تاريخ من الفشل الداخلي والخارجي لجهاز المخابرات الإماراتية، الذي انكشف أمره في منطقة الشرق الأوسط عدة مرات، آخرها تورط أحد العناصر في دعم معسكر خليفة حفتر قائد قوات طبرق، المعادية للمؤتمر العام الليبي المنبثق من الثورة، ونستعرض لكم في هذا التقرير ما ذكره التاريخ الحديث عن فشل هذا الجهاز من عمان إلى ليبيا وكيف تم الكشف عنه:
فشل خارجي
التورط في ليبيا
كان أحدث معالم فشل عمليات الجهاز خارجيا كان على أرض ليبية، فقد كشف تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قال إن الإمارات أرسلت أسلحة إلى فصائل ليبية في خرق للحظر على الأسلحة الذي فرضته المنظمة الدولية.
ونشرت الصحيفة تقريرها نقلا عن رسالة بالبريد الإلكتروني يبدو أنها من دبلوماسي إماراتي بارز يعترف فيها بأن بلاده “انتهكت قرار مجلس الأمن الدولي حول ليبيا وأنها مستمرة في ذلك”.
وبثت قناة “النبأ” الليبية المحلية، المقربة من المؤتمر الوطني العام الخميس 12 نوفمبر 2015، شريط فيديو للضابط الإماراتي السابق الذي أوقفته سلطات طرابلس بشبهة القيام بأعمال تجسس الأربعاء.
وكانت شرطة دبي قد قالت إنه لا علاقة لها بالإماراتي الذي تم توقيفه بليبيا وإنه فصل من صفوفها لأسباب “أخلاقية”.
وبثت القناة كذلك صورة عن شهادة تقديرية باسم الرقيب يوسف صقر أحمد، ويظهر عليها اسم الفريق ضاحي خلفان، القائد العام لشرطة دبي سابقاً، ويشغل الآن منصب نائب الرئيس.
الشهادة جاء فيها أنه تم الأمر بإصدارها لصالح الرقيب “نظراً لتفوقه الملحوظ في عمله، وللخدمات الجليلة التي قدمها وحقق سمعة طيبة لشرطة دبي” وهي مؤرخة بتاريخ 25 أبريل 2011.
ولكن شرطة دبي أكدت عبر حسابها على “تويتر” أن الشخص الموقوف تم فصله قبل ذلك التاريخ، وقالت إنه “كان يعمل في شرطة دبي برتبة رقيب انتهت علاقته مع الشرطة قبل 5 سنوات وقد تم فصله من الخدمة العسكرية بعد تورطه في قضية أخلاقية، وحكم عليه بالاستغناء عن خدماته وتجريده من الرتبة العسكرية منذ العام 2010”.
السقوط في عمان
نجحت المخابرات العمانية في ديسمبر 2010، في تفكيك شبكة تجسس واسعة تقف وراءها أجهزة الاستخبارات العسكرية لدولة الإمارات.
وكانت مهمة هذه الشبكة هي كسب ولاءات ضباط وسياسيين عمانيين، لدولة الإمارات لخدمة مشروع استراتيجي وهو التحضير لمرحلة ما بعد السلطان قابوس من أجل احتواء سلطنة عمان والتمهيد لضمها لدولة الإمارات في مشروع كونفيدرالي.
ولم تكن هذه العملية الأولى من نوعها إذ يستند إلى خلفية أمنية قديمة أسس لها رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد آل نهيان، حيث أمر في منتصف السبعينيات بتشكيل خلايا في صفوف العمانيين من قبيلة “الشحوح” وكسب ولاءاتهم، واستمالة بعضهم بإغراءات كبيرة للتخلي عن الجنسية العمانية وحمل الجنسية الإماراتية، وخاصة أبناء هذه قبيلة الشحوح المقيمين في المناطق المجاورة لإمارة رأس الخيمة”.
شائعات حول تدخله في حرب غزة
أثناء حرب غزة، ثارت شائعات فتح بوابة معبر رفح أمام الوفد الإماراتي الطبي، دون غيره من القوافل المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، خصوصاً لدى الناشطين الذين شككوا في نية الوفد، وأرجعوا تسهيل مهمة دخوله القطاع إلى أسباب سياسية وأمنية، خاصة أن المرافق لهذا الوفد كان القيادي في حركة فتح سفيان أبو زايدة الذي فصل من الحركة على خلفية علاقته مع القيادي المفصول أيضاً محمد دحلان المقيم في الإمارات.
وراح بعض الناشطين ينشرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لضابط إماراتي يرتدي اللباس التقليدي لدولته خلال مرافقته الفريق الطبي، مشكّكين في أهداف الفريق، وتساءلوا في الوقت نفسه عن أسباب سماح السلطات المصرية بدخول هذا الوفد ومنع وفود من دول أخرى.
