كشفت تقرير مطول نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية عن أخطاء هيلاري كلينتون أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية الأمريكية، وتحدث جزء من هذا التقرير عن تمسك “كلينتون” ببقاء مبارك في السلطة إبان ثورة 25 يناير.
وأوضحت المجلة أنه في الثالث عشر من يناير2011 تحدثت هيلاري كلينتون بلهجة تحذيرية مع القادة العرب قائلة “أسس المنطقة تغرق في الرمال في حال عدم نجاحكم في بناء المستقبل الذي يؤمن به شباب دولكم، ويبدو أن الوضع الذي دافع عنه القادة العرب طويلاً سوف ينهار”.
بعدها بأيام أجبر ديكتاتور تونس على الهرب، وبعد ذلك احتشد مئات الآلاف في ميدان التحرير مطالبين بإسقاط حسني مبارك في مصر.
وذكرت الصحيفة أنه خلال هذه الفترة كان هناك مناقشات حادة حول كيفية الرد على هذا التحول المذهل للأحداث في الإدارة الأمريكية بين “كلينتون” وأصدقائها في الإدارة الأمريكية، هل سيقفون في جانب الشباب المطالبين بإنهاء الحكم السلطوي لمبارك أم سيقفون في جانب الحاكم الذي حذرته ” كلينتون ” قبل ذلك لكنه كان يمثل نظام مستقر تدعمه القوة الأميركية والدبلوماسية.
واستطردت الصحيفة “مساعدي الأمن القومي الشباب الذين اعتمد عليهم أوباما وقتئذ بشكل كبير بما فيهم “دِنِس ماكدونج”، و”بن رودز”، و”سامانتا باور” كانوا يرون الربيع العربي فرصة ممتازة لأوباما الذي تحدث عن ” قوس التاريخ ” – في إشارة إلى تصريح أوباما بأنه سيوجه قوس التاريخ لتحقيق العدالة – لمحاذاة نفسه إلى قوى التغيير.
أما كلينتون فقد اعتقدت أن شباب الإدارة الأمريكية ساذجون، وأخبرت نائبها “جيمس شتاينبرج” أنها لا ترى سبب لتعتقد أن حشد ميدان التحرير من الممكن أن يحكم مصر في حال غياب مبارك، كانت هيلاري على علاقة وثيقة بعائلة مبارك وبخاصة مع زوجة الرئيس سوزان ويصف ” دِنِس روس ” مدير قسم الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي ذلك بالقول ” كان شعورها هو أن مبارك صديق لمدة ثلاثين عاماً، وفي حال ابتعادك عن أصدقائك فإن كل الحلفاء الآخرين في المنطقة سيضعون كلامك موضع شك ” إلا أن “روس” الواقعي جداً يرى أن “كلينتون” تضع الكثير من الثقة في أصدقائها القدامى، وأخبرها أنها لا تبصر ما يجري، وأن الأمور ستسوء “
وذكرت “بوليسي” أنه في 28 من يناير خلال اجتماع بالبيت الأبيض تصدت “هيلاري”لمن يطالبون أوباما بالوقوف في صف التاريخ، وبعد ذلك بيومين، وخلال مقابلة مع “إن.بي.سي” أثنت “كلينتون” على مبارك باعتباره مصدر للإستقرار الإقليمي، وطالبت بتحول منتظم وسلمي إلى ديمقراطية حقيقية.
واعتبرت المجلة أن النقاش الدائر داخل الإدارة الأمريكية حول مصير مبارك كان يمثل الأمل ضد الحذر، والشباب ضد كبار السن، وبعدها انضم وزير الدفاع “روبرت جيتس”، ونائب الرئيس “جوبايدن” إلى صف كلينتون لكن أوباما اختار الأمل ففي 1 فبراير عام 2011، أعلن أوباما أن “الإنتقال المنظم ” الذي تحدثت عنه “كلينتون” يجب أن “يبدأ الآن”، وبعدها بأيام عزل الجيش المصري مبارك