تعرضت العاصمة الفرنسية باريس لهجمات إرهابية اليومين الماضيين أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن هذه الهجمات، حسب الصحف العالمية فإن هذه الحادثة تعادل حادثة إسقاط برجي التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001 مـ.
تنوعت ردود الأفعال من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وفي الوقت الذي وضع الآلاف خلفية علم فرنسا على صورتهم الشخصية في موقع الفيسبوك، كان هناك بعض الأشخاص الذين أعلنوا فرحهم بل وشماتتهم في الحادثة كان منهم الإعلامية المصرية لميس الحديدي.
ما دفعني لإجراء هذا الحوار هو التعرف ونقل وجهة نظر بعض الأشخاص الذين فرحوا بحدوث هذه الهجمات. بقدر تعاطفي الإنساني مع ضحايا الهجمات الإرهابية بقدر استغرابي لوجود أشخاص فرحوا بهذه الهجمات الإرهابية، ربما هذا الاستغراب هو ما دفعني للبحث عن أحدهم ومحاورته للتعرف عليهم.
هل من الممكن أن نتعرف عليك؟
اسمي علي سعيد “اسم مستعار”، شاب مصري في أواخر العشرينيات، ليس لي أي انتماء سياسي أو أيديولوجية معينة، أعمل في المجال الطبي.
هل من الممكن أن نصنفك أنك إسلامي، أو جهادي مثلا؟
أنا أصنف نفسي أني مسلم وفقط.
ما هو موقفك من هجمات باريس الإرهابية الأخيرة؟
أنا سعيد بهذه الهجمات مثلما سعدت بضرب برجي التجارة العالميين وضرب الكونجرس الأمريكي في “غزوة” منهاتن 11 سبتمبر 2001.
ما أسباب هذا الموقف؟
معلوم طبعا أن فرنسا كدولة لا تعامل المسلمين بحيادية مثل فنزويلا أو توجو مثلا، ولكنها دولة تنصب الحرب على المسلمين والإسلام، معروف موقف فرنسا في إفريقيا الوسطى أنها دعمت الحركات الانقلابية للانقلاب على المسلمين، وتؤيد الجرائم التي يقوم بها نظام دولة مالي وتقصف المسلمين المجاهدين هناك، موقفها في الجزائر معروف، وسيطرتها أيضا على الموقف السياسي لدول المغرب العربي، وآخر شيء هو التحالف الدولي الذي تشترك فيه مع أمريكا لضرب المسلمين في العراق وسوريا، فهذه مواقف تدعوني للفرح في موتهم كما يفرحون في موتنا.
هل معنى أنهم مخطئون ويقتلون أن الجانب اﻵخر يخطأ أيضا ويقتل مدنيين لا ذنب لهم؟ هل الخطأ يبرر الخطأ؟
أعتقد أن التأصيل لا يكون بهذا الشكل، فهناك مثلا فتوى للشيخ ابن عثيمين بجواز قتل المدنيين في الدول التي تقتل المدنيين المسلمين، وهذه حجة على كل من يرفض هذه الهجمات، لكن هناك بعض الناس يعيشون في “عالم سمسم” ويظنون أن الحرب لن يكون بها دماء ولن يسقط بها مدنيون فهؤلاء لا يعرفون من الجهاد ومن الحروب سوى الكلام النظري ولكن من دخل الحروب يعرف معنى أن هناك مدنيين وأبرياء سيسقطون في كل الحروب.
النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الطائف نصب المنجنيق وضرب المدينة بالمنجنيق ولم يعترض أحد من الصحابة بحجة أن هناك مدنيين وأبرياء سيسقطون، حتى في كل الحروب في العصر الحديث مثل الحرب العالمية الأولى والثانية، وحرب الخليج والحروب في مالي وسوريا والعراق وغيرها يسقط الكثير من المدنيين والأبرياء فيها.
