تعز هي مدينة يمنية في المرتفعات الجنوبية تقع في سفح جبل صبر الذي يبلغ ارتفاعه نحو 3000 متر، تبعد عن العاصمة صنعاء 256 كم، وتعد ثالث مدينة يمنية من حيث عدد السكان حيث بلغ عدد سكانها وفقَا لتعداد 2004م 458,933 نسمة، وبحلول 2014 بلغ العدد حوالي 615,222 نسمة، ووصفت بأنها دمشق اليمن في الثمار والأزهار والأنهار والنزهة.
منذ أكثر من سبعة أشهر لا تكتفي ميليشيا الحوثي بالمواجهات المسلحة مع رجال المقاومة الشعبية في تعز وإنما تمارس تدميرًا ممنهجا للمدينة عبر القصف العشوائي اليومي للأحياء السكنية، ما أدى إلى مقتل وجرح آلاف المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون نزحوا إلى القرى والأرياف بالمحافظة ومخيمات نزوح في مدن أخرى.
مستشفيات المدينة
كشفت منظمة “مواطنة” لحقوق الإنسان أن مستشفيات مدينة تعز تعيش وضعا غاية في الخطورة، مطالبة جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح برفع الحصار المستمر على المدينة منذ شهر لتجنب تفاقم الوضع أكثر.
وأوضحت المنظمة أن حرمان المدنيين -سواء المرضى أو ضحايا الصراع الجاري- من بقايا الخدمة الطبية المتوافرة في المدينة وتسبب الحصار في انهيارها، يمثل انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان وخرقًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي، وهو ما يرقى إلى مستوى جرائم الحرب.
وأكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، نفاذ الأكسجين من مستشفيات المدينة، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة إنسانية تهدد حياة المرضى وجرحى الحرب، الموجودين في غرف العناية المركزة.
أزمة غذاء
وطالب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بتوفير دخول آمن إلى تعز، قائلًا إن القتال بين الفصائل المتناحرة منع وصول الإمدادات الغذائية وإن الآلاف عرضة للمجاعة.
وقال البرنامج إن آخر مرة وصلت فيها المعونات الغذائية إلى تعز، ثالث أكبر مدن اليمن، كان منذ خمسة أسابيع، عندما وُزع الغذاء على 240 ألف شخص.
وقال مهند هادي المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي في بيان له: “نطالب بتوفير دخول آمن وفوري لتعز للحيلولة دون وقوع مأساة إنسانية مع التناقص الشديد في الامدادات الغذائية مما يهدد حياة الآلاف، ومن بينهم النساء والأطفال وكبار السن”.
وأضاف “هادي”: “يُعاني هؤلاء الأشخاص بالفعل من الجوع الشديد، وإذا استمر الحال على ما هو عليه لن يمكن إصلاح الضرر البالغ الذي تسبب فيه الجوع”.
صمود السكان
انتشرت مؤخرًا على الشبكات الاجتماعية صور لرجال يمنيين متقدمين في السن، يحملون على ظهورهم أسلحة وقذائف دبابات في قمة جبل صبر المطل على مدينة تعز.
ويقول قائد ميداني للمقاومة، طلب عدم الإفصاح عن هويته، لـ “هافينغتون بوست عربي” قام “أنصار المقاومة” بشق طرق ترابية من أجل مرور 3 مدرعات عسكرية، وبعد أن اكتشف الحوثيون ذلك قاموا باجتياح الطريق، واستحدثوا نقاطاً جديدة هناك لإكمال الحصار”.
وأضاف “تطوع عدد كبير من السكان لنقل الذخيرة للمقاومة، واخترنا أشخاصًا نثق بهم لنقل الأسلحة، وخصوصًا كبار السن ممن لهم باع في التكيف مع ظروف الحرب”.
ووفقًا للقائد الميداني، فإن الذخيرة التي وصلت كان لها دور في المعارك بعد أن كانت المعدات بلا ذخيرة لأسابيع، كما أن عددًا من مدرعات التحالف وصل “ونتمنى أن تكون ساعة الصفر قد اقتربت لتحرير المدينة من الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح”.