“عمرو خالد، الداعية الشاب، الذي بلغ صيته عنان السماء في أواخر حكم المخلوع مبارك، لم يكن هو الداعية المعروف بعد ثورة يناير، وتحديدًا بعد انقلاب يوليو 2013″؛ حيث تزايدت حملات السخرية والاستهزاء بكل تصريحاته؛ ما جعل العديد من المراقبين يطرحون سؤالاً “هل نفد رصيد عمرو خالد مع الشباب”؟

عمرو خالد؛ الذي استطاع جمع شرائح واسعة من الشباب المصري من خلال برنامجه المعروف بـ”صناع الحياة” والتي تحولت لجمعية بعد ذلك، هو نفسه الآن الذي يتلقى حملات مناهضة له عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب موقفه من نظام عبدالفتاح السيسي وما سبقه من انقلاب على الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب.

ورغم أن “عمرو خالد” يحاول التزام الصمت في الآونة الأخيرة، إلا أن مقطع فيديو بثه خالد عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يدعو فيه الشباب إلى عدم اليأس والإحباط والانطلاق لآفاق المستقبل والعمل على تغيير البلد، جعل مثار سخرية واسعة عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن “حديثه” جاء بعد يومين فقط من مطالبة عبدالفتاح السيسي الإعلاميين والنخبة المثقفة في مصر بضرورة بث الأمل في نفوس الشباب والمصريين خاصة بعد الأحداث التي تشهدها مصر مؤخرًا.

شاهد الفيديو

ولم يكن هذا هو أول سقوط لعمرو خالد، فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عديدة لعمرو خالد وهو يواصل السقوط في مستنقع سلطة الانقلاب، ومنها سؤال له – على هامش أحد المؤتمرات – لماذا الحوارات الآن لا تعرف إلا لغة السلاح؟ فأجاب خالد بأن هذا الكلام مرفوض؛ لأن لغة الحوار مقبولة من الجميع. ولما سئل:  فأين حواركم مع الإخوان؟ لم يجب على السؤال وأنهى الحوار بصورة مفاجئة!

شاهد الفيديو:

وتشهد مصر مؤخرًا عددًا من الأحداث والأزمات السياسية والاقتصادية المحلية والدولية، منها على سبيل المثال غرق لبعض المحافظات في مياة الأمطار، وتردي الأوضاع الاقتصادية بسبب ارتفاع الدولار وانهيار السياحة؛ بسبب حادث الطائرة الروسية، فضلاً عن استمرار حملات القمع والتنكيل لكل الأصوات المعارضة أو المنتقدة للسلطة في مصر.

تقليد ساخر لعمرو خالد

وعلى قناة “مكملين” الفضائية عرض الإعلامي محمد ناصر فيديو لأحد الشباب يسخر من الداعية “عمرو خالد”، بعد نشر مقطع فيديو جديد إثر تحطم الطائرة الروسية، وهو الفيديو الذي لاقى رواجًا واسعًا عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

وسخر الفيديو الذي عرضه أحد الأشخاص على قناته الشخصية بموقع يوتيوب من التصريحات التي أطلقها “خالد”، حول عدم الشماتة في القتلى الروس ضحايا الطائرة المنكوبة.

لو كان عمرو خالد رجلاً

وفي السياق ذاته كتب الكاتب الصحفي محمد طلبة رضوان مقالاً بعنوان “لو كان عمرو خالد رجلاً”، جاء فيه أنه “لو كان رجلاً” لحث الشباب الذين يتابعونه بالملايين على أن يطالبوا بحقوقهم المنهوبة، لأخبرهم أنه لا يضيع حق وراءه مطالب، لحثهم على بذل المزيد من الجهد والوقت والصبر وتجاوز الإحباطات لإكمال ثورتهم وإعادة الحقوق إلى أصحابها”.

وأضاف المقال: لو كان عمرو خالد رجلًا لاستخدم لغة الجسد و”تبريق” العيون، ولعلا صوته، بدلًا من “النهنهة” و”النحنحة”، مطالبًا بحقوق الأبرياء، المستضعفين في الأرض، المعتقلين ظلمًا، الممزقة قلوبهم، المخربة بيوتهم، المشردة أسرهم، ولقال بملء فيه: “لعن الله قومًا ضاع الحق بينهم”.

وذكر الكاتب “لو كان عمرو خالد رجلًا لتحدث إلى الشباب عن واجب الوقت، ولطالبهم بالإبداع في ابتكار أفكار تعيدهم إلى متن الحياة، بعد أن تحولوا بفعل فاعل إلى هامشها، وكان هو شخصيًّا عمرو خالد أحد أدوات السلطة العسكرية في هذه الجريمة، داعمًا، ومبشرًا، ومنتخبًا، ومتواطئًا، والآن يأتي لينصح ضحاياه، ويخدرهم”.

ونشر عمرو خالد فيديو على صفحته الشخصية على “فيس بوك” ينعى فيه ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة، موجهًا حديثه للشباب المتدين قائلًا: “أنا باقول للشباب المتدين متشمتش في الموت وقطع العيش”.