ولكن هناك فرق بين المدنيين الذين يسقطون خطأ في الحروب وبين استهداف هؤلاء المدنيين بشكل مباشر وهو ما حدث في هجمات فرنسا الأخيرة التي لم تستهدف العسكريين بل مجموعات من المدنيين؟
رأيي أن مصطلح المدنيين يحتاج إلى تحرير، قديما كان لا يوجد مصطلح مدنيين، فوقت الحروب كانت تنفر المدينة كلها للحرب وبالتالي فجميع الأشخاص كانوا مقاتلين، الآن يجب تعريف من هو المدني ومن هو المقاتل الذي يمكن استهدافه، هناك بعض المدنيين يعتبرون مقاتلين يجب استهدافهم، مثل هؤلاء العاملين في بعض الحركات الاجتماعية التي تناهض الإسلام أو تدعو إلى طرد المسلمين خارج أوروبا، العاملين في الأحزاب المتطرفة ضد الإسلام، العاملين في الإعلام، العاملين في برج التجارة الدولي، كل هؤلاء مدنيين عزل ولكنهم يعتبرون مقاتلين لأنهم يعملون ضد الإسلام والمسلمين وبالتالي يجب استهدافهم.
أما بالنسبة لاستهداف المدنيين غير المقاتلين مثلما حدث في أحداث فرنسا حول الاستاد مثلا، الأمر فيه خلاف منذ القدم حتى الآن، ولا يوجد رأي راجح فيه حتى الآن، فمثلا عندما قال المسلمون قديما إنهم كانوا لا يستهدفون التجار المشركين فعلق ابن حزم على ذلك أن هذا لا يعني حرمة استهدافهم ولكنه كان تأسيسا لخيار أخلاقي في الحروب، لأن الأصل في دم الكافر أنه حلال. وهذا إجماع الأمة، أما إمكانية استهدافه من عدمه ففيه خلاف.
بالطبع يستثنى من ذلك إذا كان بينهم وبين المسلمين عهد أو كانوا أهل ذمة، وهذا كله لا يوجد في حالة فرنسا، فدمهم حلال ولكن استهدافه فيه خلاف، بعض العلماء مثل الشوكاني والسرخسي لهم آراء متعددة، قالوا مثلا إن حتى الشيخ الكبير يمكن استهدافه، فالشيخ السرخسي وضع تعريف الشيخ الكبير هو الذي فقط يمكنه الإنجاب حتى وإن لم يحمل السلاح لأنه سيكثر من أعداد المقاتلين، الإمام الشوكاني له رأي أن أي رجل بالغ سواء قاتل أم لم يقاتل يجوز استهدافه.
من الذي قال إن دم الكفار حلال؟ وأين ذكر هذا الكلام في الكتب؟
هذا إجماع الأمة، أن دم الكافر لا عصمة له وبقتله لا تجب دية ولا كفارة ولا توبة ولا أي شيء، يمكنك الرجوع إلى كتاب “في الجهاد آداب وأحكام” للشيخ الشهيد عبد الله عزام، أو كتاب “مسائل في فقه الجهاد” لأبو عبد الله المهاجر أحد مشايخ تنظيم الدولة في العراق الذي استشهد مؤخرا.
هل بإمكانك أن تعدد لنا المصادر التي تعتمد عليها من الكتب والمشايخ في بناء رؤيتك؟
نفس الكتابين تقريبا بالإضافة إلى كتاب آخر للشيخ عبد الله عزام في الجهاد فقه واجتهاد، بالنسبة لكتاب عبد الله المهاجر فهو كتاب غني جدا حوالي 600 صفحة وإن كان يعيبه أنه لا يذكر باقي الآراء الفقهية الموجودة في المذاهب الأخرى مما قد يوحي للقارئ أن هذا هو الرأي الفقهي الوحيد المتفق عليه.
بالنسبة لاستهداف المدنيين ألا توجد آراء فقهية تحرم استهدافهم؟
هناك بالفعل آراء تحرم استهدافهم وهناك آراء تحلل استهدافهم، والرأيان معتبران، فبالتالي عندما أقول Yنه حلال، يجب أن لا يقول لي أحد إني مخطئ، فالخلاف موجود ويمكن للشخص أن يأخذ بأي رأي من الاثنين دون إنكار على الثاني ما دام الخلاف له وجاهة كما قال ابن حجر.