وبنى المحسوبون على “حماس” اتهاماتهم على الدور الذي لعبه من وصفوه بـذراع دحلان في غزة، أبو زايدة، الذي أشرف شخصياً على ترتيبات استقبال الوفد، ورافقه خلال زيارته التي استمرت عدة ساعات في غزة، وضع خلالها مستشفى ميداني في منطقة دير البلح في المحافظة الوسطى من القطاع.
خلية تركيا
ومع الخلاف الإماراتي، تحدثت صحف تركية، عن أن أجهزة أمنية ستصدر خلال أيام بيانات تفصيلية حول حجم الدعم الإماراتي لجهات تركية، في محاولة للإساءة لحكومة أردوغان وضرب الاقتصاد التركي، مشيرة إلى اجتماعات على مستويات عليا تعقد في أنقرة حاليا للبحث عن رد مناسب على التدخل الإماراتي السافر في الشأن التركي.
وأوضحت، أن أحد القادة العسكريين طالب خلال أحد الاجتماعات بتوجيه ضربة عسكرية للإمارات، في حال التأكد من تورطها في عملية ضرب الاقتصاد التركي وعدم الاكتفاء بالعقوبات الدبلوماسية “لأن تركيا ليست مصر أو دولة أخرى” حسب تعبيره، لكن أردوغان استبعد ذلك في الوقت الراهن.
وكشفت صحيفة “تقويم” التركية عن بعض جوانب التدخل الإماراتي في الشأن التركي، وكشفت عن جزء من رشاوى بملايين الدولارات (مادية وعينية) قدمتها أبوظبي لمدعي عام إسطنبول زكريا أوز، المسؤول عن قضية الفساد التي هزت حكومة رجب طيب أردوغان.
وذكرت الصحيفة أن زكريا أوز قضى إجازة في أحد فنادق دبي الفاخرة خلال عيد الأضحى الماضي، تكلفت أكثر من 80 ألف ليرة تركية (حوالي 36 ألف دولار)، متسائلة عن قدرة المدعي العام على تحمل هذا المبلغ، في حين أن راتبه الشهري لا يتجاوز 6 في المئة من المبلغ المذكور.
ولم تتأكد “رصد” من صحة هذه المعلومات.
فشل داخلي
اغتيال المبحوح داخل دبي
تمكنت عناصر المخابرات الإسرائيلية، من اغتيال محمود المبحوح وهو أحد أعضاء كتائب عز الدين القسام في 19 يناير 2010، بفندق في مدينة دبي عن عمر ناهز 50 عاما.
وقد تم اغتياله بعد صعقه كهربائيًا داخل غرفته ومن ثم جرى خنقه حتى لفظ أنفاسه دون أن تظهر أي إصابات على جسده، لكن تشريح الجثة كشف عن آثار للسم في جسده.
حسب شرطة دبي ليست هذه أول مرة يتم فيها تعقب المبحوح، فقبل الواقعة ببضعة أشهر جاؤوا للتحقق من أن الحديث عن الشخص الذي يبحثون عنه وكي يدرسوا تحركاته.
وكشفت إسرائيل عن عمليتها المخابراتية مكتملة الأركان لاغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي قبل سنوات، مؤكدة أن العملية التي استخدمت فيها شبكة اتصالات عالية التقنية بين المنفذين كان مقرها العاصمة النمساوية فيينا، واستغرقت 22 دقيقة بحقن المبحوح بمادة أصابته بالشلل توفي بعدها على الفور.
القناة الثانية الإسرائيلية نشرت فيلماً قصيراً يوضح تفاصيل عملية اغتيال المبحوح، وذلك بعد 5 سنوات على العملية التي جرت بمدينة دبي في يناير 2010، ويتضمن إقراراً بمسؤولية الموساد عن العملية.
الفيلم الذي عُرض الخميس أول أمس، كشف أن عملية الاغتيال استغرقت 22 دقيقة، وتمت عبر حقن المبحوح بمادة سبب له شللاً بعضلات جسده، إلى جانب توقف الجهاز التنفسي، ما أدى إلى وفاته على الفور.
وذكر الفيلم الأسماء التفصيلية للمجموعة التي قامت بعملية الاغتيال، وأوضح خط سيرهم منذ لحظة وصولهم للفندق حتى تنفيذ العملية، مشيراً إلى مشاركة شخصية بارزة بالموساد لم يسمّها في عملية الاغتيال.
(function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) return; js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = “//connect.facebook.net/en_US/sdk.js#xfbml=1&version=v2.3”; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));
#شاهد| القناة الثانية العبرية تنشر تفاصيل اغتيال القيادي في #كتائب_القسام محمود المبحوح على يد الموساد في #دبي(نقلا عن وكالة شهاب)
Posted by قناة القدس الفضائية on Friday, November 13, 2015
وفي إبريل الماضي، كشفت تحقيقات النيابة العامة الإماراتية في قضية “الإساءة إلى رموز الدولة” تورط خمسة ضباط مخابرات في جهاز أمن دولة خليجي في تنفيذ مخطط إجرامي في الإمارات.
