في مقال نُشر يوم 21 ديسمبر 2013 أكدت فيتش سكثيفيل، وهي كاتبة وباحثة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، أن المغرب يرغب في أن “تنظر إليه واشنطن كصديق سري لإسرائيل، وأن ينظر إليه الشارع المغربي كمناصر للقومية العربية”.
وذكرت الكاتبة في مقالها: “ليست هناك علاقات دبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، لكن التعاون بينهما يرجع إلى عهد ناصر، عندما كانا يقاومان القومية العربية التي كانت تهدد كلًا منهما. وقد أدى ذلك إلى قيام علاقة سياسية براغماتية في عهد الملك الحسن الثاني، كانت تتسم بالاحترام المتبادل والحنين للوطن بالنسبة لليهود المغاربة. وقد بدا أن إسرائيل تنظر إلى المغرب باعتبارها المفتاح لقلوب العرب، بينما رأت الرباط إسرائيل كونها المفتاح إلى قلب واشنطن”.
العلاقات السرية
وكشف مسؤول سابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” والمحلل السياسي والكاتب “يوسي آلفر” أن كلا من المغرب وتركيا وإثيوبيا والسودان واليونان ولبنان والعراق وجنوب السودان من أهم الحلفاء مع إسرائيل منذ قيامها.
وأكد المسؤول السابق من خلال كتاب له بعنوان “عقيدة الأطراف” أصدره مؤخرًا أن قيام الاحتلال الإسرائيلي باستقدام مئات الآلاف من اليهود المغاربة كان “خطوة غير مسبوقة”، وأنه “عبد الطريق أمام تطوّر العلاقات الاستخباريّة العميقة جدًا بين المغرب وإسرائيل” مضيفًا أن العلاقات السرية بين المغرب وإسرائيل كانت ولا تزال مميزة في استمراريتها وفي حجمها.
كما أضاف “آلفر” أن المغرب دولة أسهمت بشكل كبير في تعميق العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، قائلًا إن “المغرب دولة عربية ساعدت إسرائيل على إقامة علاقات عربية في المنطقة”.
العلاقات التجارية
وكشفت جريدة “المساء” المغربية في عددها الصادر يوم 30 أبريل 2015 عن حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وإسرائيل، لكنها أكدت أنه لا جهة رسمية في المغرب “تجرؤ” على تقديم معطيات دقيقة حول التعامل الاقتصادي والتجاري بين المغرب وإسرائيل.
لكنها أكدت أنّه في المقابل، إسرائيل، تُقدم معطيات مفصلة ومحينه تكشف، بالأرقام الدقيقة والمعلومات المستفيضة، حجم التعامل بين المغرب وإسرائيل وهي صادرة عن مؤسسة عمومية تابعة للوزارة الإسرائيلية الأولى.
العلاقات الزراعية والسياحية
وأكدت “المساء” المغربية أنّ الطفرة في العلاقات التجارية بين البلدين جعلت المغرب تصنف سادس “زبون” إفريقي للكيان الصهيوني، خلف كل من جنوب إفريقيا التي استوردت من إسرائيل خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة الماضية ما مجموعة 305 مليون دولار، ثم نيجيريا بنحو 128 مليون دولار ومصر بنحو 73 مليون دولار وبوتسوانا بـ69 مليون دولار ثم السينغال بنحو 59 مليون دولار.
وتكشف “المساء” أن الزراعة والسياحة تأتيان على رأس القطاعات المستفيدة من التطبيع الاقتصادي غير الرسمي.
وقالت إن المرصد المغربي لمناهضة التطبيع قد كشف عن وجود ضيعات إسرائيلية لإنتاج أحد أصناف التمور المعروفة باسم “المجهول” بمنطقة الرشيدية، ما يفسر غزوها للسوق المغربية، إذ يشمل التنسيق الفلاحي بين المغرب وإسرائيل تجهيز ضيعات فلاحية مغربية كبرى بمعدات تكنولوجية، أبرزها تقنيات الري والأسمدة والبذور.
دور المغرب في “كامب ديفيد”
وأكد الكاتب الصهيوني “يوسي آلفر”، في كتابه “بحث إسرائيل عن حلفاء في الشرق الأوسط” أنّ العلاقات المغربية الإسرائيلية كانت واحدًا من أعمدة العلاقات التي سعت إسرائيل إلى إقامتها مع دول المنطقة العربية، إلى جانب تحالفها مع كل من إيران “في عهد الشاه” وتركيا لتبادل المعلومات والتخطيط المشترك.
المسؤول الاستخباراتي السابق، قال إن إسرائيل سعت في البداية إلى تقديم مساعدتها للمغرب في تكوين فرقة من الحرس الشخصي، مكلفة بحماية الشخصيات الهامة. في المقابل، يقول صحاب الكتاب، كانت إسرائيل تحصل على معلومات هامة هي في حاجة إليها.