من الناحية البرجماتية ما رأيك في المكاسب والخسائر لكل من تنظيم الدولة القائم بالعملية والفرنسيين والغرب والعرب والمسلمين سواء اللاجئين أو في البلاد العربية؟
من الناحية الاستراتيجية الدولة سعت إلى استهداف عدو بعيد عنها وهذا تغيير في استراتيجية الدولة، لأنها كانت تعمل على استهداف العدو القريب قبل العدو البعيد لكنها خالفت ذلك في عملية فرنسا وعملية شارلي إيبدو بالتعاون مع قاعدة اليمن، أعتقد بأن السبب في ذلك هو عدم قدرتها على اكتساب أراض جديدة مؤخرا بالإضافة إلى الحصار الدولي المفروض عليها، فأرادت أن تكسر كل ذلك بعملية كبيرة من أنوع الهوليوودي الذي يفضلونه، فأعتقد بأن العملية كانت مكسبا كبيرا لتنظيم الدولة.
لكن ألا تعتقد أنه سيدفع ثمنا غاليا مقابل هذه العملية فبالأمس قامت فرنسا بتنفيذ حوالي 40 غارة جوية على مدينة الرقة، ألا ترى أنها دخلت في معركة غير متكافئة وأن الخاسر الأكبر سيكون هؤلاء المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم؟
أعتقد أن هذا الموضوع جدلي بحد كبير، بعض الناس تقول إن هذا فعلا فتح لجبهة مواجهة كبيرة دون استعداد كاف لها، ولكن هناك رأي عقلاني ولكنه غير صحيح بالمناسبة وهو أن الحرب سجال، وأن كل طرف يقوم بعمل نكاية في الآخر سيقوم الآخر بالرد عليه بقسوة، هذا موضوع جدلي ولا أعتقد أن تنظيم الدولة أغبياء، وأنهم كانوا لا يتوقعون الرد القاسي من فرنسا.
بالنسبة لفرنسا والغرب ما المكاسب والخسائر من وجهة نظرك؟
لا أعتقد أن فرنسا تستطيع الحصول على مكاسب أكثر مما تكسبه حاليا، دورها قوي جدا في المغرب العربي، لديها استثمارات غير طبيعية في إفريقيا، إدارتها لحروب العصابات وللحرب الأهلية في إفريقيا غير طبيعية، استيلاؤها على الثروات والشركات المتعددة الجنسيات عال جدا، فلا أعتقد أنها بحاجة إلى مكسب.
ألا ترى أن العملية تعتبر مكسبا للأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا والتي ستستخدمها في الهجوم على الإسلام والمسلمين؟
أنا رأيي كما قلت سابقا، أن من يريد إرهاب الناس عن طريق تقديم صورة معينة للدولة الإسلامية في الإعلام سيفعل ذلك سواء وقعت الحادثة أم لم تقع، وكما قال أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي عندما تخوف الناس سيقومون بعمل ما تريد.
لكنك تقدم عاملا مساعدا وخدمة مجانية لهم لإثبات رأيهم؟
هي ليست خدمة مجانية ولكنها على حساب الضحايا.
تمام ولكنها في الآخر خدمة لاستخدام هذا الموقف؟
هي دولة حرب في النهاية، فلا يهمني الوضع هناك. بالإضافة إلى أنه يوجد شيء آخر وهي أننا إذا قلنا إنه سيتم استخدام الحادثة في تصعيد الأحزاب اليمنية المتطرفة، فبالنسبة لنا فالجهاد الآن فرض عين علينا، فبالنسبة لكل امرأة في السجن وكل مسلم في السجن، فهناك واجب وفرض عين على جميع الأمة. الولد بدون إذن الوالد والزوجة دون إذن الزوج والمدين دون إذن الدائن كل فرد في الأمة فرض عين عليه أن ينفر ويجاهد في سبيل الله لتحرير الأمة.
أنا مستغرب جدا ممن يقولون إنهم سينكلون بنا فنحن نعيش مذلولين أساسا تحت حكم مجموعة من الكفرة والمرتدين، وواجب علينا أن نقوم لخلعهم، فلا نرضي بتحسين شروط العبودية ولكن لنعيش بعزة، أنا على خلافي مع تنظيم الدولة في العديد من الأمور إلا أنهم يعيشون بعزة في كثير من المناطق، يستطيعون أن يجهروا بقول لا إله إلا الله بجميع مقتضياتها وأركانها وليس مجرد التدين الذي تسمح به أوروبا وبعض الدول الأخرى.
