أكد البروفيسور الأميركي “شارلز تيفر” في مقال له نشرته مجلة فوربس الأميركية على ضرورة أن تتوقف مصر عن إنكار تفجير تنظيم الدولة للطائرة الروسية.
وقال الكاتب إن مسئولين غربيين عدة رجحوا قيام تنظيم الدولة بتفجير الطائرة الروسية، واليوم تخلت روسيا عن رفضها لهذه الفكرة وتوافقت مع النتائج الغربية، لكن مصر ما زالت في حال إنكار غير عقلاني، وكما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” فإن السسيسي وداعميه أغلقوا أي نقاش عن أي احتمال ممكن للإرهاب في الحادث، وأطلقوا المشاعر الوطنية حول هذه الفكرة معتبرين التحذيرات الأوربية مؤامرة ضد مصر.
وبعبارة أخرى فإن مشكلة المصريين ليست في تفجير تنظيم الدولة للطائرة بل في التأثير المدمر لذلك على السياحة، وحتى إقرار روسيا بالهزيمة والموافقة على ما ذكره الغرب لم يكن كافيًا لإقناع المصريين.
واستطرد الكاتب: من الجدير بالذكر أن روسيا انتظرت لأطول فترة ممكنة قبل تأكيد ما يعرفه الغرب، ويرجع ذلك إلى أولاً إلى أن روسيا لم ترغب في الاعتراف بأن “الإرهاب الإسلامي” -بحسب الكاتب- قادر على القيام بهذه الضربة الكبيرة، ثانيًا التأكيد الروسي سوف يؤثر على استراتيجيتها في سوريا ،وسيجبرها على بذل جهود أكبر لمواجهة تنظيم الدولة بدلاً من دعم الأسد.
ووصف الكاتب حالة جنون الشك التي لدى مصر بأنها مذهلة؛ فمنذ أيام نشر وزير خارجيتها افتتاحية كتبها جلال نصار نائب رئيس تحرير “الأهرام ويكلي” افتتاحية بعنوان “افتراءات غربية” يقول فيها: “الإخوان المسلمون والعواصم الغربية الداعمة لهم يبذلون أقصى ما في وسعهم لتقويض مصر، وتدمير اقتصادها، وتدمير السياحة، وتوليد السخط الشعبي على أمل إسقاط حكومتها وعودة الإخوان المسلمين”.
واعتبر الكاتب قيام مصر بالإعتراف بالعمل الإرهابي سيكون بمثابة تقدم صغير جدا بعيدًا عن اللحاق بما يعرفه باقي العالم، مطالبًا إياها بأن تقول الحقيقة، ومن أجل تجنب الانتقادات الدولية فإن مصر من الممكن أن تقلل من مسؤولية ضعف الأمن الذي أدى إلى الهجوم المروع.
فعلى سبيل المثال تقول الافتتاحية التي قام وزير الخارجية المصرية بنشرها: إن “القصص غير الحقيقية “المفبركة” منتشرة الآن في كل وسائل الإعلام الغربية، وتدور هذه القصص عن الموظفين الذين يتقاضون الرشاوى من أجل إفلات الركاب من الإجراءات الأمنية.
وتابعت الوكالة: لكن القصص المختلقة تتحول إلى حقيقة إذ قامت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية بنشر موضوع قوي حول الثغرات الأمنية في مطار شرم الشيخ، واستندت الوكالة في موضوعها إلى 7 مسؤولين أمنيين كمصادر؛. أشار واحد من هؤلاء وهو متخصص في أمن المطارات إلى رشاوى تدفع لأفراد الشرطة من ذوي الرواتب المنخفضة المسؤولين عن مراقبة “أجهزة مسح الحقائب”.
ويضيف المصدر بالقول: “لا أستطيع أن أحصي لك كم مرة ضبطت حقيبة مليئة بالمخدرات أو الأسلحة قام هؤلاء بتمريرها مقابل 20 يورو أو ما شابه ذلك”.
وختم الكاتب بالقول: “لقد رأينا هجمات تنظيم الدولة خارج مصر في باريس، وبيروت، وتركيا، ورأينا كيف كان إسقاط الطائرة الروسية جزءًا من حملة تنظيم الدولة الجديدة، وعندما تدرك مصر هذا فإنها ستكون أكثر واقعية لتقوم بدورها في الحملة الدولية لمواجهة التنظيم التي نأمل أن تتعامل مع هذه الآفة المشتركة”.
