اعتبر محمد المنشاوي، الكاتب الصحفي المقيم في أميركا، أن طريقة إدارة أزمة سقوط الطائرة الروسية حتى الآن تؤكد ابتعاد الحكومة المصرية كثيرًا عما وصل إليه العالم من طرق وآليات حديثة للتعامل مع الأزمات.
وفنَّد “المنشاوي” في مقالة له أمس والتي جاءت بعنوان “أخطاء إدارة أزمة الطائرة الروسية” والمنشور بصحيفة الشروق، الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة المصرية مع إدارة أزمة الطائرة الروسية.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية لم تترك خطأ إلا واقترفته، موضحًا أن الأزمة تتصف بعدم توقعها ومفاجأة توقيتها؛ مما لا يسمح إلا باتخاذ قرارات سريعة حاسمة فى ظل نقص للمعلومات الأساسية، وفى حالات كهذه يكون من الحكمة التركيز فقط على تقليل الخسائر.
تأمين غير مناسب
وأكد أن النظام المصري يدرك أن العالم تغير فيما يتعلق بسلامة الطيران وتأمين المطارات، بحيث أصبح هناك عالمان، عالم ما قبل وعالم ما بعد 11 سبتمبر 2001.
وتفتخر أجهزة الاستخبارات المختلفة بنجاحها في منع الإرهابيين من إسقاط أي طائرة ركاب مدنية منذ ضربتهم الكبرى في نيويورك وواشنطن قبل 14 عامًا، ولم يدرك النظام المصري هذه النقطة المهمة؛ حيث أشار بعض مسؤوليه لسقوط عدد من الطائرات حول العالم.
وقال المنشاوي إنه منذ 11 سبتمبر اتخذت كل دول العالم تدابير مشددة وقاسية لتأمين الطائرات والمطارات، من هنا إذًا تبين أن الطائرة الروسية قد سقطت نتيجة عمل إرهابي، فسيتم تغيير العقيدة الأمنية للطيران المدني حول العالم، وهذا ما يغيب عن ذهن النظام المصري.
خسارة الرأي العام
واعتبر المنشاوي أنه خلال الأزمة الحالية، نجح النظام المصري في خسارة الرأي العام العالمي، وسهل من ذلك سابقة حادث القتل الخطأ للسياح المكسيكيين ورفقائهم المصريين في الصحراء الغربية منذ شهرين.
وأشار إلى أن هذه الحادثة أسهمت في انخفاض ثقة الجماعة الدولية في كفاءة الأجهزة الأمنية المصرية خاصة مع عدم الوفاء بوعد النظام المصري بإجراء “تحقيق شامل وشفاف للكشف عن ملابسات الحادث”، وحتى اليوم لم تعرف نتائج التحقيقات.
خطأ حول أهمية دور الإعلام
وأكد المنشاوي أن الحكومة المصرية أخطأت في تقديرها لأهمية ودور الإعلام العالمي خلال الأزمة.
ولفت إلى أنه من الأخطار أنه لم تقم الحكومة المصرية بتسمية متحدث رسمي ليُطلع العالم والمصريين بانتظام على آخر تطورات الحدث يوميًا أو عدة مرات في اليوم الواحد.
مؤتمر وحيد
كما أشار إلى خطأ آخر، هو أنه لم تعقد الحكومة المصرية إلا مؤتمرًا صحفيًا لم يحسن الإعداد له بعد أسبوع كامل من سقوط الطائرة عندما ظهر الطيار أيمن المقدم لكشف ما توصلت إليه التحقيقات.