بات واضحا للجميع أن الجنرال السيسى يقوم بعملية تطهير عرقى فى سيناء ،حتى أصبحت منازل سيناء المهدمة شاهدة على الجرم الذى ارتكب فى حقها ،وبات واضحا أيضا أن العملية العسكرية التى تقوم بها قوات الجيش منذ أحداث 3 يوليو هى عملية فاشلة ،ولم يُضار منها إلا المدنيون .
وحتى العملية التى بدأها الجيش فى سيناء تحت مسمى “حق الشهيد1” و”حق الشهيد2″هى عمليات فاشلة من الطراز الأول ، حيث انها لم تقتل إلا مدنين ولم يهدم بها إلا منازل مدنية فى مناطق رفح والشيخ زويد وقراهم، فالعملية التى انطلقت فى بداية شهر سبتمبر ،بدأها الجيش بالقصف المدفعى المتواصل وقصف الطائرات الحربية منها والمروحية حتى أننا شاهدنا طائرات مسيرة “بدون طيار”تأتى من الأراضى المحتلة ثم تقصف وتعود من حيث أتت،وبدأت الحملات الأمنية فى ملاحقة المواطنين بالقرى وتدمير ما تبقى من حياه بشرية .
فقرى مثل قرية “الفيتات”جنوب غرب الشيخ زويد ،لم يعد بها شىء حيث قصفت القرية أكثر من مرة ودمرت جميع منازلها ،ليستمر الجيش أيضا فى قصفها ليل نهار بالمدفعية من ارتكاز كرم القواديس القريب منها،وغيرها الكثير من القرى .
التصفية الميدانية بعد الإعتقال وهو ما نسميه هنا “قتل على الهوية”،فحينما يتم اعتقالك وأنت من أبناء سيناء فأعلم أنك فى عداد الموتى ،فيأخذ المعتقل إلى مقرات التحقيق برفح أو الشيخ زويد ،أو سلخانة الموت بالعريش وهى الـ101 ،وبعد 4 أو 5 أيام نعثر عليه ملقى على الطريق وجسده به طلقات ناريه ،فالجيش يقوم بعد التحقيق باقتياد الضحية ويذهب به إلى منطقة صحراوية ويعدمه رميا بالرصاص ،وأحيانا يتم قتله داخل المعسكرات ثم يلقى ليلا على الطرقات ،وهذه الحادثه حدثت كثيرا كثيرا وهناك حالات قمت بتوثيقها شخصياً.
تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة الإسلامية ،لم يخسر كثيرا فى الشهور السابقة بل زادت قوته كثيرا فى المنطقة الشمالية الشرقية من سيناء ،فحينما نتحدث عن قيامه بصد حملات الجيش المصرى ،ونتحدث ايضا عن معركة شرق مطار الجورة والتى خرج بها إصدار مرئى للتنظيم بعنوان”صد الموحدين لحملة المرتدين”والذى حملت المادة به قيام التنظيم على تدمير دبابة ثقيلة ،والسيطرة على ثلاث همرات وقتل ظباط وجنود،فحينها نعلم ان التنظيم بات قويا للغاية ومن الصعب هزيمته .
فتواجدهم بمناطق جنوب رفح والشيخ زويد ،هو تواجد فعلى بل يقوم عناصر التنظيم بعمل كمائن شبه يوميه فى الطرق العامة بالقرى الجنوبية ،وخطف ما يقولون عنهم أنهم عملاء للجيش المصرى .
فتنظيم ولاية سيناء والذى ينضم له عناصر من محافظات الدلتا وعناصر سيناوية أخري، بات على أبواب السيطرة على مناطق ومساحات كبيرة فى سيناء ،فكلما زادت قسوة الجيش على المواطنون فأعلموا ان التنظيم يزداد قوة وصلابة ،وكلما زادت الدولة الفاشية العسكرية فى أهمالها لسيناء فأن التنظيم فى طريقه للسيطرة على المناطق بها.
ولكن ما بين مطرقة الجيش ونيران التنظيم هناك دائما الضحية وهو المواطن السيناوى ،فالجيش يقصف ويستمر بالقصف والنتيجة قتلى ومصابون ومهجرون ،والتنظيم متواجد ويفخخ الطرقات للجيش ويقتل أفراده فيرد الجيش بقتل الأطفال والنساء وتدمير المنازل والقرى،فى عمليات دائما ما اسميها أنتقامية .
فترى ما هو القادم فى سيناء؟!!