وسبق أن اتهمت النيابة العامة المتهمين بنشرهم معلومات وأخباراً وإشاعات وصوراً على الحسابات الإلكترونية.
ووفقاً للنيابة، فإن المتهمين شكلوا فريق عمل بينهم لتنفيذ مخططهم الإجرامي في الإمارات واستعانوا بالشبكة المعلوماتية وأنشؤوا عليها المواقع الإلكترونية ونشروا عليها معلومات وإشاعات وصوراً مسيئة لرموز الدولة، وذلك بغرض السخرية والإضرار بسمعة وهيبة ومكانة الدولة.
التأسيس
هيئة الاستخبارات والأمن العسكري، أحد أفرع المجلس الأعلى للأمن الوطني، وتأسست في يونيو 2006، ويجتمع المجلس الأعلى للأمن الوطني بدعوة من رئيسه مرة واحدة كل ثلاثة أشهر أو كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
وتكون جلسات المجلس سرية، ويشترط لصحة اجتماعاته حضور أغلبية أعضائه على أن يكون من بينهم رئيس المجلس، وتصدر قراراته بالأغلبية المطلقة لأصوات الأعضاء الحاضرين، وعند التساوي يرجح الجانب الذي منه رئيس الاجتماع.
جهاز فاشل
أكد حسن الدقي رئيس حزب الأمة الإماراتي، أن جهاز المخابرات الإماراتي منذ تأسيسه فهو خادم فاشل ومكشوف، للكيان الصهيوني وأمريكا، ودوره في المنطقة لتأذية الأمن العربي مثلهم مثل نظام بن علي والقذافي، والإمارات المرشح الأول بعد الأردن لتولي رئاسة عمليات الزعزعة في المنطقة.
وقال الدقي في تصريح لـ”رصد”: “إن الأنظمة العربية تلعب دورا وكيلا عن أعداء الأمة لتفكيك وحدة الشعوب التي من شأنها الاستقلال عن الإملاءات الغربية والاستيطان السياسي لبلادهم.
وأضاف، الدقي، أن اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة المصرية، أحد مؤسسي جهاز أمن الدولة الإماراتي، ويتبع أسالبيه لكن عناصر الإمارات تتسم بالغباء المخابراتي لذلك فالكثير من عملياتها مكشوفة.
وتابع أن الإمارات هي أكثر دولة عربية تعتمد على الموساد “الإسرائيلي” والمخابرات الأمريكية، وخصوصًا بعد بناء المشاريع الخدمية بعد عودة هونج كونج إلى الصين والنمو الصاروخي لاقتصاديات للنمور الأسيوية، وسيضمحل هذا الاعتماد تدريجيًّا حيث إن هذا الاعتماد المخابراتي كان بسبب كمية المبادلات التجارية الضخمة التي كانت تجرى على أرض الإمارات.
واستكمل: “إن دور جهاز المخابرات الإماراتية بات ضعيفا ومتخلفا، بالتالي الاتكاء عليهم لن يؤدي إلى أمور إيجابية، فهو لا يعرف سوى الابتزاز الجنسي فقط”.
عضو المؤتمر الليبي: تآمر غبي
وقال صلاح البكوش، مستشار فريق الحوار بالمؤتمر الوطني اللييبي: “إنه من المتعارف عليه أن جميع الدول لديها مصالح تحاول من خلال استخدام أدواتها من بينها جهاز المخابرات، لكن ما تقوم به الإمارات في الدول العربية يعتبر تدخلا سافرا على دول شقيقة.
وأضاف البكوش في تصريح لـ”رصد” ما تقوم به الإمارات، خروج عن السياسية التقليدية الإماراتية الأصلية التي تقر عدم التدخل في شؤون الدول الشقيقة، لكن السياسة الحالية ستضر بنفسها قبل الإضرار بأشقائها.
تابع: “أعتقد أن عمليات الإمارات المخابراتية، تعمل لصالحها وليس لدول أخرى، فالولايات المتحدة أكدت عدم ارتباطها شكلا ومضمونا بهذه التدخلات، وبريطانيا قال أحد مسؤوليها لنا إنهم “لا يستطيعون التحكم في الإمارات بسبب المال.
وأكد البكوش، أن الشعب الليبيي أدرك مدى التآمر الإماراتي الغبي عليه، وقريبا ستقف تلك الدولة وحدها.
خبرة ضعيفة
وأرجع اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري، أن كشف بعض العمليات التي تقوم بها المخابرات الإماراتية إلى عدم خبرتهم الكافية بقواعد هذه المهمات، فرجل المخابرات الموت بالنسبة له أفضل من كشف أمره.
وأضاف سويلم في تصريح لـ”رصد”: الإمارات اعتمدت على المال دون القوى الفكرية والمعلوماتية، فالبتالي تحولت بعض مهامها إلى مرمى تيلسكوب أجهزة الدول التي تمارسها بها عمل مخابراتي؟