بالنسبة لبعض من يقول إن هناك لاجئين مرضى وعجزة سيتأذون من الوضع فأنا أقول إن هذه تكلفة الحرب ونحن في حالة حرب، والحرب ستأتي على الكل ولن تستثني أحدا.
هل كل المسلمون مستعدين لهذه الحرب؟
نعم طبعا.
هل كل المسلمون قادرين على دفع ثمن هذه الحرب؟
طبعا، ما هو احنا إذا كان لا يحكمنا شوية متخلفين وشوية علماء سوء والحركات الإسلامية الخونة، فمثلا عندما كنا نتكلم عن التدخل الفرنسي في مالي، تجد الإسلامي صاحب الفكر الإخواني عبد إله ابن كران رئيس الحكومة المغربية يصرح بأنه يحيي شجاعة فرنسا على التدخل في مالي، على ماذا تحييها؟ على قصف المسلمين، على اغتصاب النساء، على دعم النصارى، على ماذا تحييها بالضبط؟
وعندما تجد واحد زي راشد الغنوشي في تونس يخرج ليقول إنه يقتل السلفيين ويفتخر بذلك في لقاء على قناة البي بي سي، ويقول قتلنا ما يقرب من 10 – 15 واحد من الإسلاميين. إحنا اللي ودانا في داهية إن الإسلاميين نفسهم أصبحوا جزء منهم، “يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم”، فقد أصبحنا ملكيين أكثر من الملوك. أزمتنا كلنا أن كل علمائنا “شمال” .
بالنسبة للاحتجاجات والثورات السلمية التي نجحت بالفعل في بعض الدول ما رأيك فيها؟
أنا أرى أن الاختيارات الاستراتيجية بعيدة عن ثنائية الإيمان والكفر، بمعنى أن كل شيء يخضع للتقدير الآني، بمعنى أننا الآن في موضع ما، لا يجب أن نقول إن حتمية التغيير تستلزم أن نحمل السلاح، فأنا موافق أن نحدث بعض العمليات التغيرية بالاحتجاجات اللاعنيفة، طبعا التغيير السلمي عبر جماعات الضغط ومؤسسات المجتمع المدني ده شيء غير مختلف عليه.
غير مختلف عليه إنه جميل ولا سيئ؟
جميل طبعا، وهو شيء ممتاز، ولكن يجب أن نفهم أن التغيير اللاعنيف محدود وأن السلاح هو الأقوى في التغيير حتى إن أحد تعريفات القانون هو أن القانون وجهة نظر الأقوى، فالأقوى هو الذي سيفرض القانون.
فأنا ليس لدي مانع أن نقوم باحتجاجات سلمية، أو غير سلمية، وليس لدي مانع أن نقوم بالاقتراع والانتخابات وأن نكتب الدستور، ولكن بشرط أن القوة تحمي هذه المكتسبات، وأن القوة يكون مقصدها في البداية وفي النهاية هي الشرع، فمن سيرفع راية لا إله إلا الله أنا معه وأؤيده سواء كان عنيفا، أو غير عنيف، سواء كان بالانتخابات أو بالانقلابات العسكرية لا يوجد لدي أي مشكلة. الفكرة أن لا إله إلا الله ماشية صح.
تمام ولكن هناك نقطة أخرى شائكة هنا وهي أن نقطة لا إله إلا الله وتعريفها وتطبيقها قد يختلف من مذهب لآخر ومن جماعة إسلامية إلى أخرى، فأي منهج وأي مذهب سنتبعه خصوصا أن كلهم يدعون أنهم المذهب الصحيح؟
هذه الحجة كنت دائما أناقش فيها الملاحدة، عموما معروف أن النقاط المختلف عليها في الإسلام أوسع وأكثر بكثير من النقاط المتفق عليها، ولكن هناك مسألة مثل الولاء البراء هذه مسألة لا اختلاف عليها.
