اشتعلت الأزمة بين دار الإفتاء المصرية وهيئة كبار العلماء المسلمين السعودية؛ بسبب الحملة الإعلامية المتصاعدة التي تشنها دار الإفتاء المصرية والتي تنتقد المراجع العلمية السعودية وتتهمها بدعم الإرهاب.
“كبار العلماء” تكذب دار الإفتاء المصرية
وكذبت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية، ما أوردته دار الإفتاء المصرية بحق العلامة الشيخ محمد بن عثيمين، والزعم أن فتاوى العثيمين تجيز قتل النساء والأطفال، حسب ما جاء في مرصد الفتاوى الرسمي التابع لدار الإفتاء المصرية.
وأكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، أن ما نسب للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، عضو هيئة كبار العلماء -رحمه الله- من جواز قتل النساء والصبيان من المدنيين، افتراء وكذب وخروج بكلامه عن سياقه.
علماء السعودية يمثلون الإسلام في وسطيته واعتداله
وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد، إن علماء المملكة العربية السعودية كانوا وما زالوا يمتثلون الإسلام في وسطيته واعتداله، ويؤكدون أن سماحة الإسلام هي أول أوصاف الشريعة ومن أكبر مقاصدها، وأن عمارة الأرض وحفظ نظام التعايش فيها واستمرار صلاحها بصلاح المستخلفين فيها هو من المقاصد العظيمة للشريعة الإسلامية.
وجاءت تصريحات الأمين العام لهيئة كبار العلماء المسلمين الشيخ فهد الماجد، بسبب الحملة الإعلامية التي تشنها دار الإفتاء المصرية على العلماء السعوديين وتتهمهم بدعم الإرهاب.
وأضاف الأمين العام، أن هيئة كبار العلماء تعد من أهم الهيئات الشرعية المعتبرة في العالم الإسلامي التي أصدرت عددًا من البيانات والقرارات في محاربة التطرّف وتجريم تمويله وكل وسيلة تساعد في انتشاره، ومن القرارات المتقدمة في ذلك قرار أصدرته الهيئة منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا أكدت فيه أن حوادث التخريب التي يذهب ضحيتها الكثير من الناس الأبرياء ويتلف بسببها كثير من الأموال والممتلكات والمنشآت العامة كنسف المساكن، وإشعال الحرائق في الممتلكات العامة والخاصة، ونسف الجسور والأنفاق، وتفجير الطائرات أو خطفها، إن ذلك كله من الإفساد في الأرض ولا يقوم به إلا ضعاف الإيمان أو فاقدوه من ذوي النفوس المريضة والحاقدة، ومن ثبت شرعًا أنه قام بذلك فعقوبته القتل.
وأكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء على أهمية توخي الدقة في النقل والحذر من التطاول على علماء الأمة الذين شهد لهم الداني والقاصي بالعلم والفضل والتوفيق والسداد.
الإفتاء المصرية تتهم أشهر علماء السعودية بالضلال
كان مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، التابع لدار الإفتاء المصرية، قد اتهم أشهر علماء المملكة العربية السعودية، (ابن عثيمين) بـ”الضلال”، مؤكدًا أن فتاويه “الشاذة” التي تبيح قتل النساء والصبيان، كانت هي المرجع الأساسي للمتطرفين لقتل المدنيين.
وشدد المرصد على أن الإعلام الغربي يستغل مثل هذه الفتاوى الشاذة لتشويه صورة الإسلام وزرع “الإسلاموفوبيا” في الغرب، واستعداء الرأي العام الدولي على المسلمين.
وأشار إلى أنه، رصد فتوى لعالم الدين الوهابي بن عثيمين يبيح فيها قتل النساء والأطفال من المدنيين بقوله: “الظاهر أنه لنا أن نقتل النساء والصبيان؛ لما في ذلك من كسر لقلوب الأعداء وإهانتهم ولعموم قوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُم) بحسب زعمه”.
وأكد المرصد أن مثل هذه الفتاوى تخالف ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) من نهي عن قتل النساء والصبيان في الحرب، وأتى بحديث مفاده أن النبي (صلى الله عليه وآله) رأى امرأة مقتولة في بعض مغازيه، فأنكر قتل النساء والصبيان.
فتاوى تخالف الشريعة
وأكد المرصد، أن فتوى ابن عثيمين تخالف القاعدة الشرعية التي تقول “ولا تزر وازرة وز أخرى”، وقال “ليس من العدل أن يؤخذ أحد بجريرة غيره، فالنبي (صلى الله عليه وآله) قال في حجة الوداع (ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ولا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده)؛ أي لا يتعد إثم جناية أحد إلى غيره”.
وتساءل: “فكيف نأتي نحن ونقتل أناسًا “عزل” في غير ساحة المعركة بناءً على اجتهاد من رجل لم يتثبت في فتواه ولم يتورع عن الدماء؟”.
وأوضح أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ينهى أصحابه في الغزوات من قتل النساء بقوله: “انطلقوا باسم الله، وبالله، وعلى ملّة رسول الله، ولا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلاً، ولا صغيرًا، ولا امرأة، ولا تغلّوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)”.
هذا ولم تشر دار الإفتاء إلى الكتاب الذي اعتمدت عليه في ذكر تلك الفتوى المنسوبة للعالم السعودي ولا سياقها.