرعيته.
2- من حيث التوقيت، يجب دراسة الظرف المناسب لإجراء الانتخابات، بحيث يتوفر الظرف الأمني داخليا وخارجيا، وبحيث ينضج الوضع السياسي لتوفير بدائل أكثر امانا من الوضع القائم، فليس مقبولا ان نطيح بالسئ لنأتي بالأسوأ.
3- من حيث مقارنة النتائج المأمولة للانتخابات المبكرة بالنتائج الفعلية التي يمكن الحصول عليها واقعيا، حتى لا ندفع الكثير في شراء نفس السلعة التي اشتريناها من قبل بالفعل”.
وعن وجهة نظره في إجراء انتخابات مبكرة، قال:” لا أظن أن مصر تحتمل فكرة الانتخابات الرئاسية المبكرة في هذا التوقيت وحتى الصيف المقبل على الأقل، فالأساطيل التي تتحرك باتجاه المنطقة، ونذر الحرب التي لا نعرف لها شكلا ولا هدفا ولا ميدانا، كفيلة بأن تمنح مشروعية للبندقية أكثر من مشروعية الديموقراطية، ونحن لانريد أن نضحي بحياة الديموقراطية ونزج بها في معركة حدية، ويفرض علينا هذا أو ذاك ثنائياته البغيضة، ويسألنا العباسيون في غباء ومزايدة رخيصة: حريتك ام حرية الوطن؟!”.
(function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) return; js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = “//connect.facebook.net/en_US/sdk.js#xfbml=1&version=v2.3”; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));
مقال آخر في السلسلة الشعبية:…………………………….السيسي وأبو الفتوح وحصان الانتخابات المبكرةالآن صارت لد…
Posted by جمال الجمل on Friday, November 20, 2015