فلا يوجد أحد سيختلف أنه عندما يخرج أجد مثل الحزب الإسلامي في العراق وهو أحد أذرع الإخوان المسلمين ويسلم على السيسي ويثني عليه ويؤيده في حربه ضد الإرهاب فلن يختلف أحد أن هذه نوع من أنواع الموالاة، ولا أحد سيختلف أنطارق الهاشمي في العراق أو عبد رب الرسول سياف أو برهام الدين رباني في أفغانستان عندما يقفوا بجوار المحتل الصليبي في تحالف الشمال ضد مجاهدي طالبان فلا أحد يختلف أن هذه ردة، عندما يفعل الغنوشي ما فعله في السلفيين بتونس فلا أحد يختلف أن هذه ردة.
فأنا ببساطة أرفع راية لا إله إلا الله ومسألة الولاء والبراء لا يوجد بها أي نوع من أنواع الخلاف، هذه مسألة ألف باء إسلام الولاء والبراء.
طيب وبقية المنهج الإسلامي؟
خلاص مادام انت أصبحت سلطة تحمي المجال الإسلامي للحركة فالأمة تنتج فقهياتها بنفسها، وعملية الأثراء والتنوع الفقهي هذا هو دور الأمة، أما دور السلطة فهو حماية التوحيد، بعيد عن التوحيد فالأمة تتحرك براحتها وتنتج ما تريد إنتاجه، أما فكرة فرض منهج فقهي معين فهذا يعتبر دمار شامل.
عودة لسؤال المصادر والكتب التي تعتمد عليها، انت ذكرت ثلاثة كتب فقط هل هذا فقط ما تعتمد عليه؟
لا بالطبع التيار الجهادي أديباته كثيرة جدا.
ولكنك قلت أنك لست تابعا للتيار الجهادي؟
نعم أنا لست تابع للتيار الجهادي ولكن التيار الجهادي أديباته كثيرة جدا وللأسف لا يوجد أحد يتكلم في مسائل الولاء والبراء والجهاد غيره، فمثلا عندما تنظر إلى كتابات الإصلاحيين مثلا في الجهاد ستجدها متوقفة تماما، فانا كمسلم عندما ابحث عن الادبيات سأضطر ارجع إلى ادبيات التيار الجهادي لأنه مفيش غيره بيتكلم، حتي الكتاب بتاع يوسف القرضاوي في فقه الجهاد هو كتاب ضعيف جدا، وطبعا الشيخ يوسف القرضاوي موقفه معروف من الاحداث فهو يشكر أمريكا علي التدخل في سوريا ويري ان سيد قطب مثلا انحاز او بعد عن منهج أهل السنة والجماعة، ويقول نحن نؤمن بالديموقراطية ونموت في سبيلها فموقفه من الاحداث مجروح .
الشيخ ناصر الفهد ، الشيخ سليمان العييري، الشيخ أياد قنيبي، الشيخ أبو مصعب السوري ، الشيخ أسامة بن لادن، الشيخ أبو مصعب الزرقاوي، الشيخ عطية الله الليبي، الشيخ أبو يحيى الليبي كل هؤلاء تكلموا في هذه المسائل.
كيف ترد على المتعاطفين مع الضحايا؟ هل تنكر عليهم تعاطفهم مثلا؟ ما الرسالة التي توجهها لهم؟ خصوصا أنهم أكيد هاجموك على موقفك من الأحداث.
أقول لهم كما قال عمر بن عبد العزيز: من عبد الله بغير علم كان كمن يفسد أكثر مما يصلح ، وكما قال الرسول – صلي الله عليه وسلم: ان هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق . احنا للأسف لم نتعلم الدين، وان كنا قد تعلمنا شيئا من الثورة الفاشلة في مصر فهي اننا تعلمنا ان أزمتنا هي ازمة علم وفهم ووعي فليس من المعقول بعد هذه الازمة ان نكرر نفس الأخطاء السابقة مرة أخري ونعيد نفس عمليات التجهيل للشعب ثم نطلب منهم ان يقوموا بثورة.
