كانت إحدى الكلمات الشهيرة التي أطلقها عبد الفتاح السيسي، بعد أحداث الثالث من يوليو 2013، والتي كررها كثيرا في خطاباته: “مصر هتبقى قد الدنيا”، إلا أن الواقع الذي أصبحت فيه مصر، يدل على أنها أصبحت خارج إطار العالم بأسره، فضلا عن الجزء المتحضر منه، بعد سلسلة الإخفاقات والانتكاسات التي ظهرت في كل المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية والاجتماعية.
ونستعرض في هذا التقرير أبرز التناقضات التي ظهرت في خطابات السيسي، والتي ناقضها وخالفها الواقع الذي يعيشه المصريون.
الانتخابات ونسب الحضور
فاز عبد الفتاح السيسي بانتخابات الرئاسة المصرية التي أجريت نهاية مايو 2014 بنسبة 96.1%، وفق البيانات التي أصدرتها لجنة الانتخابات وشككت فيها جهات عديدة، سواء في ما يتعلق بحجم المشاركة أو نسبة الفوز.
وتحدّث الإعلام الحكومي والمعارض وقتها عن إقبال ضعيف جدًا على الاقتراع في اليومين الأولين، مما دفع اللجنة العليا للانتخابات إلى تمديد التصويت ليوم ثالث، لتخرج النتيجة في النهاية مشيرة إلى نسبة إقبال تزيد بكثير عما بدا عبر الإعلام.
وظهر ذلك بشكل أكبر في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي تجري وقائعها هذه الأيام، حيث خرجت معظم الجهات المراقبة تتحدث عن نسبة حضور بين 2 و5%، في حين أعلنت اللجنة العليا الانتخابات أن نسبة الحضور في المرحلة الأولى قاربت 26%.
الملف الأمني
في 24 ديسمبر 2014 صرّح عبد الفتاح السيسي خلال كلمته أمام مجلس الأعمال المصري – الصيني بأن “الأمن لا يتحقق بالبطش والعنف”، وقبلها بعدة أيام أكد أنّ الأوضاع في محافظة سيناء “تحت السيطرة”. إلّا أنّ الأحداث على أرض سيناء تناقض هذه التصريحات، فقد فوجئ أهالي مدينة العريش بانفجار كبير استهدف نادي ضباط الشرطة، إحدى النقاط الأمنية الأهم واستراحة قيادات أمنية هامة في شمال سيناء، وأودى بحياة 6 أفراد من القوات المسلحة.
وفي منتصف أكتوبر الماضي أكد السيسي أنّ الأوضاع في سيناء “ليست مستقرة فقط، بل تحت السيطرة”، الأمر الذي نفته أيضًا أحداث عنيفة على أرض سيناء، فقد قام مسلحون بقتل مرشح حزب النور الوحيد في المحافظة، مصطفى عبد الرحمن، في 24 أكتوبر الماضي، أمام بيته وسط مدينة العريش.
الملف الاقتصادي
سجلت مصر مزيدًا من التراجعات في العديد من القطاعات الاقتصادية مؤخرًا، فاقم من تأثيراتها حادث تحطم الطائرة الروسية “متروجيت 6298″، التي ألقت بتداعيات سلبية على القطاع السياحي، الذي يعاني منذ قرابة خمس سنوات.
وأعلن البنك المركزي المصري، في بيان له صدر أمس الثلاثاء، وحصلت CNN العربية على نسخة منه، أن معدل التضخم الأساسي، وفقًا للمؤشر السنوي، ارتفع إلى 6.26% خلال شهر أكتوبر الماضي، مقابل 5.55% في الشهر ذاته من العام الماضي.
وبالنسبة للمؤشر على أساس شهري، فقد سجل الشهر المنصرم ارتفاعًا في معدل التضخم الأساسي بنسبة 1.23%، مقابل 0.79% خلال شهر سبتمبر الماضي.
وما أكده البنك المركزي يُنافي تصريح السيسي في نفس اليوم 10 نوفمبر 2011، حيث أكد السيسي أن مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية رفعت التصنيف الائتماني لمصر أكثر من مرة، وعدلت من نظرتها إلى مستقبل الاقتصاد المصري من “مستقر” إلى “إيجابي”.
التعذيب
في لقاء سابق للسيسي مع التليفزيون الألماني؛ نفى وجود حالات تعذيب في مصر، كما أكد السيسي في لقائه مع قناة CNN، أن حرية التعبير في مصر غير مسبوقة في عهده، إلا أنه وفي نفس وقت تصريح السيسي، كانت مؤسسة النديم قد أصدرت تقريرا عن شهر سبتمبر 2015، يشير إلى أنه في هذا الشهر فقط هناك 16 حالة قتلت نتيجة قصف جوي، و12 حالة قتلت بسبب القصف الجوي أيضًا ولكن عن طريق الخطأ، و8 قتلوا بطلق ناري، و4 للإهمال الطبي، و2 للتعذيب، بالإضافة إلى 20 حالة تصفية جسدية، وأن عدد حالات الوفاة في أماكن الاحتجاز بلغ 65 في نفس الشهر.
كما صرحت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، يأن عدد الصحفيين المعتقلين في مصر سجل رقما قياسيا، حيث بلغ 18 معتقلا على الأقل لأسباب تتعلق بعملهم الصحفي، وهو أعلى رقم في مصر منذ أن بدأت اللجنة عملها منذ 1990.