الثورة وكما يتكلم أفضل الناس عنها وهم الماركسيون فالثورة لا تقوم الا برفع مستوي معين من الوعي الجمعي يسمح للناس انه يكون لديها دافع ذاتي للحركة، فاحنا غير ممكن ان يستمر هذا الوعي الجمعي غير موجود حتى الان .
سأعيد تكرار السؤال مرة أخرى بالنسبة للمدنيين الذين قتلوا ألا تري أنه ليس لهم ذنب يستحق أن يقتلوا من أجله ؟ هل لمجرد انهم فرنسيون او ولدوا وتواجدوا في فرنسا هذا يستحق قتلهم بهذه الطريقة، أشخاص بجوار الاستاد او في الشارع يطلق عليهم النار ويموتوا هكذا!
أنا سأقول لهم كما قال عمر ابن الخطاب في صلح الحديبية في رواية البيهقي قال إنما دم أحدهم – يقصد المشركين – دم كلب، وكما قال ابن مفلح وهو أحد الفقهاء: والكافر مباح دمه علي الاطلاق كالخنزير، ففكرة أن في إنسانية وهكذا فلا لا، ربنا عز وجل أخبرنا ان الكافر أحط من البهائم حتى، وان درجته لا تعلو درجة الكلاب والحمير والانعام، فاصلا مدرسة الإنسانية ومدرسة فولتير وجان جاك روسو هذه مدرسية وهمية وعايشة في عالم وهمي وطبعا لسنا في حاجة لان نذكر ان الإنسانية مزدوجة المعايير وباقي هذا الكلام المعروف .
تمام ولكن النقطة هي ان الكافر واجبك كمسلم ناحيته ان تدعوه الي الإسلام وفقط ولا تذهب لتقتله، فالكافر في الأصل هو انسان خلقه الله والرسول عليه الصلاة والسلام زار جاره اليهودي الذي كان يرمي امام بيته القاذورات في اليوم الذي توقف فيه عن رميها، ووقف من جلسته عندما مرت جنازة لاحد اليهود وقال انها نفس.
النقطة أنك تتعاطف مع الانسان بالأساس أي انسان مهما كان دينه او نوعه، التعاطف يكون مع أي انسان وأي مظلوم، هل لأن المظلوم غير مسلم لا نتعاطف، أو حتى لا نتضامن معه . فمادام انهم كفار فيستحقوا أن يظلموا، أو يقتلوا، أو نفرح في مقتلهم. هل تري ان هذا المنطق سليم؟
تمام الذي قلته انت هو الأصل فعلا في الإسلام ، فالرسول صلي الله عليه وسلم زار ابن اليهودي الذي كان في مرض الموت ودعاه للتوحيد وعندما نطق الشهادتين قال الرسول الحمد لله الذي انقذه بي من النار، فالأصل فعلا في المسلم هو الدعوة، وأيضا عندما قام الرسول لجنازة اليهود وقال اليست نفسا، الحادثة بتاعت القاذورات روايتها ضعيفة لا تصح .
ولكن فعلا الأصل عندنا اننا لا نريد ان نقاتل الناس بل نريد ان نهدي الناس ونأخذ بأيديهم الي الجنة، ونستشعر معاناتهم ونقول ياناس أنتم في ضلال مبين، نحن تذوقنا طعم الإسلام وشعرنا كم هو قيمة عظمي، كنز نحن امتلكناه ونريد كل الناس ان تكون مثلنا، هذا هو الأصل ولذلك النبي – صلي الله عليه وسلم -قال قبل الحرب ان تدعوا الناس للاسلام فان رفضوا فالجزية فان رفضوا فالحرب ، الحرب هي الخيار الأخير لدينا ، ولكن لا يأتي احد عندما تقوم الحرب يقول لي تعاطف مع هؤلاء الذين يحاربونا، لا انا سأتعاطف مع من يقتل من ناحيتي ومن يقتل من ناحيتي سأثار له وأفرح اني قتلت وثارت له .
حدث مرة في إحدى غزوات النبي اأنه كانت توجد امرأة لاتقاتل المسلمين، ولكنها وقفت في صف المشركين وتكشفت استفزازا وتحديا للمسلمين، وهنا قام المسلمون برميها وقتلها والنبي أقر هذا الواقعة ولم يقل أحد انها امرأة غلبانة لم تفعل شيء .
أحد اليهود كان يبلغ من العمر 120 سنة حسب إحدى الروايات اغتيل في غزوة حنين والنبي أقر هذا ، منهج الامام أبوحنيفة يفتي بقتل الرهبان حتى لو في صوامعهم لأنهم من أئمة الكفر.
ولكن هذا مخالف لكلام الرسول ووصيته للجيش الإسلامي ؟
نعم هذا هو خلاف الفقهاء الثلاثة ، فالإمام أبو حنيفة اختار هذا الاختيار الفقهي .
ولكن هذا مخالف لصريح قول الرسول صلي الله عليه وسلم ؟
صحيح، ولذلك كثير م العلماء لا يأخذون بهذا الرأي، وبالفعل الكثير من أراء الامام أبو حنيفة في الجهاد استثنائية بعض الشيء ، ولكن الشاهد من الأمر ألا تأتي في حالة حرب وتقول لي تعاطف معهم، نحن في حالة حرب ، نفسي المسلمين كلهم يفهموا هذا، نحن في حالة حرب .
طيب مش حالة الحرب تستلزم ان نقوم بالخطوات الثلاثة قبل الحرب وهي الدعوة الي الإسلام ثم الجزية اذا رفضوا ثم الدخول في الحرب ؟ هل تم تطبيق أي من هذه الخطوات في العمليات الأخيرة بفرنسا علي المدنيين ؟
والله انا سأعطيك مثال اذا دخل حرامي الي بيتك،هل أول حاجة ستفكر بها هي أن تقول له أن دخوله البيت خطأ، أم ستطرده خارج بيتك أولا، فالخطوات الثلاثة التي ذكرتها هي في حالة جهاد الطلب عندما تذهب لفتح بلاد الكفار وليس جهاد الدفع الذي نحن فيه فنحن نريد ان نحرر الامة من الطواغيت الذين يحكمونا ، نريد ان ندفع عن أنفسنا العدو الذي يعتدي على ديننا، وعلى أعراضنا، وعلى مالنا، والذي ينهب ثرواتنا ونريد ان نزيله، فلا أحد يطلب مني أن أعرض عليه الإسلام أولا، ده اذا جاء مسلم واعتدي علي بيته فسأقاتله واقتله واخرجه من بيتي.
هذا في حالة اذا جاء هو الي بيتك ولكن الحقيقة هي أنك من ذهبت اليه؟
انا ذهبت اليه لأنه هو الذي جاء عندي في البداية، إذا أراد ألا أذهب اليه، فليترك مالي، وافريقيا الوسطي، والمغرب العربي، ويترك سوريا، والعراق، والتحالف الدولي، وأنا لن أذهب اليه وقتها.
ولكن المدنيين الذين قتلوا لم يأتوا عندك؟
هم يعيشون تحت دار مصنفة فقهيا أنها دار حرب فحكمهم هو حكم الدار وهذا بإجماع الامة.
ولكن الناس ده ممكن تكون مش عارفة كده؟
خلاص هم أبرياء سيموتون وهذا أمر كما قلت لك في البداية هذه هي الحروب .
هل انت متأكد ومطمئن لصحة موقفك 100% بصفة يقينية ام ان لديك شك في مدي صحته ؟
مثلما قلت لك في البداية، المسألة خلافية، وأنا أخذت الرأي أنه يجوز. خصوصا في الوقت مثل الوقت الحالي والزمن مثل هذا الزمن فانا مقتنع بالرأي أنه من الجائز أن أدفع عدو صائل عن طريق استهداف مدنيين .
هل من الممكن ان تقوم او تشجع غيرك على القيام بمثل هذه العمليات؟
يا سلام، يا ريت لو حصلت عملتيين زي كده كل أسبوع في دولة من الدول المشاركة في التحالف فستنتهي العملية سريعا ، الفيتناميين طردوا أمريكا عن طريق العمليات الانتحارية.
هل في سؤال كنت تتوقع مني أن أساله ولم أساله؟ هل تود أن تطرح سؤالا وتجاوب عنه؟
كنت أتوقع سؤال مثلا عن موقفي من تنظيم الدولة، انا لدي إشكاليات منهجية ضخمة مع تنظيم الدولة، أري انه وقع في مشكلتين رئيستين، المشكلة الأولي هي الغلو في التكفير بما هو ليس بمكفر، أي انهم يكفروا الناس بأسباب غير مكفرة، وثانيا هو استباحة الدماء المعصومة، فهؤلاء الناس عندمنا كفروا الناس بدون وجه حق، استباحوا دماءهم، وهناك تجليات كثيرة لهذه المشكلتين.
لكن هذا لا يمنع أني أقر أنهم بأعيانهم مسلمين، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن أناصر شخص كافر، أو صليبي، أو مرتد علي هؤلاء الناس. أنا افرح بما يأتون به من الحق وأحزن لأفعالهم التي تناصر الباطل، وأدعوهم دوما للمراجعة والاستماع الي رأي العلماء وائمة المسلمين.
سيدنا عبد الله بن عباس كان يقول: اذا اختلف عليكم امر فاسألوا أهل الثغور. واعتقد أن هذه المقولة كان يجب أن اذكرها في سؤال المصادر والمراجع التي يجب الرجوع اليها، فانا لن أخذ الدين او الفتوي من شخص يجلس مع طواغيت قطر، يلبس عباءتهم ويتقاضى الأموال منهم، أو شخص قاعد في كنف تركيا التي تناصر الكافرين او المرتدين علي المجاهدين سواء في سوريا او العراق، ولن أخذ الدين من شخص قاعد في التكييف او شخص بيطلع في التلفزيون .
انا سأخذ الدين من رجل نزل ميدان الجهاد وتعامل فيه، وهذه هي وصية ابن عباس، فانا للأسف مضطر ان اخذ الدين من التيار الجهادي، أما الإصلاحيين كلهم بكل تياراتهم وجماعاتهم وفي القلب منهم جماعة الاخوان المسلمين فان كل كلامهم وآرائهم في الجهاد ودفع الصائل وعقيدة الولاء والبراء كلها رايحة في ستين داهية الصراحة، فهؤلاء أئمة ضلال.
هؤلاء الإصلاحيون الذين يرفعون رايات إسلامية هم في الحقيقة علمانيون يرفعون رايات إسلامية وليسوا من الإسلام في شيء، وبالتالي فعندما أريد أن افهم الدين فانا ارجع الي الشخص الواقف على الثغور وابدأ اسأله واستفسر منه وعلي حسب الآراء وترجيح العلماء وغير ذلك ابدا في فهم الدين.
رجوعا الي موقفي من التنظيم كأفراد الذين قاموا بهذه العملية نحسبهم عند الله شهداء وهؤلاء ايدي مباركة وسواعد طاهرة ، أسال الله أن يتقبلهم وأن يجزيهم الفردوس الاعلي مقابل صنيعهم، ومثل ماأخبرتك لو 1%من المسلمين عملوا عشر هذه العملية كل أسبوع فأراضي المسلمين ستحرر خلال ساعتين .
كلمة أو رسالة أخيرة لمن تريد أن توجهها؟ وما هي؟
رسالتي لعموم الشباب وخصوصا الشباب الإسلامي ، أقول يا أخوة الجهاد الان مفروض عينا، فقوموا وانفروا في سبيل الله “يأيها الذين آمنوا مالكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثقالتم الي الأرض ” احنا مش عايشين بالطريقة الحالية، عندما تكون دمائنا واعراضنا مستباحة بهذه الطريقة فهذه ليست بعيشة.
وليست العيشة أني أهرب من هذه المنطقة كلها واذهب الي اوربا وأريح دماغي، هذه ليست الحياة التي امرنها الله بها في هذا الموضع، الشيخ عبد الله عزام يقول وينقل عن أراء العلماء ان الجهاد هو أفرض الفروض قبل الصلاة حتي ، فانت كما تصلي الخمسة صلوات في اليوم فالجهاد أيضا مفروض عليك، فقوموا للجهاد ولا تتأخروا وافهموا الدنيا ، وافهموا العلم والدين، وقدروا العلماء ثم توكلوا علي الله.